المشير طنطاوى بطل من طراز خاص.. خاض 4 حروب وحافظ على مصر من الضياع

المصدرالاهرام - إسماعيل جمعة


«اسمحولى أوجه التحية ليه لوحده.. سيادة المشير حسين طنطاوى».. بهذه الجملة وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى تحية خاصة، إلى المشير محمد حسين طنطاوى، فى أثناء الاحتفالية الـ 42 لذكرى انتصار أكتوبر، تعبيرًا عن التقدير لدوره الوطنى.

جاءت تحية الرئيس للمشير فى سياق كشف، أن رجال الجيش المصرى ظلوا 20 عامًايتقاضون نصف رواتبهم لتحقيق قدرة اقتصادية تساعد الجيش، موضحا وكاشفا للمرةالأولى أن المشير طنطاوى هو صاحب هذه الفكرة.فى صباح يوم 31 أكتوبر عام 1935 شهدت منطقة عابدين بوسط القاهرة مولدالطفل محمد حسين طنطاوى لأسرة نوبية من أسوان، وترعرع بين شوارعها وحواريها،تعلم القرآن فى الكتاب وواصل دراسته حتى حصل على بكالوريوس فى العلومالعسكرية من الكلية الحربية عام 1956، كما درس فى كلية القيادة والأركان عام1971، وفى كلية الحرب العليا عام 1982.وقد لا يعرف الكثيرون أن المشير طنطاوى هو بطل عسكرى من طراز خاص، خاضأربع حروب دخلتها مصر ضد إسرائيل، فكان أحد أبطال حرب 5 وشارك فى حربالنكسة سنة 1967، وبعدها فى حرب الاستنزاف، ومن أقواله ان حرب الاستنزافكانت فترة زاهرة فى تاريخ القوات المسلحة المصرية، حيث كان الجيش يقاتل ويستعدويعيد بناء القوات فى نفس الوقت, فقد أعطت الحرب الجنود والضباط الثقة بالنفس،كما منحت الشعب الثقة فى الجيش.كما كان أحد أبطال حرب اكتوبر 1973المجيدة، حيث كان قائدا للكتيبة 16 مشاة،التى حققت بطولات كبيرة خلال ملحمة عبور قناة السويس وتحرير سيناء، فقد دخلالمشير طنطاوى فى مواجهة مباشرة مع القوات الاسرائيلية وتحديدا مع أرييل شارونأثناء حرب اكتوبر73، ففى يوم12 اكتوبر تم دفع احدى الوحدات التى كان يقودهاطنطاوى لتأمين الجانب الأيمن للفرقة لمسافة 3 كيلومترات, كانت الفرقة قد تماخراجها منها, وتمكنت الوحدة بقيادة طنطاوى من الاستيلاء على نقطة حصينة علىالطرف الشمالى الشرقى من البحيرات المرة, وكان جنود هذه النقطة من الاسرائيليين قداضطروا للهرب منها تحت جنح الظلام, وفى مساء يوم15 اكتوبر كان المقدمطنطاوى وقتها قائدا للكتيبة 16 مشاة التى احبطت عملية "الغزالة المطورة"الاسرائيليةحيث تصدت بالمقاومة العنيفة لمجموعة شارون ضمن فرقتى مشاةومدرعات مصريتين فى الضفة الشرقية, حدث هذا فى منطقة مزرعة الجلاء المعروفةباسم "المزرعة الصينيةحيث كبدت الكتيبة بقيادة العميد طنطاوى الاسرائيليين خسائرفادحة."العميد أركان حرب محمد حسين طنطاوى قائد الكتيبة 16 مشاة فى حرباكتوبر".. بتلك الكلمات عرف طنطاوى نفسه بعد انتهاء الحرب بسنوات ليروىبطولات كتيبته فى تسجيل تليفزيونى نادر.
وقد تجلى ذكاء وتخطيط طنطاوى عندما هاجمته مدرعات العدو.. عندها لم يكشفالرجل أوراقه، وقرر التحلى بالصبر، وكتم أنفاسه حتى آخر لحظة وحبس نيرانمدفعيته لحين معاينة وتقدير القوة المعادية على الطبيعة، وفى اللحظة المناسبة انطلقتنيران أسلحته وقذائف مدفعيته.. انطلق رجال كتيبته على مدرعات ومجنزرات العدو،فجعلوها أثراً بعد عين، وقد فشل هجوم العدو فى الوصول للقناة، وأخذ يبحث عنمكان آخر بعيداً عن رجال الفرقة 16 مشاة التى كان يقودها العميد عبدرب النبى حافظوالكتيبة 16 مشاة التى كان يقودها المقدم محمد حسين طنطاوى.