أبو أيوب الأنصارى


المصدر الاهرام - د. محمد رضا عوض - قضايا و آراء

شخصيات إسلامية

فى منطقة أيوب فى الجانب الأوروبى من مدينة إسطنبول بتركيا، وبالقرب من منطقة القرن الذهبي، يوجد مسجد فخم باسم مسجد أيوب سلطان، وهو أول مسجد بناه العثمانيون فى إسطنبول بعد فتح القسطنطينية، وسمى هذا المسجد على اسم أبو أيوب الأنصاري، وهو صحابى من الأنصار اسمه أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب الخزرجي، أسلم قبل هجرة الرسول إلى المدينة المنورة، وكان أحد الصحابة الذين قدموا من يثرب إلى مكة وعددهم أربعة وسبعون فردا من بينهم امرأتان من الأوس ومن الخزرج، وشهدوا بيعة العقبة الثانية، حيث بايعوا الرسول فردا فردا، وهى بيعة على الجهاد والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذى خصَّه الرسول بالنزول فى بيته عندما قدم المدينة المنورة مهاجراً من مكة. فعند وصول الرسول إلى المدينة, رحب أهل المدينة به وكل عائلة تريد أن ينزل رسول الله ضيفا عليهم فيعترضوا طريق الناقة قائلين: يا رسول الله، أقم عندنا، فلدينا العدد والعدة، ويجيبهم الرسول وقد قبضوا بأيديهم على زمام الناقة: “خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة”، وأخيرا بركت الناقة أمام منزل ابى أيوب. وأقام النبى عليه الصلاة والسلام فى بيت أبى أيوب قرابة سبعة أشهر، حتى تم بناء مسجده فى الأرض الخلاء التى بركت فيها الناقة, ثم انتقل الرسول إلى الحجرات التى أقيمت حول المسجد له ولأزواجه، فغدا جاراً لأبى أيوب. فكان بيت أبى أيوب الأنصارى إلى جوار المسجد النبوى الشريف.

عاش أبو أيوب حياته مجاهدا فى سبيل الله، غازيًا, حتى قيل إنه لم يتخلف عن غزوة غزاها المسلمون، وكان يقول: “قال الله تعالي: (انفروا خفافاً وثقالاً)، فلا أجدنى إلا خفيفاً أو ثقيلاً”، ولم يتخلف عن الجهاد إلا عاما واحدا ففى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شارك فى اغلب غزواته وقد دعا له رسول الله فى احدى هذه الغزوات, فبعد فتح خيبر بات بها الرسول فى قبة له وعندما أصبح، وجد أبا أيوب الأنصارى متوشحاً سيفه، يحرسه، ولم ينم هذه الليلة، فسأله النبي: “مالك يا أبا أيوب؟”، فقال له: “يا رسول الله، خفت عليك، فقيل إن الرسول قال: “اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني”. كما آخى الرسولُ بينه وبين الصحابى مصعب بن عمير.

ولأبى أيوب عدة أحاديث نقلها عن النبى فمنها فى البخارى ومسلم سبعة، وقد رَوَى عن أبى أيوب الأنصارى عددٌ من الصحابة منهم: ابن عباس، وابن عمر، وأنس بن مالك، وغيرهم. وكان أبو أيوب الأنصارى أيضا مع على بن أبى طالب ومن خاصته، فقد شهد معه موقعة الجمل، وقاتل الخوارج فى موقعة النهروان،. وبعد ذلك ظل جنديًّا فى ساحات الجهاد, وكانت آخر غزواته حين جهز معاوية جيشًا بقيادة ابنه يزيد لفتح (القسطنطينية), ومعه جماعات من سادات الصحابة منهم ابن عمرو ابن عباس وابن الزبير وأبو أيوب الأنصاري. فكان هذا الجيش أول من غزاها، وكان أبو أيوب وقتها قد بلغ عمره ثمانين سنة, ولم يمنعه كبر سنه من أن يقاتل فى سبيل الله، ولكن فى الطريق إلى القسطنطينية مرض مرضًا أقعده عن مواصلة القتال، وكانت آخر وصاياه أن أمر الجنود أن يقاتلوا، وأن يحملوه معهم، وأن يدفنوه عند أسوار (القسطنطينية) ولفظ أنفاسه الأخيرة، ودفنوه هناك. وبعد أن فتح المسلمون القسطنطينية عام 1453م، على يد السلطان العثمانى محمد الفاتح، بنوا على قبر أبى أيوب الأنصارى مسجداً، وذلك فى عام 1458م، وسمَّى ذلك المسجد مسجد أيوب سلطان نسبة لأبى أيوب الأنصارى رضى الله عنه.





اقرأ أيضاً :
======





سر اهتمام أمريكا بـ «مولانا»


9 أحداث تاريخية وقعت في السادس من رمضان




مسلمو الصين .. حقائق ومبالغات وأياد خفية





تعليقات

المشاركات الشائعة