عبدالمنعم رياض .. بطل الاستنزاف ورمز العسكرية المصرية .. الجنرال الذهبى
الجنرال الذهبى
عبدالمنعم رياض .. بطل الاستنزاف ورمز العسكرية المصرية
عبدالمنعم رياض .. بطل الاستنزاف ورمز العسكرية المصرية
9مارس من كل عام هو يوم الشهيد والمحارب القديم.. يوم استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض على الجبهة .. وهو لمسة وفاء لمن ضحي في سبيل الوطن، وليصنع للعسكرية المصرية أمجادها..
فتاريخ مصر مملوء بعلامات البطولة والفداء علي مر التاريخ ولقد كان يوم 9مارس1969 يوما حاسما في تاريخ العسكرية المصرية خاصة بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي من48 ثم56 ثم67 وحرب الاستنزاف حتي نصر أكتوبر1973 الذي أعاد للأمة العربية كرامتها وثقتها إذ أثبت للعالم ان مصر الصامدة لا تهزم أبدا مهما تجاذبتها المحن والشدائد.
والفريق أول محمد عبد المنعم محمد رياض عبدالله من مواليد 22 أكتوبر 1919 واستشهد في 9 مارس 1969 ؛ و شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان وإيطاليا بين عامي 1941و1942 ، كما شارك في حرب فلسطين 1948 ، والعدوان الثلاثي 1956 ، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف .
وكان الفريق أول عبد المنعم رياض رحمة الله عليه في الصفوف الأولي علي الجبهة المصرية بين جنوده وأثناء تبادل إطلاق النيران مع العدو نال الشهادة ، وكان مثالا للقائد الشامل المضحي لذلك اختير هذا اليوم لتتذكر فيه مصر والقوات المسلحة شهداءها الأبرار .
وقد بدأ حياته العسكرية في عام 1941 ، حيث عين بعد تخرجه في سلاح المدفعية ،وألحق بإحدي البطاريات المضادة للطائرات في المنطقة الغربية ،و اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا.
ثم عمل خلال عامي 1947 و1948 في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك. و في عام 1951 تولي قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وكان وقتها برتبة مقدم. وفي عام 1953 عين قائدا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية ،ثم تولي قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية في الفترة من يوليو 1954 حتي أبريل 1958.
وفي أبريل من عام 58 سافر في بعثة تعليمية إلي الإتحاد السوفيتي لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز وقد لقب هناك بالجنرال الذهبي، ثم شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية بعد عودته من روسيا عام 1960، وفي 1961 شغل منصب نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة وأسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشئون الدفاع الجوي ، وفي عام 1964عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة ، ثم رقي لرتبة الفريق عام 1966، وفي مايو 1967عين قائدا لمركز القيادة المتقدم في عمان مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب لتأسيس مركز القيادة ، ثم عين قائدا عاما للجبهة الأردنية في حرب 1967، ثم عين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية في 11 يونيو عام 1967.
حقق الفريق انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الإستنزاف مثل معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية علي مدينة بور فؤاد الواقعة علي قناة السويس وذلك في آخر يونيو 1967، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 , 1968 وتدمير 60% من تحصينات خط بارليف خلال حرب الاستنزاف والذي تحول من خط دفاعي إلي مجرد إنذار مبكر.
إن ذكري الشهداء يوم لن تنساه العسكرية المصرية حيث تستعيد فيه ذكري تضحياتهم بالغالي والنفيس من أجل الدفاع عن اسم مصر الغالية،ولهذا يجب علي الشباب و الأجيال الجديدة ان يدركوا انه في ذكري يوم الشهيد نستعيد بطولات وأمجاد قواتنا المسلحة ونحيي أرواح شهدائنا الأبرار الذين قدموا حياتهم هدية فداء للوطن.. ونقف تحية إجلال وتقدير لجيل ذهبي من شعب مصر أبي الخضوع للنكسة والانحناء للهزيمة فقدم العديد من التضحيات من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة.
من حق الأجيال القادمة أن يعرفوا بطولات محاربينا حتي لا تضيع دماؤهم التي فقدوها هباء.. ومن حقهم أيضا أن يتخذوا من تلك الكوكبة من البشر الذين عبروا بنا إلي حدود التنمية والمستقبل قدوة فسيناء عادت بعد ملحمة من البطولات والانجازات تواصلت مع العمل الدءوب والإصرار العظيم من جانب الشعب المصري.
إن شباب مصر مدعوون لمعرفة أن السلام لا يأتي من فراغ ولكنه أيضا لا يستمر إلا بقوة تحميه وان السلام ثمن تدفعه الشعوب من دم أبطالها وأرواح شهدائها .
وإذا كانت القوات المسلحة قد اختارت هذا اليوم ليكون رمزا لكل شهداء مصر، فإنه أيضا تكريم لمصابي العمليات الحربية، الذين ضحوا بدمائهم فداء لهذا الوطن ورفعة شأنه وتكريم لكل شهيد، فى كل ميدان وزمان، فالمجد للشهداء
===
يغسل الشهداء أدران الأوطان بدمائهم، ينيرون ظلماتها، ويمحون عار الهزيمة وآلامها، في شهر مارس من كل عام تهل علينا نسمات عطرة تذكرنا بأبطال سجلوا ملاحم خالدة فى صفحات المجد والعزة، بذلوا أرواحهم ليعبروا بمصر من الانكسار إلي الانتصار، هذه السطور احتفاء من «الأهرام» بالشهيد، أى شهيد، وبرجال عظماء.. منهم المشير أحمد بدوى، والفريق أول عبدالمنعم رياض اللذان قدما أنفس ما يملكان فداء لوطن عظيم، لا ينسي أبناءه الشهداء فى كل أوان، فالمجد لهم فى كل حين.
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق