طلاب كليات العلوم مهددون بالإصابة بالسرطان والعقم لغياب معايير "السلامة" بالمعامل.. قواعد الأمان والجودة تطبق وفقاً لضمير المشرفين.. وبعض الخريجين مصابون بأمراض الحساسية والمعامل تنقصها التهوية
وزير التعليم العالى
فى معامل كليات العلوم يجرى الطلاب أبحاثا وتجارب علمية ترتبط بدراستهم.. هذا المكان الذى من المفترض أن تطبق فيه معايير الجودة والأمان بما يسمح للطلاب بإجراء تجارب علمية فى مناخ صحى بعيد عن الأمراض، يتحول، بسبب عدم تطبيق المعايير المطلوبة، إلى بيئة سهلة لإصابة الطلاب بأمراض حساسية الصدر والجيوب الأنفية، إضافة إلى إمكانية الإصابة بأمراض أخرى تصل فى خطورتها إلى حد الإصابة بأمراض العقم والسرطان. فى كليات علوم جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان سألت «اليوم السابع» الطلاب والأساتذة حول مدى تطبيق معايير الجودة والأمان فى الكليات من عدمه، وكشف التحقيق أن تطبيق المعايير يتوقف على المدرس المساعد الموجود بالعمل الذى إذا ألزم الطلاب بتطبيق معايير الأمان تطبق، وإذا أغفلها تتوقف، مما يعرض الطلاب فى بعض الأحيان للإصابة بأمراض الجيوب الأنفية والحساسية. جامعة القاهرة.. أمراض الخريجات تكشف معايير السلامة الغائبة البداية مع كلية العلوم بجامعة القاهرة والتى يوجد بها معامل لأقسام الكيمياء والفيزياء وعلم النبات والحيوان والجيولوجيا وغيرها، كما يوجد أقسام بالكلية بمقابل مادى يصل إلى 10000 جنيه فى السنة مثل قسم «البيوتكنولوجى»، ورغم القيمة المادية المذكورة، فإن المعامل بالقسم لا تختلف كثيراً فى جودتها عن بقية المعامل بالكلية. أحد الطلاب بقسم «بيوتكنولجى» ويدعى «محمد على» قال، إن تطبيق درجة الأمان بالكلية لا يزيد على 50% فى أحسن الأحوال، كما أن الأمر يعتمد على ثقافة الطالب ودرجة وعيه بخطورة المواد التى يتعامل معها، إضافة إلى وعى المدرس المساعد والمشرف الذى يلزم الطلاب بتطبيق مبادئ الأمان من ارتداء قفازات فى الأيدى، ونظارات زجاجية وبالطو، إضافة إلى التحذير الدائم عند استخدام المواد الخطرة والغازات التى يؤدى استنشاقها إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان. وأضاف أن معلومات الطلاب عن الأمان داخل المعامل تقتصر على المحاضرة الأولى فى المعمل والتى تشمل معلومات عن تطبيق الأمان داخل المعمل فقط، ولا تحظى بمتابعة جيدة طوال العام الدراسى من الأساتذة المتخصصين. وأضاف: «تختلف درجة الإصابات التى تحدث للطلاب، نتيجة عدم الاهتمام بتطبيق إجراءات الأمان وتبدأ من جروح سطحية إلى اختناقات فى بعض الأحيان، أو تطاير مواد على الأعين فى حالة عدم ارتداء النظارات الطبية الواقية». معايير تطبيق الأمان فى المعامل تشمل عدداً من وصايا السلامة، وهى الالتزام بأدوات الحماية الشخصية متمثلة فى البالطو، القفازات، النظارات، والتخطيط الكامل للتجربة والتعرف على خطورة الكيماويات على الصحة والجسم، وضرورة معرفة أماكن طفايات الحريق. كما تشمل تجهيزات السلامة فى المختبرات وضع غرف شفط الغازات، «دوش السلام»، الطفاية، الإسعافات الأولية، نافورة العيون، وإبعاد مصادر الاشتعال عن المواد المستخدمة داخل المختبر، تعليم وتدريب على خطط الطوارئ والإخلاء أثناء الحرائق، وعدم التدخين فى المختبر أو تناول الأطعمة والمشروبات، وعدم تذوق المواد الكيماوية أو استنشاقها لأضرارها