لغز غياب وزير الثقافة عن احتفالية «مصر تفخر بعروبتها»

حالة من الجدل والتساؤلات، أثارها غياب الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة، عن احتفالية «مصر تفخر بعروبتها»، التى عقدتها أكاديمية الفنون الاثنين الماضي، لمنح الدكتوراه الفخرية للفنانة شادية و3 مطربين عرب، هم حسين الجسمى من الإمارات، وعبدالله الرويشد من الكويت، وعبادى الجوهر من السعودية.


وفى الحفل، الذى تأخر عن الموعد المقرر له ساعة ونصف الساعة، كان لافتا حضور وزراء الصحة والشباب والتضامن الاجتماعى ومحافظ الجيزة، الذين صعدوا إلى خشبة مسرح قاعة سيد درويش لالقاء كلمات قصيرة، دون وجود وزير الثقافة، الذى تعد أكاديمية الفنون احدى القطاعات المهمة التابعة لوزارته.
مصدر مسئول بالوزارة، رفض الرد على تساؤلات بعض المثقفين عن سبب غياب الوزير قائلا: «لا تعليق»، إلا أن مصادر مطلعة قالت لـ «الأهرام» انه يرجح الى حد كبير أن يكون الوزير قد اعترض على التوسع فى منح الدكتوراة الفخرية لأربعة فنانين دفعة واحدة، لاسيما أن هذه الدكتورا قد تم منحها مرتين فقط فى الـ 40 عاما الأخيرة، حيث نالها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عام 1975، ثم قامت الأكاديمية أخيرا بمنحها للفنان الهندى أميتاب باتشان خلال زيارته لمصر، نظرا لدوره الكبير فى تقدم السينما الهندية والوصول بها إلى العالمية.
وأوضحت المصادر أن هذه الرؤية لا تعد تقليلا من قيمة ودور الفنانين الأربعة، إلا أن الخلفية التاريخية والقيمة الكبيرة للدكتوراة الفخرية التى تمنحها الأكاديمية كان لابد من مراعاتها.
وعلى الرغم من ذلك، فقد استنكرت نفس المصادر غياب الوزير عن الحفل، قائلين إنه مادام قد تقرر عقد الاحتفالية، فلم يكن ممكنا أن يغيب عنها «صاحب البيت»، فى ظل حضور وزراء وسفراء وفنانين وشخصيات عامة كبيرة، كما أن الوزير كان بإمكانه ـ فى حالة اعتراضه ـ الاعلان مسبقا عن رفض الفكرة من الأساس، لكنه لم يفعل، ولم يحضر.
ومما زاد من حجم الغموض المحيط بملابسات الواقعة، هو قيام الدكتور عبد الواحد النبوى بزيارة أكاديمية الفنون والاجتماع بمجلسها، صباح اليوم التالى للحفل، ووفقا للبيان الرسمى الصادر عن الاجتماع، فقد وصف الوزير الأكاديمية بأنها مؤسسة علمية متميزة وفريدة رفيعة المستوى فى العالم العربي، وأنها الجامعة الرئيسية التى تمد وزارة الثقافة بكل قطاعاتها بالكوادر المؤهلة لإدارة العمل الثقافي، لكنه فى الوقت نفسه طالب المجلس ورؤساء الأقسام بأن يكونوا كتيبة مقاتلة لوضع رؤية جديدة للأكاديمية، ووجه بأن يكون الاجتماع بداية لتشكيل لجنة لتطويرها وتحسين أوضاعها لتكون نموذجا للعالم!
ومضت الاحتفالية، كما مضى الاجتماع بمجلس الأكاديمية، لكن الجدل لا يزال مستمرا.



المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة