الحديث عن أوليمبياد طوكيو يساوى وضع العربة أمام الحصان


المصدر الاهرام - اخبار الرياضة


فى كل بقعة من بقاع الدنيا .. تبدأ حلقة دوران دورة الالعاب الاوليمبية مع نهاية سابقتها, ولكن تتوسطها فترة من الراحة السلبية وتقديم كشف حساب كامل وتام وشفاف عن كل ما دار فى النسخة الماضية تجنبا للاخطاء وايضا لإعلام الرأى العام بما جرى صرفه وانفاقه،وبالتالى فإن أى حديث حاليا عن أوليمبياد طوكيو 2020 ضرب من الخيال من جانب اللجنة الاوليمبية برئاسة هشام حطب ووزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز , لانه من المفترض اولا نفض غبار الفشل عن احداث «ريو» لاسيما فى ظل الميزانية الضخمة التى جرى تخصيصها ووصلت الى 400 مليون جنيه.
وقبل الاشارة إلى بعض الجوانب التى تضمنها تقرير حطب عن احداث الدورة الاوليمبية بناء على التسريبات الأخيرة له، فإن لغة الارقام تشير الى ان هناك تمييزا واضحا فى التعامل بين اتحاد واخر من الناحية المادية، صحيح أن النتيجة فى النهاية لاغلبها صفر كبير ولكن كان يجب مراعاة البعد التنافسى لكل منها ومدى اهميتها على كل الأصعدة، فعلى سبيل الحصر لا المثال اتحاد الخماسى برئاسة شريف العريان حصل على ما يقارب سبعة ملايين جنيه، ونفس الشيء لاتحاد السباحة برئاسة المهندس ياسر ادريس الحاصل على سبعة ملايين ونصف المليون جنيه فى حين انه يتردد ان السباحين من امثال احمد اكرم وفريدة عثمان حاصلان على منحة فى امريكا ويتدربان ويدرسان هناك وايضا اتحاد الملاكمة بل واتحاد الفروسية نفسه نال نصيبا لابأس به من حقيبة الأموال وصل الى ستة ملايين , بينما الاتحادات الجماعية التى تأهلت حصلت على تسعة ملايين ممثلة فى كرة اليد، والطائرة سبعة ملايين.
واذا كان الكلام لا يمس ذمم أى من الاتحادات ورءوسها فإن الدول الأخرى سارت بنفس المبدأ، فمثلا الكلام كله لا ينصب فقط على الأموال التى جرى انفاقها بل على صورة البلد وعدم القدرة على رفع علمها بين الآخرين، فمثلا رئيس اللجنة الأوليمبية الرومانية الان بتراتش احترم نفسه ورحل حتى قبل انتهاء الدورة رغم حصول بلاده على اربع ميداليات منها ذهبية، الا انه شعر بالاحراج وهو ما فعله وزير الرياضة هناك ولم يتم التطرق من بعيد او قريب لمبررات غير مقنعة حول عدم استقرار او مشاكل وخلافه او ان النظرة وردية لدورة 2020 .. ونفس الشيء فعله المسئولون فى كينيا الذين لم يعجبهم هذا الكم من الميداليات التى وصلت الى 13 ميدالية منه ست ذهب وفتحوا باب التحقيق مع الفاشلين من وجهة نظرهم، بل ان زيمبابوى ورئيسها روبرت موجابى ذهب الى ابعد من ذلك وقام بحبس البعثة وطالبها برد ما حصلوا عليه .
وبالتالى لم يتم الحديث من قريب او بعيد عن اوليمبياد طوكيو 2020 , بل كان الحساب اولا وقبل كل شيء بصورة علمية بعيدا عن التصريحات الجوفاء والتعبيرات والمصطلحات التى خرجت من ابواق الاوليمبية ورئيسها ,وكانت مفاجأة للكثيرين بان ما جرى كان بسبب عدم توفير الإعداد المناسب على عكس كلام الوزير بان كل شيء تمام وفى محله، بدليل ان مصر حصلت على 11ميدالية متنوعة فى اوليمبياد الشباب فى نانجينج فى انجاز تاريخى عام 2014.. وايضا حققت نتائج اكثر من ممتازة فى دورة العاب البحر المتوسط ودورة التضامن الاسلامى وهى كلها بطولات ذات منافسات قوية.
كما ان الحديث عن ان الفترة المقبلة ستشهد طبقا لحطب وتقريره المقرر تقديمه اليوم قياسات علمية وخلافه للاعبين فى ريو لمعرفة مستواهم من منافسيهم .. فالسؤال اين كان هذا الكلام منذ تولى المجلس المسئولية خاصة ان الوزير اكد اكثر من مرة ان هناك متابعة لكافة الارقام حتى نعرف اين نقف، لاسيما انه جرى حل لجنة التخطيط التى كانت المسئولة عن ذلك دون اسباب واضحة وتولى المكتب التنفيذى المهمة .. وايضا المطالبة بدور اكبر للجنة الاوليمبية خلال الفترة المقبلة .. ما طبيعة هذا الدور .. ولماذا لم يتم تحديد ذلك خاصة ان رئيس اللجنة نفسه اكد اكثر من مرة أن دروها فقط تنسيقى أو بمعنى آخر مجرد مشرف لا اكثر ولا اقل .. بالاضافة الى ضرورة التأكيد على عدم مشاركة كل من يتأهل كما يطالب حطب لان ذلك يعنى السقوط فى نفس الهاوية طالما اننا لا نتعلم الدرس , بينما الدول الاخرى لاتسير على نفس النهج، وتسعى دائما الى الدفع بكل قوتها وافضل نجومها بعيدا عن لغة المجاملات.

تعليقات

المشاركات الشائعة