على الصحة العامة، وتجنب حدوث انسكابات المواد عن طريق النقل أو التخزين، تجنب العمل المنفرد بالمختبر. معايير الأمان السابقة لا يتم تطبيقها بشكل تام داخل الكليات كما تقول منى محمد، الطالبة بالفرقة الثانية بقسم «البيوتكنولوجى»، التى تؤكد أن الأساتذة يتعرضون لمخاطر نتيجة عدم تطبيق معايير الأمان، بل إن عددا منهم يتعرض لإصابات بأمراض سرطانية وعقم. وتضيف: «لا يهتم أغلب الأساتذة بالحفاظ على معايير الأمان داخل الكلية، لأن المعامل غير مجهزة ولا تتوفر فيها الشروط اللازمة لتطبيق السلامة، ونلحظ ذلك بسهولة من خلال ما نستنشقه من روائح عندما نقترب من المعامل، التى تستخدم أدوات بدائية، أحيانا نستخدم غازات ضارة فى المعمل». طلاب الفرقة الأولى بالكلية هم الطلاب الأكثر عرضة للمواد الخطرة لكثرة حضورهم المعامل من ناحية، ولعدم معرفتهم بالمواد الخطرة من ناحية ثانية، «لبنى إبراهيم» تقول: «أغلب المعامل لا تخضع لشروط الأمان والسلامة اللازمة وترى ذلك من خلال الروائح الكريهة داخل المعمل، والأدوات البدائية، فلا يلتزم أغلب الطلاب بارتداء نظارات طبية أو قفازات ويقتصر الأمر على البالطو فى أغلب الأحيان». من طلاب بالكلية إلى خريجات اكتشفوا بعد تخرجهم إصابتهم بأمراض الحساسية والجيوب الأنفية، ومنهم «دعاء مصطفى» خريجة كلية العلوم جامعة القاهرة قسم الكيمياء عام 2009 والتى تقول: «أثناء دراستنا بكلية العلوم كانت إجراءات الأمان لا تطبق بشكل كامل خاصة الكمامات مما عرض أغلبنا للإصابة بأمراض الحساسية والجيوب الأنفية، وهذا ما حدث معى، ومع عدد كبير من زميلاتى بالدفعة، اللاتى تعرضن للإصابة بنفس الأمراض». السيد فهيم، عميد كلية العلوم، جامعة القاهرة، قال إن الكلية بها 39 معملا طلابيا كلها مجهزة بأفضل التجهيزات وتطبق بها كل معايير السلامة وما يتردد عن إصابة عدد من الطلاب بأمراض غير صحيح، حتى إن الطلاب ليس عددهم كبير داخل المعمل بما يسهم فى انتقال الأمراض. «علوم عين شمس»... معامل تحتاج إلى التطوير فى «علوم عين شمس» يوجد حوالى 15 معملا فى مختلف التخصصات، بعضها يطبق معايير ومواصفات الجودة والبعض الآخر يحتاج إلى تطوير، وفقاً لما أكده أحد المعيدين المشرفين بهذه المعامل. وجود طفايات الحريق والشفاطات، وصناديق الإسعافات الأولية وعدم وجود أى مكاتب داخل المعمل هى المعايير المطبقة فعليا فى 11 معملا فى الكلية فى حين هناك أربعة معامل أخرى غير مطابقة لهذه المواصفات. المعيد الذى رفض ذكر اسمه قال، إن التأكد من تطبيق معايير الأمان فى المعمل وعلى الطلاب يتوقف بشكل رئيسى على درجة اهتمام المشرف على المعمل، لافتاً إلى أن بعض المشرفين يصرون على ارتداء الطلاب البالطو وقناع الوجه وتشغيل الشفاطات، والبعض الآخر من الممكن ألا يهتم بالتأكيد على هذه الخطوات. وأكد أن بعض الغازات مضرة، وقد تسبب الأمراض مثل العقم أو السرطان، مثل البروم الذى يسبب العقم وثانى أكسيد النيتروجين الذى يسبب الإصابة بالسرطان فى حالة استنشاقه مباشرة، كما يسبب الفشل الكلوى. وأوضح أنه نتيجة لضرر هذه الغازات لا يتم استخدامها بشكل كبير، لافتا إلى أن بعض الأساتذة يكتفون بالإشارة إليها نظريا نتيجة خطورتها، فيما يختار بعض الأساتذة استخدامها مع التأكيد على اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. وأكد أن المعامل تحتاج إلى تطوير ومتابعة مستمرة من إدارة الجامعة، بمعنى أن يكون هناك على الأقل مراقبة نصف سنوية للمعامل، مطالبا بإصدار تقرير عن حالتها يتناول المشاكل أو العيوب الموجودة فى الأدوات التى تحتاج إلى تطوير. وأشار إلى أن أسقف المعامل يجب أن تكون مرتفعة، مع وجود شفاطات، وأن يكون هناك مسافات كافية، وأن تكون المواد الكيميائية موضوعة بشكل معين ومرتب، ويمنع تماما وجود مكاتب داخل المعمل. الدكتور منير عبده، الأستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس، قال، إن معايير الأمان مطبقة بقدر الإمكان، لافتا إلى أن المعامل تحتاج إلى تطوير، ولكن الكلية تحافظ على الحد الأدنى من الكفاءة التدريسية العلمية والنظرية. وقال «عبده»: إن كل المعامل بها إسعافات أولية وفى أول محاضرة لكل فرقة يتم تخصيصها للتعريف بمعايير الأمان التى يجب على الطالب اتباعها أثناء وجوده فى المعمل، لافتا إلى أنه فى حالة حدوث أى إصابات فإن الكلية تكون مسؤولة عن الإسعافات الأولية فقط لكن علاج المصاب بعد ذلك لا يعد مسؤولية الكلية. وأضاف أن إمكانيات الكلية كلها مسخرة لخدمة الطلاب، موضحا أن كل المعامل بها شفاطات لسحب الغازات التى تؤثر على الصدر، مضيفاً: «نحرص على فتح الأبواب والشبابيك فى كل معمل للتهوية الجيدة». فيما قال الدكتور محمد صبرى عبدالمطلب، الأستاذ المتفرغ بقسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة عين شمس، إن تطبيق معايير السلامة والجودة داخل معامل كليات العلوم ليس مثاليا، لكنه يتم بنسب عالية تقترب من الـ 90%، موضحا أن الطلاب ملتزمون بالحد الأدنى من قواعد الوقاية والإرشادات المفترض اتباعها للعمل داخل المعامل، مثل ارتداء النظارات الواقية والقفازات اليدوية والبالطو للحماية من التعرض للحروق بالملابس وغيرها. وأضاف «عبدالمطلب»: «نعطى الطلاب عددا من الإرشادات لكيفية التعامل مع المواد الكيميائية داخل المعامل الطلابية، والتعامل مع الحرائق وتسربات الغازات الكيميائية داخل المعمل». ولفت إلى أن الأساتذة المشرفين يحاولون قدر الإمكان مراجعة قدرة دواليب التهوية وأماكن تخزين الغازات الموجودة داخل المعمل، حتى لا يتعرض الطلاب لمخاطر بسبب استنشاقها. وأكد أن المعامل بها قدر كبير من التهوية، بما يسهم فى حماية الطلاب من أى مخاطر، أو استنشاق الغازات الضارة، التى تنتج عن بعض التجارب، إضافة إلى وجود طفايات للحريق داخل المعامل لحماية الطلاب عند احتمالية حدوث حرائق، ووجود الجرادل الممتلئة بالرمال لإطفاء الحرائق فى حالة حدوثها. وأشار عبدالمطلب إلى أن الحوادث التى تحدث داخل المعامل أو إصابة الطلاب بالحساسية والجيوب الأنفية تعود إلى الإهمال من الطلاب أنفسهم، الذين لا يلتزمون بتطبيق معايير الأمان داخل المعمل، إضافة إلى أن تكدس أعداد منهم داخل المعمل يجعل من الصعب على المشرف متابعتهم أو رؤية مدى التزامهم بالأدوات من عدمه، فيصل عددهم فى بعض الأحيان إلى 80 طالبا، ومن المفترض أن توجد مسافة متر على الأقل بين كل طالب والآخر بما يسمح بحمايته، وهذا من الصعب حدوثه داخل المعامل. من جانبه، قال حامد دربالة، رئيس قسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة عين شمس، إن الإمكانات أغلبها متوفر داخل المعامل بما يسمح بحماية الطلاب وتطبيق مبادئ السلامة والأمان داخل المعامل من وجود طفايات الحريق، وغيرها من أدوات الحماية. وأضاف «دربالة» أن عدم التزام عدد من الطلاب بتطبيق معايير السلامة والأمان داخل المعامل هو ما يؤدى لإصابة عدد منهم بأمراض الحساسية والجيوب الأنفية، لتعاملهم مع مواد خطرة وغازات تتطلب ارتداء كمامات وأغطية للوجه للحماية من التعرض للغازات. وأوضح أن لكل مهنة أو عمل مخاطر وهذا ينطبق على العمل داخل المعامل، التى قد يتعرض العاملون بها والطلاب لعدد من المخاطر، مشيرا إلى أن الكلية تقوم بدروها فى إرشاد الطلاب عن المخاطر، من خلال الكتب العملية والمحاضرات والملصقات التى تحذرهم، إضافة إلى كتيبات السلامة. وأشار إلى وجود تطور كبير بمعامل الكيمياء الآن عنها فى الماضى بما يمنع التعرض لهذه المخاطر أو الإصابة بهذه الأمراض، من خلال دواليب تجرى بها التجارب الكيمائية الخطرة، وتمنع حدوث انبعاثات يستنشقها الطلاب وتصيبهم بالحساسية. وأكد «دربالة» أن المعمل الذى تجرى به التجارب يستوعب من 60 إلى 75 طالبا فى حين أن المعامل يصل عدد الطلاب بها إلى 90 طالبا فى بعض الأحيان بما يمنع من مراقبتهم وتطبيق السلامة عليهم. وعن الغازات الضارة التى تستخدم فى المعامل مثل «البروم» الذى تصل خطورته إلى حد الإصابة بمرض ضعف الخصوبة الجنسية، قال «دربالة»: إن كل المواد الكيمائية بها نسبة مخاطر عالية، مضيفا: «الغازات التى بها مخاطر لا يستخدمها الطلاب طوال الوقت داخل المعامل بل من الممكن، أن يتم استخدامها مرة واحدة فى العام». وطالب بتخفيض عدد الطلاب داخل المعامل والعمل قدر السعة الموجودة، وتوفير بعض الإمكانات للطالب كدواليب التهوية، موضحا أن الإصابات التى كانت تحدث فى الماضى مثل الجيوب الأنفية والتهاب الشعب قلت الآن مع توافر الاحتياطات الأمنية اللازمة. الدكتور عبدالرحمن موسى، أستاذ الكيمياء الفيزيائية بكلية العلوم، قال، إن مواصفات المعمل المثالى لا تنطبق على معمل كلية العلوم جامعة عين شمس، موضحا أن معظم معامل الكلية تخلو من دواليب التهوية، كما أنها معطلة بالكامل داخل المبانى القديمة ويلزم لتطويرها ميزانية ضخمة، كما أن من قام ببنائها من غير المتخصصين. وأضاف أن معظم المخازن الخاصة بالكيماويات غير مطابقة للمواصفات العالمية، مما قد يتسبب فى حدوث حرائق وانفجارات، كما أن المواد القابلة للانفجار لابد أن توضع مع مواد سهلة الحفظ مثل الصوديم والفوسفور الأبيض. وأوضح أن أجهزة الحريق والإطفاء الموجود بالكلية يجب التحقق منها، لأن عدداً منها لا يعمل أما «الدش المائى» المفترض توافره لحماية الطلاب عند التعرض للحريق فغير موجود بالأساس. وطالب بالتأكد من وجود أجهزة إطفاء الحرائق الكيماوية التى تحتاج إلى صيانة وفحص دورى دائم، وتدريب فنيين عليها، إضافة إلى تدريب الطلاب والفنيين على الإسعافات الأولية، والخطط العالمية للإخلاء وكيفية التعامل مع الحريق وخطة منع نشوبه، وكيفية التعامل مع الانسكاب والتسريب للمواد الكيماوية. «علوم حلوان».. معامل متهالكة وإصابات متكررة داخل كلية العلوم بجامعة حلوان لم يختلف الوضع عن غيره فى بقية الجامعات فوفقا لأحد المسؤولين، المعامل بعضها متهالك، خاصة التابعة لقسم الكيمياء كما أن الطاولات التى يتم إجراء التجارب عليها تآكلت بسبب المواد الكيماوية التى يتم استخدامها. أما الشفاطات الموجودة فبعضها لا يعمل من الأساس والبعض الآخر يعمل بكفاءة منخفضة، كما أن بعض المواد