«كراسة الواجب» تكشف سر انتحار هاجر

المصدر الأهرام . أخبار الحوادث . ahram.org.eg
«لست مستعدة لأكون الطفلة التى يسخر منها الجميع ولن أقبل فكرة رسوبي فقررت الانتحار» كانت هذه اخر كلمات هاجر بعد رسوبها في امتحانات الاعداية.
فقد رأت فى الانتحار انه سيجنبها الشعور بالمزيد من الحزن واليأس الذى يغمرها وتستريح من عذاب الدنيا، وتقرر الرحيل بعيدا عن العالم بعدما قضت محكمتها فى لحظة بائسة أنه لا خلاص من أوجاعها سوى الذهاب إلى دار البقاء لتخوض تجربة الانتحار وتنهى سنوات الطفولة والصبا.
بتلك الاعذار سولت لها نفسها لتكون دافعا مقنعا كى تقرر بعمرها الغض ألا تذهب إلى عامها الـ14 كما لو أنها اكتفت من الحياة خلال أعوامها الـ 13 الماضية لإسكات الخوف الذى يلاحقها بالفشل ومضايقة زملائها لها بالعنف اللفظى بعد رسوبها فى «الترم» الأول بالشهادة الإعدادية رغم انها تمتلك موهبة كبيرة فى الغناء وتتمتع بموهبة الرسم الذى أخرجته فى لوحات متميزة حيث كانت الضغوط النفسية الكبيرة دافعها ومبررها خاصة أنها لم تلق الدعم النفسي من أسرتها التي وبختها وأهانتها على عدم النجاح ولم تتحمل مرارة وقسوة ان تفشل من بين جميع فتيات المدرسة وخشيت كثيرا من فكرة مواجهة الأمر والخروج إلى الشارع حيث يسألها الجميع عن «نتيجتها» ولم تكن لديها الشجاعة الكافية على الرد فاتخذت هذا القرار بالتخلص من حياتها بصورة مأساوية وتتناول الحبة القاتلة لتستقبل حيثيات الحدث الأكبر وتعانق أحضان الموت الرحيم فى لهفة وشوق.
  لم ينتبه أحد إلى ما كتبته «هاجر» من عبارات متناثرة على غلاف أحدى كراسات الواجب المدرسية وما دونته فى مذكراتها الخاصة، سواء من الأسرة التى لم تتصور أنها يائسة إلى حد الانتحار أو معلمات المدرسة بإيتاى البارود، فكتبت بخط يدها عبارات تؤكد فيها الحقيقة المؤلمة وأن أساليب التعليم وراء الانتحار واختتمت رسالتها الوداعية التى تركتها قبيل اعتزامها الانتحار «وإذا مت أرجوكم لا تبكوا على» هكذا كتبت التلميذة هاجر قبل ان تتناول «الحبة القاتلة» وتنهى حياتها.
ومع إشراقة فجر لم تشرق دفاترة الممزقة كان الرحيل طواعية إلى قدرها المحتوم لتنفذ ما خططت له صوب العالم الآخر فتوجهت إلى غرفتها بعدما أخذت خلسة الأقراص السامة ووقفت بجسدها النحيل وهى تنظر إلى حركة الأسرة وانتظرت إلى أن هدأ البيت وسكن بعدما غادر الإخوة للعمل وتوارت الأم عن الأنظار في غرفتها لتخلد للنوم .بعدها قامت بتناول حبة حفظ الغلال الواحدة تلو الأخرى بعد دقائق بدأ كل ما حولها بالدوران شعرت بالغثيان وفجأة بدأت تفقد تركيزها ووعيها بالواقع إلى أن غابت عن الحياة  وغفت غفوتها الأخيرة دون ان توقظها ذاكرتها مجددا وأغمضت عينيها أمام الكتاب وهى تقول وداعا لكل من عجزوا ان يحركوا وجهتها نحو الموت .. وحين جاءت الأم لإيقاظها وطرقت الباب عليها أكثر من مرة إلا أنها لم تستجب واستعانت بأولاد عمها لكسر الباب وبعد ذلك سمع صراخ هستيرى حيث وجدت جثة هامدة.
حياة الأم المكلومة لا تطاق احترق قلبها وأوشكت على عدم الإبصار من كثرة البكاء والحزن المميت من هول الفاجعة وما زالت تعابير الحزن على وجنتيها وأصبحت تطلب الموت للحاق بها حيث كانت الامل الذى يمنحنها الحياة قالت لم أتخيل يوما أنها ستعيش هذه الظروف فمنذ رحيلها والنوم لا يعرف لنا طريقا نراه أمامنا فى كل لحظة صورتها مازالت تملأ جدران المنزل ملابسها وكتبها يوحيان لنا بأنها فى المدرسة وستعود وتركت وراءها حزنا يملأ حياتنا، حزنا وأنينا يعصر قلوبنا فدموعنا لا تتوقف على حبيبة الروح.
كان اللواء محمد أنور هندى مدير الإدارة العامة لمباحث البحيرة قد تلقى إخطارا من العميد محمد زايد مأمور مركز شرطة إيتاي البارود بوفاة «هـ.ع.ش» 13 عاما طالبة بالصف الثالث الإعدادي واكدت شهادة اسرة الفتاة إنها تناولت قرص مبيد حشري يستخدم في تخزين الغلال لمرورها بحالة نفسية سيئة لرسوبها في امتحان منتصف العام وأمر اللواء علاء عبدالفتاح مدير الأمن بإخطار النيابة التى تولت التحقيق.

تعليقات

المشاركات الشائعة