من قتل علاء الدين ؟!


المصدر الاهرام - اخبار الحوادث

خريطة الكوارث قصص مفجعة ومشاهد مروعة في أسابيع معدودة كانت تشمل حوادث طرق أشبه بالمذابح الدموية داخل مقبرة ممتدة بطول وعرض محافظة البحيره وكأن عام 2016 أبي أن يرحل دون أن يحصد مزيدا من الأرواح الطاهرة ويقف لهم بالمرصاد في حوادث مرورية بشعة كان آخرها سيارة المدارس القاتلة برشيد التي تسببت في الكارثة التي راح ضحيتها تلميذ بالصف الثالث الابتدائي والسائق وإصابة 21 تلميذا آخرين فهي عبارة عن سيارة «ميني باص» حمولتها 7 ركاب فقط.إلا ان «السائق» حشر فيها 22 تلميذا بمدرسة إدفينا التجريبية للغات كانوا في طريقهم إلي مدرستهم قادمين من قرية «سيدي عقبة» وعزبة «أبوحمد» بعد أن كان السائق يقود السياره بسرعة جنونية وحاول تجاوز بعض السيارات ليفاجأ بسيارة نقل مسرعة قادمة من الجهة المعاكسة واعترضت طريقه ليرتبك ويفقد السيطرة علي عجلة القيادة ليصطدم مع السياره القادمة وانحرف بالتلاميذ نحو الهاوية . أحلام كثيرة كانت تحبو داخل صدور طيور الجنة وهم يستقلون السيارة التي تقلهم في طريقهم إلي مدرستهم وتعالت معها أصوات الضحكات والأغاني ونسائم الأمان كانت تهفو لوجدانهم وهم يجلسون علي مقاعدهم في انتظار الوصول لتحصيل دروسهم وكان بعضهم ينظر من نافذة السيارة علي الحقول الخضراء والبعض الآخر يتسامر وتعلو وجوههم الابتسامة الصافية وفجأة تحولت الضحكات والأغاني الرقيقة والصوت الحليم إلي آلام مفزعة وصيحات وصراخ يكاد يهز أركان جدران المنازل الملاصقة للطريق .
ويخطف فرحة الطفل في أسعد أوقات حياته وتنطفئ قناديل حياة أسرته التي نزل الخبر عليها كالصاعقة فهرعوا إلي موقع الحادث وتكاد قلوبهم تنفطر وتنخلع من صدورهم وتغرق دموعهم الأرض ألما وحزنا بعد أن شاهدوا دماء ابنهم تسيل بغزارة ويتوزع أثرها علي المقاعد والأبواب والأتربة وإزدادت مفاجأتهم عندما رأوا جثته ممزقة اختلطت فيها الأعضاء وتفرقت الأشلاء فودعوه بآنات خافتة للأبد وتبدلت آمالهم بنيران الإهمال التي اقتلعت أحلامهم من جذورها وغرست بداخلهم أحزانا تنوء عن حملها الجبال الراسيات وراحت زهرة العمر «علاء الدين» تاركا كتبه وكراريسه وأقلامه مخضبة بدمائه الذكية ولم يبق من حقيبته سوي صورة تحمل وجها ملائكيا بعد أن دفع عمره البرئ ثمنا لغياب القانون وانتشار الفوضي ويبقي الاهمال والتقصير حيا يسلب روح كل من يقع تحت سيفه .
وأمام لافتة زرقاء متهالكة طمس معالمها الزمن تشير إلي المسافة الباقية في رحلة التلميذ علاء الدين عماد أبوحمد 9 سنوات إلي العالم الآخر وسط طريق أسفلتي تتخلله المطبات والحفر يرشدك وحده بدون الحاجة إلي لافتات لملك الموت الذي يقف بالمرصاد في نهاية الطريق منتظرا روحه الطاهرة بعد أن تفرغ تماما لحصد البراءة علي طريق الموت لنقله إلي محطة الدار الآخرة ورغم استفحال حجم الأرقام القياسية لضحايا ومصابي الطرق منذ عقود إلا ان المسئولين مازالوا لا يدركون أن المركبة في مصر أصبحت وسيلة قتل لا وسيلة نقل والسؤال الذي يطرحه بقوة دم هذا الطفل البرئ في رقبة من ؟ .
وكان اللواء علاء الدين شوقي مدير أمن البحيرة قد تلقي اخطارا بوقوع حادث مروري نتيجة اصطدام «ميني باص» تابع لمدرسة خاصة بسيارة نقل وانتقل اللواء محمد خريصة مدير الإدارة العامة لمباحث البحيرة لموقع الحادث وتبين من معاينة العميد حازم حسن رئيس مباحث المديرية أن «الباص» كان قادما من طريق المحمودية في اتجاه إدفينا واصطدم بمقدمته في واجهة سيارة نقل مما أسفر عن مصرع قائده ووفاة تلميذ وإصابة 21 من طلاب المدرسة.

تعليقات

المشاركات الشائعة