بروفايل| نور الشريف.. ويستمر "جري الوحوش" 69 عاما

ظهر بعدة شخصيات، فهو تاجر المخدرات في "العار"، ورجل الأعمال الشهير في "الدالي"، والحاج عزام "ماسح الأحذية"، معه صرخ الجمهور ضد تجارة الأعضاء البشرية في ''الحقونا''، وانتقد ضياع القيم والأخلاق والفساد الذي استشرى في المجتمع في ''دماء على الأسفلت''، ولمعت عيونه بالحب في ''حبيبي دائما''، وضاق بالتطرف الديني والتعصب والجهل في ''المصير''، فقد جسَّد دور الملحد بوضوح دون اللجوء للرمزية في فيلم ''الإخوة الأعداء'' و''الرقص مع الشيطان''، وبحث الجمهور معه عن الحرية في ''ناجي العلي''، هو الباحث عن وريث في ''جري الوحوش'' لكنه بحث دون جدوى، فقلما يجود الزمان بأمثاله، فلا أحد يصلح لأن يرث "جلباب" نور الشريف.ممثل قدير له تاريخ حافل في السينما المصرية والتليفزيون، كما أن له عدة مساهمات في المسرح أيضاً، تزوج من الممثلة بوسي واستمر زواجهما لمدة طويلة حتى تم الفراق في عام 2006، وفي ديسمبر 2014، قرر النجم نور الشريف العودة لحبيبته الوحيدة بوسي، قبل خطوبة ابنته سارة، وله بنتان من الفنانة بوسي هما سارة ومي.اسمه الحقيقي "محمد جابر محمد عبدالله"، حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير "امتياز" وكان الأول على دفعته عام 1967، وبدأ التمثيل في المدرسة حيث انضم إلى فريق التمثيل بها كما كان لاعبًا في أشبال كرة القدم بنادي الزمالك ولكنه لم يكمل مشواره مع كرة القدم بسبب حبه للتمثيل الذي اتجه إليه عن طريق الفنان سعد أردش الذي رشحه للعمل معه فأسند إليه دورًا صغيرًا في مسرحية "الشوارع الخلفية" ثم اختاره المخرج "كمال عيد" ليمثل في مسرحية روميو وجولييت.وأثناء بروفات المسرحية تعرف على عادل إمام الذي قدمه بدوره للمخرج حسن الإمام ليظهر في فيلم "قصر الشوق" ويحصل عن دوره على شهادة تقدير فكانت أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية.ويؤمن "نور" بأن الفنان مؤسسة في حد ذاته حزب مستقل، يتحرك على قدميه، باحث دائم عن الحقيقة وناقد لسلبيات الحياة، ربما كان اقتناعه بأن هذا هو دور الفنان، هو السبب الذي جعله يُقدم على خطوة الإنتاج فيقدِّم للسينما العربية باقة من أجمل الأفلام من بينها "زمن حاتم زهران، آخر الرجال المحترمين، دائرة الانتقام، ضربة شمس، ناجي العلي"، والمتابع لهذه الأعمال سيجدها ترسم أمامه الطريق الذي اختار "نور" السير فيه.وللشريف رصيد ضخم من الأعمال الفنية، تجاوز عدد أفلامه الـ170 فيلمًا، من بينها "حبيبي دائمًا"، "الصرخة"، "الكرنك"، "أهل القمة"، "العار"، "الحقونا"، "حدوته مصرية"، "المصير"، "كتيبة الإعدام"، "ليلة ساخنة"، "زمن حاتم زهران"، "قاهر الزمن"، "البحث عن سيد مرزوق"، وعاد للسينما مؤخرًا بعد فترة غياب من خلال فيلم "بتوقيت القاهرة"، بينما قدَّم ما يزيد عن الـ20 مسلسلًا، من أشهرها "عائلة الحاج متولي"، "لن أعيش في جلباب أبي"، "الدالي"، "مارد الجبل"، "عمر بن عبدالعزيز"، "هارون الرشيد"، "الحرافيش"، "حضرة المتهم أبي"، "الرحايا- حجر القلوب"، وكان آخر أعماله في الدراما التليفزيونية دوره في مسلسل "خلف الله".وأثناء مسيرة الفنان الكبير استطاع حصد العديد من الجوائز وشهادات التقدير منها "جائزة أحسن ممثل" عن دوره في فيلم "ليلة ساخنة" وعلى جائزة مهرجان نيودلهي عن فيلم "سواق الأتوبيس"، ويذكر أنه آخر تكريم حصل عليه الفنان نور الشريف هي جائزة "القدس للثقافة والإبداع"، وسلَّم الجائزة موسى أبو غربية، أمين سر المكتب التنفيذي للجنة الوطنية لـ"القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية".وُلد نور الشريف لأسرة من الطبقة العاملة في مركز مغاغة قرية طنبدي بمحافظة المنيا في 28 أبريل 1946، والشيء الوحيد الذي يؤلمه في مشواره الذي اقترب من النصف قرن هو عدم توثيق أهم أعماله المسرحية، وهذا ليس حال "نور" وحده بل حال المسرح في مصر وعالمنا العربي، حيث يغيب الاهتمام بتاريخ المسرح فضاع تراث مسرحي عظيم في ظل عدم توثيقه.وجدير بالذكر أن الفنان القدير تعرَّض لوعكة صحية ألمَّت به منذ عدة أيام، ولكنه نجح في الخروج من المحنة، التي عكست مدى عزيمة وإصرار نور الشريف في مواجهة المرض، وليواصل إمتاع جمهوره، بالأعمال الفنية الرائعة.





تعليقات

المشاركات الشائعة