اتهمه البعض بالتدخل فى جوائز معرض الكتاب الأخير شعبان يوسف : الأدباء والمثقفون مشغولون بالصخب


هاجم الشاعر والناقد والباحث الأدبي شعبان يوسف ما وصفهم بالقلة من المثقفين الذين قاموا بتعطيل وزارة الثقافة عن أداء دورها ، ودافع شعبان عن نشاط الهيئة العامة للكتاب ورئيسها الدكتور أحمد مجاهد مؤكدا أن الهيئة نظمت ثلاثة معارض للكتاب.
ومنحت الكاتب ثروت الخرباوي جائزة معرض الكتاب السابق عن كتاب « سر المعبد»في الوقت الذي كان الإخوان يسيطرون فيه على البلاد ..عن هذا وعن نشاط «ورشة الزيتون « التي أنشأها ويدير نشاطها وحال الثقافة والمثقفين كان هذا الحوار :
- نبدأ بما هو محل جدال في وقتنا الراهن حيث يتهمك البعض من الأدباء والمثقفين بالتدخل لكي تفوز أسماء بعينها بجائزة معرض الكتاب الأخيرة.. فما حقيقة هذا الزعم ؟.
من وجهوا هذا الاتهام يعدون قلة، أثارهم النجاح الباهر لمعرض الكتاب، واعترضوا علي فوز الشاعرة فاطمة موسي بالجائزة عن ديوان «رباعيات بلدي» ، واتهامهم لي يستند علي أننى كتبت مقدمة العمل . كيف يمكنني التأثير علي أعضاء اللجنة وهم أشخاص غير معروفين ، وعلمنا فيما بعد أن من بينهم الأديب جمال الغيطاني ويوسف القعيد وأحمد زكريا الشلق ، وهم قامات أدبية يستحيل التأثير عليهم أو توجيههم . هناك فئة يمثلون فلول النظامين الأسبق والسابق يتربصون بمن يعملون، وهم عاجزون عن تقديم عمل أدبي قادر علي المنافسة .
- هل ترى انقساما بين المثقفين ؟ خاصة بعد تعثر مؤتمر المثقفين المستقلين الذي كانت جماعة « أدباء وفنانون من أجل التغيير» تعتزم تنظيمه ؟.
الانقسام والصدام أصاب الجميع. والأدباء والمثقفين لأنهم في طليعة المجتمع فما يصيبهم يكون واضحا ومؤثرا ، والمنقسمون منهم يتناحرون فيمن بينهم ويزداد الانقسام, فهم يعملون بنظرية « إن لم تعطني فسوف أهاجمك» وكان عليهم التوقف عن نهجهم السلبي والتوحد من أجل تقديم الدعم لوزارة الثقافة التي ترث حالة من التردي منذ عهد وزيرها الأسبق فاروق حسني .
- وماذا عن المنجز الأدبي فى تلك الأجواء ؟.
من خلال إشرافي علي سلسلة « كتابات جديدة» استقبل شهريا عشرات النصوص الجيدة سواء في الشعر أو القصة أو الرواية ، لكن الإمكانات المتوافرة لا تسمح سوي بإصدار عمل واحد كل شهر ، ونأمل أن تتحسن الأحوال لإصدار كل ما يرد للسلسة من أعمال جيدة .
لعبت «ورشة الزيتون» بندواتها دورا نشيطا قبل ثورة يناير وبعدها..ما الإضافة التي تعتقد أنها قدمتها ؟.
مع بدايات  ورشة الزيتون عام 1979 بمشاركة الدكتور فخري لبيب حرصنا على الالتزام بتقديم المهمش والمستبعد والمهجور من الثقافة المصرية المعاصرة , البداية كانت متعثرة إلى حد ما . بدأت الورشة باستضافة من نعرفهم من الأدباء منهم الشاعر حلمي سالم ومحمود نسيم وأقمنا أمسيات شعرية وثقافية بوجه عام , حرصنا خلالها علي الجدية والموضوعية وتزامن انطلاقها مع ظهور سلسلة من الإصدارات الأدبية غير الدورية مثل مجلة  خطوة برئاسة تحرير يحيى الطاهر عبد الله , و النديموكتابات ومجلة  الثقافة الوطنية , فأثرت هذه المطبوعات نشاط الورشة , بالإضافة إلى عقد ندوات عن رواد القصة القصيرة مثل يوسف إدريس والأديبة لطيفة الزيات . وعقب اغتيال السادات عام 1981 توقفت مؤسسات الدولة الثقافية الرسمية والمستقلة عن العمل ، بينما استمرت الورشة في أداء رسالتها .
- وهل هناك تغير في أدائها بعد الثورة ؟.
حال المثقفين ليس أفضل من المجتمع الذي يشهد حالة من الصدام والانقسام , وازداد اهتمام المثقفين بالسياسة على حساب الأدب , الأمر الذي أفقد البعض منهم هويتهم الإبداعية , فابتعدوا عن مناقشة الجوانب الإنسانية في الأدب, ولا أنكر أن الورشة تأثرت بهذا الصخب الذي أصاب المجتمع .
- نحو ستة وزراء ثقافة تولوا المنصب بعد الثورة، وكنت أحد المشاركين كمسئول, مرةرئيسا لجمعية محبي الفنون الجميلة, وأخرى رئيسا لتحرير سلسلة  كتابات جديدة فهل خسرت الورشة من اشتراكك في العمل الرسمي ؟ ..وكيف ترى دور الوزارة خلال هذه الفترة ؟ .
أداء وزارة الثقافة بعد الثورة ارتبط بالمناخ العام ، وحاول كل من الدكتور جابر عصفور والدكتور عماد أبو غازي والدكتور شاكر عبد الحميد تقديم منتج ثقافي جاد وجيد ، إلا أنهم واجهوا صعوبات ، والدكتور جابر عصفور من أكثر وزراء الثقافة الذين تعرضوا للظلم بعد أن أنقلب عليه من كانوا يتوددون له عندما كان مسئولا عن المجلس الأعلى للثقافة .
أما ورشة الزيتون فيتولي أمرها عدد من الكوادر الأدبية والنقدية ممن يستطيعون تسيير أعمالها باقتدار . وهذا أمر طبيعي بعد أكثر من ثلاثة عقود مرت علي إنشاء الجمعية، وخلال إشرافي على جمعية النقد الأدبي و نشاط الهيئة العامة لدار الكتب لم يـتأثر نشاط الجمعية لاستقلال المجموعة التي تدير نشاطها .
- دافعت عن الدكتور أحمد مجاهد عندما أقاله الوزير السابق علاء عبد العزيز.. فهل كان دفاعك يمثل قناعة بأدائه في الهيئة ؟.
فور تولي مجاهد مسئولية الهيئة أصدر قراره بتكليف الأديب إبراهيم أصلان بالإشراف علي مكتبة الأسرة ، والناقد الدكتور محمد بدوي رئيسا لتحرير مجلة فصول ، وأصدرت الهيئة الأعمال الكاملة للأديبين خيري شلبي وفتحي غانم والشاعر صلاح جاهين ، بالإضافة إلي إصدار عشرات العناوين من كتب التراث وكبار الكتاب . وتحمل مسئولية إقامة ثلاثة معارض للكتاب في ظل ظروف أمنية بالغة السوء ، ومن خلال ندوات معرض الكتاب ، كان النقد يوجه للإخوان ، والدليل علي ذلك أن الكاتب ثروت الخرباوي فاز بجائزة المعرض السابق عن كتاب  سر المعبد  ، الذي يكشف حقيقة تنظيم الإخوان ، وللمرة الأولي في تاريخها تحقق الهيئة فائض ربح ، لهذا دافعنا عنه وأصدرنا بيانا يرفض إقالته مطالبين بعودته .
لك إسهامات كباحث فى الأقبية المجهولة لأدبائنا المعاصرين .. حدثنا عن اكتشافاتك ؟.
عندما بدأت أولي خطواتي في عالم الأدب ، كنت أشعر أنني شخص مستبعد ، ولذلك حرصت بعد ذلك علي البحث عن المهجور والمنسي والمستبعد من إنتاج الأدباء الراحلين ، واكتشفت أن السياسي خالد محيي الدين كتب في النقد الأدبي عن سارتر وسيمون بوليفار ، والمفكر أنور عبد الملك عمل محررا فنيا لمجلة الإذاعة وقدم دراسة نقدية عن فيلم حسن ونعيمة ، وأن مفكر تنظيم الإخوان سيد قطب كتب روايتين هما أشواق و المدينة المسحورة كم اكتشفت أيضا أن شاعر العامية صلاح جاهين بدأ حياته الأدبية شاعر فصحي وأول قصيدة نشرها كانت في ديوان  مع الجماهير عام 1945 ، وأن رباعياته الشهيرة لم تنشر كاملة .



المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة