زفاف إلى السماء

الممصدر بوابة الوفد

لم يكن للحزن مكان فوق الوجوه وفجأة تحجرت الضحكات علي الشفاه وانطفأت الفرحة في العيون وتحولت الزغاريد إلي صرخات وعويل وانقلب الفرح إلي مأتم ووقف أهل العروسين يتلقون العزاء بدلاً من كلمات التهاني.جاء الخبر كزلزال فوق رؤوس الجميع.. مات العروسان.. انقلبت بهما السيارة وهما في طريقهما إلي قاعة الأفراح.. فتحولت الزفة إلي جنازة في مشهد يدمي القلوب.. وراح القريب والغريب يصرخ في غير تصديق.. هرول الجميع إلي مكان الحادث يحدوهم الأمل في أن يكون الخبر غير صحيح وأن يجدوا العروسين علي قيد الحياة.. لكن تناثر الأمل فوق جسدين تزينهما ملابس الزفاف وقد انطلقت روحاهما إلي بارئهما لتزفهما الملائكة إلي جنان النعيم.صرخات مكتومة تطلقها قلوب أصدقائه المقربين ممن جاءوا ليزفوا صديقهم إلي عروسه فإذا بهم يزفونه إلي مثواه الأخير، نظرة مصدومة تسكن عيني أحمد ناشئ الصديق المقرب لأحمد حجازي عريس السماء.. لحظات الألم قبل الفرح تلك التي عاشها معه تتمثل أمام ناظريه ويتساءل في ذهول كيف كنت يا صديقي تجيب من يسألك عن ميعاد زفافك بأنه سيكون يوم 17 سبتمبر رغم أنك لم تكن وقتها قد حجزت قاعة الفرح ولم تكن قد انتهيت من إعدادات الفرح بعد.. لكأنك كنت تجيب بميعاد زفافك إلي السماء بصحبة عروسك نيرة.. وكيف رفضت بشدة.. وانت الذي لم ترفض لي طلباً أبداً أن أصحبك في نفس سيارتك وأصررت علي أن أستقل سيارة أخري.. ليتك وافقت يا صديقي لربما كنت معك الآن وما استطاع شيء أن يفرقنا.. حتي اصدقاؤك الذين أصيبوا في الحادث جميعهم تمنوا لو لحقوا بك.. ها هي وجوه من كل حدب وصوب جاءت تغلفها اللوعة لتودعك وجوه نعرفها وأخري لا نعرفها فها هو يتيم مددت إليه يدك بالخير يوماً وأرملة لم تنس مساعدتك لأطفالها.. كنت لا تمل فعل الخير وكنت دوماً تهبه لروح أمك الغالية ولأنك كنت محباً للصدقات فقد سخر الله لك من أصدقائك من اقترح أن نقيم علي روحك الطاهرة صدقة جارية.. نعم يا صديقي فقد وافقنا أحمد علاء صديقنا علي فكرته وقررنا جميعاً أن نشارك في بناء مسجد يقام ببرج العرب علي روحك وأن نسهم في مستشفي سرطان الأطفال بسرير مجهز وكذلك سندخل وصلة مياه في أحد بيوت الصعيد.. نم قريراً يا صديقي فكل القلوب تذكرك.ها هم أصدقاء أحمد وصديقات نيرة جميعهم يتحاكون من بين دموعهم عن اثنين لم يشبها البشر.جمعهما خلق الملائكة وخيرها.. فاختار لهما القدر أن يصعدا معا إلي مكانهما المناسب ليحيا بعيدا عن دنيانا.


تعليقات

المشاركات الشائعة