أما فرقتا شارون وآدن اللتان قامتا بالمجهود الرئيسى فى إحداث الثغرة ففقدتا أكثر من500 جندى، بالإضافة إلى قتل ضباط الصفين الأول والثانى من قادة الألويةوالسرايا، وهو ما اعترف به قادة إسرائيل فيما بعد، مؤكدين أن شراسة معارك الثغرة لمتحدث فى تاريخ الحروب بعد تلاحم المدرعات المصرية والإسرائيلية، وحرق المئات منالعربات المدرعة والمجنزرات".ويختتم طنطاوى حديثه عن حكايات أبطال أفراد الكتيبة بقوله: "كل همى أن أنا مرجعشولا فرد من الأفراد اللى جم الموقع حى، تلك هى معركة من المعارك التى خاضتهاالكتيبة منذ العبور حتى إيقاف اطلاق النار، يكفينا فخرًا أن الكتيبة لم تتكلف فىالعبور إلا شهيدا واحدا وهو "عادل بصاروف".هكذا روى البطل المشير محمد حسين طنطاوى جزءا من ملحمة جمعته مع أبطالالقوات المسلحة على جبهة القتال حتى استطاعوا تحقيق النصر واسترداد سيناءالحبيبة بعد أن دنسها الاحتلال.لم تقف بطولات المشير طنطاوى عند حدود خوض المعارك وحمل السلاح فى وجهأعداء الخارج فقط، وانما استطاع الرجل بمنتهى الحكمة والقدرة والكفاءة أن يحافظعلى سفينة الوطن من الغرق فى الفترة التى واكبت أحداث ثورة 25 يناير، بعد أنتنحى مبارك نتيجة للضغط والغضب الشعبى، وتكليف المجلس الأعلى للقواتالمسلحة بإدارة شئون البلاد، وبموجب البيان الخامس الصادر عن المجلس الأعلىللقوات المسلحة المصرية، أصبح المشير"محمد حسين طنطاوىالحاكم الفعلى لمصرعقب ثورة 25 ينايروممثلاً للجمهورية فى الداخل والخارج.وفور تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير طنطاوى مسئولية السلطةفى البلاد، استطاع فى وقت قصير الحفاظ على هيبة ومكانة القوات المسلحة المصريةفى العالم، وكان الضامن الأمين للتطور الديمقراطى فى مصر، لم لا وهو الرجل الذىيتمتع بثقة كبيرة فى الداخل والخارج؟!، وألقى عليه أعباء عهد جديد على مصروالمنطقة، وقد نجح فى كل الاختبارات التى تعرض لها بنجاح منقطع النظير، ورغمكل محاولات الاستفزاز التى تعرض لها الرجل وتعرضت لها القوات المسلحة فى تلكالفترة الدقيقة الا أنه كان بمثابة حائط الصد و"القميص الواقىالذى يتلقى الضرباتعن الشعب.والحديث عن المشير طنطاوى لمحاولة رسم صورة كاملة الملامح له من الصعوبةبمكان، فللرجل سجل مشرف وملئ بالأحداث العظيمة والمناصب المشرفة، فقد شغلالمشير محمد حسين طنطاوى مناصب قيادية عديدة فى القوات المسلحة، حيث كانرئيسا لهيئة العمليات وفرقة المشاة، كما شارك فى العديد من الحروب القتالية منهاحرب 1956 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، بالإضافة إلى حرب أكتوبر 1973كقائد لوحدة مقاتلة بسلاح المشاة، وقد حصل بعد الحرب على نوط الشجاعةالعسكرى ثم عمل عام 1975م ملحقاً عسكرياً لمصر فى باكستان وبعدها فىأفغانستان.وفى عام 1987 تولى منصب قائد الجيش الثانى الميداني، ثم قائد قوات الحرسالجمهورى عام 1988 حتى أصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع عام1991 برتبة فريق، وعقب شهر واحد أصدر الرئيس الأسبق مبارك قرارًا بترقيته إلىرتبة فريق أول، كما صدر قراراً جمهورياً بنهاية عام 1993 بترقيته إلى رتبة المشيرووزيرا للدفاع والإنتاج الحربى.نال المشير محمد حسين طنطاوى خلال مشواره العسكرى العديد من الأوسمة والأنواطوالميداليات منها وسام التحرير، ونوط الجلاء العسكرى، ونوط النصر، ونوط الشجاعةالعسكري، ونوط التدريب، ونوط الخدمة الممتازة، ووسام الجمهورية التونسية، ووسامتحرير الكويت، ونوط المعركة، وميدالية تحرير الكويت، بالإضافة إلى ميدالية يومالجيش.


تعليقات

المشاركات الشائعة