السيسى لصحيفة «الموندو» الإسبانية : لا وجود لداعش فى سيناء.. ولولا تدخلى لوقعت حرب أهلية بين الأغلبية و الأقلية


الاهرام - اخبار مصر - نافذة على العالم - السيسي و صحيفة لوموند

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى عدم وجود أعضاء من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على الأراضى المصرية بسيناء.وقال إن هناك صورة مغلوطة عن الوضع فى سيناء،مشيرا إلى أن الإرهاب بسيناء موجود فى منطقة محدودة فى شمال سيناء متاخمة لقطاع غزة، ولا تزيد مساحتها على 50 كيلومترا مربعا من إجمالى مساحة سيناء التى تزيد على 60 ألف كيلومترا مربعا، مدللا على ذلك بأننا عقدنا القمة العربية الإخيرة فى شرم الشيخ فى جنوب سيناء.
وأضاف الرئيس السيسى فى حواره الذى نشرته أمس صحيفة «الموندو الإسبانية» - إنه حريص على الحفاظ على أمن مصر لأن انهيارها سيدفع المنطقة كلها الى الهاوية كما أنه سيؤثر على أوروبا.
وأوضح الرئيس أن مصر أقرب ما تكون الآن الى الديمقراطية لأن هناك إرادة سياسية لاحترام إرادة المواطنين،مشيرا الى حبه واحترامه لشعبه، مشددا على أن المصريين استردوا إرادتهم فى ثورة 25 يناير وانتخبوا محمد مرسى ولكنهم أدركوا الخطر وأرادوا التخلص من حكمه ، وهم يستطيعون أن يفعلوا ذلك مع السيسى اذا أرادوا.
وقال:  لو لم أتدخل لوقعت حرب أهلية بين غالبية الشعب وبين الأقلية التى كانت تؤيد مرسى، فلقد كانت لدينا خريطة طريق واضحة حيث كنا نريد تعديل الدستور وتصحيح مسار العملية السياسية، ولكن هؤلاء آثروا اللجوء الى العنف.
وأشار الرئيس إلى أن الزعيم الراحل عبدالناصر تعامل مع الإخوان المسلمين بعنف ولم يترك لهم خيارا، وأما مبارك فقد لجأ الى أسلوب ينطوى على المصالحة وسمح لهم بالقيام بدور سياسى، ولهذا فقد كان هناك تأييد شعبى للاخوان المسلمين، ولكن المشهد تغير الآن لأن الشعب هو الذى رفضهم بعد أن أدرك الناس أن الإسلام يستخدم كأداة للسيطرة على الدولة.
وفيما يتعلق بدعوته الى تغيير الخطاب الدينى للمساهمة فى مكافحة الإرهاب ، قال الرئيس السيسى «إن الثورة التى أدعو اليها هى لصالح الإسلام. ولكن الأفكار يجب أن تتغير، ولا بد من التوفيق بين تطور الفكر الدينى وبين واقع المجتمع».
وأضاف أن الخلافة كانت حاكمة فى عصرها، ولكن الإنسانية طورت منذ ذلك الحين نظما جديدة للانتخاب، ومن الواضح أن الخلافة التقليدية لاتناسب العصر الجديد.
وردا على سؤال عما وصفته الصحيفة الاسبانية بقمع نشطاء ليبراليين ويساريين فى مصر وإمكان العفو عنهم ، قال السيسى : ذلك أمر يرجع إلى القضاء، وأنا أواجه معادلة صعبة بين العمل على حماية حياة وأمن 90 مليون مصرى وبين الفوضى. واذا نحن تركنا الناس يفعلون مايريدون ، فهل ستدفع أوروبا مرتبات المصريين؟. واذا قبلت أوروبا ذلك وتحملت النفقات فليتظاهر التسعون مليونا . ولكن الأمر يجب أن ينظم بقانون ينظم الاحتجاجات ولايمنعها. وقد أطلق النائب العام سراح أكثر من 300 شخص فى الشهور الثلاثة الاخيرة.
وأكد السيسى التزامه باجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية هذا العام، مشيرا الى تأخرها بسبب الطعن فى قانون تقسيم الدوائر الانتخابية.
وردا على سؤال عن الوضع فى اليمن وعما اذا كانت مصر سترسل قوات الى هناك كما تطلب ذلك المملكة العربية السعودية، قال الرئيس السيسى «إن المملكة العربية السعودية لم تطلب منا إرسال قوات برية . ونحن نتجه نحو حل سياسى لأننا لانريد أن نزيد الوضع السياسى تعقيدا على تعقيد ».
وفيما يختص بالاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووى لطهران ، قال السيسى:« إن ماننشده هو ألا يؤثر هذا الاتفاق على الأمن العربى وألا يؤثر على أشقائنا فى الخليج العربى ».
وعما اذا كان يساوره القلق من أن تزايد النفوذ الإيرانى فى المنطقة بعد التوصل الى اتفاق مع الغرب حول ملفها النووى، قال السيسى : أقول إن ذلك يمكن أن يزيد بالفعل من نفوذ ايران فى المنطقة وأن يؤثر على الأمن العربى.
وردا على سؤال عما اذا كان الغرب قد أخطأ عندما قام بدور فى إسقاط نظام الرئيس الليبى معمر القذافى، قال الرئيس السيسى : ان الخطأ يكمن فى عدم نزع سلاح الميليشيات واستعادة دور المؤسسات، وقال: لقد حررنا الليبيين من القذافى ولكننا تركناهم فريسة لإرهاب المليشيات.
وعن الوضع فى سوريا وعما اذا كان يمكن تصور سوريا بدون بشار الاسد ، قال السيسى : اننى أتصور سوريا بدون ضغط الجماعات المسلحة. وكل مايعنينى هو الاستقرار وبقاء الدولة السورية والتخلص من المليشيات المسلحة. ولكن هناك تساؤلا مهما عمن سيقوم باعادة تعمير سوريا التى دمرت أم أننا سنتركها لمصيرها، مشيرا الى ان سوريا فى حاجة الى مليارات الدولارات.
وردا على سؤال عما اذا كانت حركة حماس التى اعتبرها القضاء المصرى «منظمة إرهابية» تشكل عقبة أمام تطلعات الشعب الفلسطينى، قال السيسى :ان المطلوب هو التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل وفلسطين، واذا تحقق هذا الاتفاق فانه سيغير الوضع فى السنوات المائة القادمة. وقال إنه يجب ادراك أن المشكلة الفلسطينية من الأسباب التى تغذى الإرهاب.
وردا على سؤال شخصى عن التغيير الذى طرأ على حياة الرئيس بعد توليه رئاسة البلاد بعد أن كان وزيرا للدفاع، قال السيسى : لست أخفى أن التغير كان قاسيا ولكننى أقدمت على ذلك لحماية بلادى، ولا يمكن أن نضع حياة أسرة وحياة أمة فى كفة واحدة فى الميزان، فمصر وأبناؤها وهم تسعون مليونا أهم كثيرا، وعلى أى حال فإن التضحية التى قمت بها من أجل بلادى تضحية بسيطة.





المصدر الاهرام



المصور


تعليقات

المشاركات الشائعة