الكيماوية منتهية الصلاحية ولا تحقق النتائج المطلوبة فى التجارب. وأشار المسؤول، الذى طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن أمناء المعامل هم الأكثر عرضة للمخاطر، لافتاً إلى أن بعضهم تعرض للإصابة بأمراض الحساسية والربو بسبب الغازات، مؤكدا أن بعض المواد الحمضية التى يتم استخدمها فى المعمل من الممكن أن تتسبب فى حروق بمختلف درجاتها وبعض هذه الحروق يتم علاجها والبعض الآخر يمكن أن يترك أثرا دائما فى جسم الإنسان. كلية العلوم جامعة حلوان تضم عددا أكبر من المعامل، حيث يصل عددها إلى 60 معملا، مقسمة على مختلف الأقسام بعضها معامل طلبة والأخرى معامل أبحاث فقط، وفقًا لما قاله حاتم عبدالمنعم أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية العلوم. وأوضح عبدالمنعم أن نظام الكلية يلزم وجود رئيس القسم مشرف عام، وأستاذ المادة، ومدرس مساعد وعضوين من الهيئة المعاونة فى كل معمل، كما أن هناك صناديق للإسعافات الأولية، وجرس إنذار فى كل معمل إلى جانب أبواب الطوارئ. وأشار إلى أن أدوات تأمين الطلاب تختلف من قسم لآخر وفقًا لطبيعته، فمثلا قسم الكيمياء تستخدم فيه مواد خطرة مثل الأحماض المركزة والتى تسبب ضررا للعين مثلا، وبالتالى من الضرورى أن تتوافر داخل المعمل نظارات وأقنعة لحماية الطلاب، فى حين أن قسم الحيوان يحتاج إلى أدوات تأمين أخرى من ضمنها الديتول مثلاً. وأوضح أن المشكلة التى تواجهها الجامعة تتمثل فى زيادة أعداد الطلاب سنوياً عن الإمكانيات المتاحة والموجودة فعليا، وبالتالى فإن الكلية تحتاج إلى تجديد وزيادة هذه الأدوات لاستيعاب كم الدفعات التى تزداد سنويًا، ولا يوجد خطة استراتيجية واضحة لذلك. وفى السياق نفسه، قال إن الجامعة قامت بإنشاء عيادة منذ فترة بعد وقوع حادثة فى أحد المعامل، كما أن هناك وحدة مستحدثة للكوارث والإسعافات فى حالة تعرض أى طالب لمشكلة أثناء إجراء التجارب فى المعمل. الأستاذة الدكتورة منى عبدالرحمن، رئيس قسم الحيوان كلية العلوم جامعة حلوان، قالت إن بعض رؤساء الأقسام يشرفون بأنفسهم على الطلاب داخل المعامل، للتأكد من تطبيق معايير السلامة والأمن لهم. فيما قالت إحدى المعيدات التى التقيناها، وتدعى «سارة سعيد»، إن المعامل ينقصها بعض الإمكانيات فيما يتعلق بالأدوات التى يستخدمها الطلاب خاصة النظارات والأقنعة، وأوضحت أن الطلاب لا يتعرضون لاستخدام غازات سامة، لافتة إلى أن الأساتذة والمعيدين فقط من الممكن أن يلجأوا لاستخدام هذه الغازات فى عملهم ويكونون حذرين فى ذلك جداً. وأشارت إلى أن المعامل مساحتها كبيرة ونسبة التهوية بها جيدة كما أن هناك أجهزة إنذار فى كل المعامل، إلا أنها تحتاج إلى تطوير إلى حد ما على حد قولها. «ع. ر» أحد طلاب الفرقة الأولى، قال: «أحياناً لا يحدث تدقيق فى تطبيق معايير الأمن فى الكلية، لافتاً إلى أن الأساسى هو ارتداء «البالطو» أثناء دخول المعمل لكن فى ما عدا ذلك لا يهتمون عادة بارتداء الكمامات أو الأقنعة، كما أن بعض الطلاب يقومون باللعب مع بعضهم باستخدام المواد الكيميائية المستخدمة فى التجارب». وأشار إلى أن بعض المشرفين لا يهتمون بالتأكيد على الطلاب بشأن تطبيق معايير الأمن، خاصة أن عدد الطلاب كبير داخل المعمل، حيث يصل عددهم أحيانا إلى 75 طالباً خاصة فى معامل الفرقة الأولى.
المصدر اليوم السابع
تعليقات
إرسال تعليق