كنوز سيناء تنتظر الاكتشاف
١٦ خامة معدنية تحتاج تكنولوجيا عالية لتوظيفها فى التنمية الشاملة
ما زالت أرض الفيروز تنتظر رعاية واهتماما مكثفا لاكتشاف وتوظيف الكنوز التي لاتقدر بثمن من خاماتها المعدنية المتمركزة فى شمال سيناء بصفة خاصة.
والتى أوضح الخبراء أن بها ١٦ خامة معدنية ، يمكنها تشغيل آلاف المصانع، وتوفير فرص العمل لنحو ٣ ملايين مواطن بينما لا يتعدى سكان سيناء الآن نصف مليون نسمة ،ولو تم استغلال هذه الثروة كما نأمل لكانت مفتاحا لخير البلاد متواكبة مع الجهد المبذول فى إقامة القناة الجديدة والاستثمارات المتوقعة فى حركة التجارة والصناعة بالمنطقة.
الجيولوجى الدكتور محمد حلمى عبد الرازق مستشار تعمير الصحراء بالثروة المعدنية يكشف عن أن أهم الخامات والكنوز فى شمال سيناء تشمل الرخام والجرانيت والمنجنيز والرمال البيضاء والنحاس والفوسفات والنحاس حتى الذهب والفيروز ،بينما لا يوجد سوى استثمارات محدودة على مساحة المحافظة والتى تنتشر فى نحو ٧٠٪ على أرضها خاصة فى حوض وادى العريش ، فهناك كميات ضخمة من الرخام فى جبل لبنى والمنشرح والخاتمية والمغارة ، كما يوجد نحو ٦٠٠ مليون طن حجر جيرى فى جبل لبنى ، ويتركز فى ريسان وعنيزة وأم شيحان.
ويضيف أن خام الطفلة الضرورى لصناعة الآسمنت يتوافر بكمية تبلغ ٢٥ مليون طن فى وادى البروك والحسنة وجبل الحلال والمغارة ،إضافة إلى ٤ملايين طن من الجبس فى الروضة وفى مصفق ،وكذلك مائة مليون طن فحم فى وادى المغارة ، كما يوجد خام الذهب فى الصخور المتحولة وعروق الكوارتز بنسبة ١-٥ جرامات فى الطن .
وكذلك خام المنجنيز فى الصخور الرسوبية فى أم بجمة فى كتل مسطحة متنوعة الآحجام فى أسفل هضبة الدولميت المتخللة للأحجار الرملية ،حيث يصل سمك الخام إلى ستة أمتار ،ويصل الإحتياطى منه إلى نحو خمسة ملايين طن عال ومتوسط الجودة ،وكذلك خام أكاسيد النيوبيوم التنتالم بالصخور البركانية فى منطقة أبو دربة ،والسيانيت بجبل أم علوى غرب سانت كاترين والتى ثبت بالتحليل أنها تحوى ٤٠٠ جزء من المليون من أكسيد النيوبيوم والذى يستخدم فى صناعة السبائك التى تتحمل الضغط والحرارة العالية ،ولذلك فهو يدخل فى صناعة الالكترونيات .
وأضاف أن شمال سيناء تتميز بتوافر خام الزيركون بحالته الطبيعية حيث يدخل فى مختلف الصناعات مثل السيراميك والطوب الحرارى والزجاج والألومنيوم ،
وحول الإمكانات من الرخام فإنه يمثل كنوزا من الثروات الطبيعية وهى جميعها تنافس أجود الأنواع العالمية ومنها الرخام الإيطالى والذى يقدر الاحتياطى منه بنحو عشرة ملايين متر مكعب،وهو يصدر إلى إيطاليا والصين ،ومع ذلك فإن استغلاله مازال محدودا للغاية ،لنقص توافر المعدات والآلات الخاصة بالقطع وتلميع الرخام وتأهيل العمالة المدربة ، لإنتاج وتصنيع وتصدير الرخام والمستويات المتميزة عالميا ، ويتطلب الاهتمام بصناعته لتوافر نحو ثلاثة ملايين متر مكعب من الخام .
ويطالب الباحث بتعظيم القيمة المضافة للخامات التعدينية وإقامة صناعات تكميلية على الصناعات المعدنية لسد احتياجات مصر من المصنوعات حيث توجد،احتياطيات من الكبريت تبلغ نحو ٣٠ مليون طن بالمغارة ،والاحتياطى منها ٥٢ مليونا ،
كما يوجد معدن المنجنيز والاحتياطى منه ستة ملايين طن فى أم بجمة وأبوحماطة ووادى الشلال وغيره بمحيط المنطقة ،ويعمل عليه مصنع للفيرومنجنيز بطاقة تبلغ نحو ١٥ ألف طن سنويا ،وكذلك توجد مادة الكاولين المستخدمة فى صناعة الخزف الصينى ،والطوب الطفلى والأسمنت الأبيض وتصل احتياطياته نحو مائة مليون طن ،والرمال البيضاء وتتوفر فى جبل الحلال والمنشرح والمنطور ووادى حلال ووادى فيللى ، حيث يبلغ احتياطياته بمليارات الأطنان ، ويستخدم فى صناعات الكريستال والعدسات .
كما أن هناك مادة الجبس والذى يستخدم فى أغراض البناء والتشييد ،ويوجد فى رأس ملعب ووادى سدرى ،وتبلغ احتياطياته نحو المليار طن ،ويوجد بالفعل ٣ مصانع قائمة عليه ،أما كلوريد الصوديوم أو ملح الطعام فيصنع بوسيلة التبخر الشمسى من البحيرات مثل البردويل وملاحة سبيكة . كما يوجد الحجر الجيرى بكميات هائلة فى جبل يلق فى منطقة الحسنة بشمال سيناء ،وهو مهم لصناعات قائمة لإنتاج الآسمنت الأبيض والأسود .
ويكشف الباحث عن أن سيناء غنية فى احتياطى خامات البترول حيث يبلغ نحو ٣٦ مليون طن فى بلاعيم وفيرا ورأس المطارة ،وعسل،وسدر وأبورديس ،كما توجد أهم مناجم الحديد فى نصيب وأم بجمة ،وجبل الحلال ،أما الفحم فالاحتياطى يبلغ مائة وخمسين مليون طن ،فى حقل المغارة وثور وعيون موسى ،وكذلك الكاولين بنحو٢٠ مليون طن فى رأس ملعب ،والكبريت بنحو ٣٠ مليون طن فى هضبة العجمة وأبو دربة ،ويوجد الفيروز والأحجار نصف الكريمة فى وادى سدر والمغارة وسربيت الخادم .
أما الدكتور بهاء الدين زغلول آستاذ الصناعات وعميد معهد الفلزات سابقا فيرى أن الاهتمام بالصناعات محدود فى سيناء وكان يمكن توظيفها جيدا فى مشروعات المؤتمر الاقتصادى الذى ركز على مشروعات البناء والإنشاءات وأهمل مشروعات التصنيع والإنتاج ،فخامات المنجنيز من خلال شركة سيناء استغلت بدرجة كبيرة أما الرمال بأنواعها فهى مهدرة تماما ،لأنه لا توجد عقول توجه لاستغلالها ،فالمجهود اتجه للأسف لتحويل الصحارى إلى عمارات فلا إنتاج أوزراعة ،لذلك فإننا نحتاج لإدخال التكنولوجيا الحديثة لمشروعات سيناء وغيرها ،فهناك مثلا خامة التيتانيوم النقى ،والذى يمكن إقامة مشروعات كبرى اقتصادية عالية الجودة منها مصانع البويات للإنشاءات والتى نستوردها ونستخدمها فى التلوين حيث يصل سعر الطن نحو ٣٠ ألف جنيه للطن .
كما أن الرمال البيضاء تعتبر كنزا مهما فى سيناء لاستخداماتها فى مشروعات الطاقة الشمسية فى العواكس ،وهى بدرجة نقاوة عالية ،وبدلا من تصديرها بأسعار متدنية يمكن أن نقيم عليها مصانع متقدمة للزجاج وعواكس الشمس ،والمشكلة هنا أن كثيرا من قيادات المصانع غير مؤهلين لتوظيف الامكانات الصناعية من الخامات ،فلا توجد سوى شركة سينا للمنجنيز ،وشركة النصر للملاحات بالعريش ،وهناك أهمية كبيرة للملح فهو ينتج تسعين نوعا من المنتجات منها غاز الكلور لمعالجة المياه وفى صناعة السليكون ،وهذا يحتاج لمهندسين وخبراء مخلصين وضرورة تشجيع الاستثمار .
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق