أخبار مصر و العالم - اخبار الفن - اخبار الرياضة - الاقتصاد - المرأة و الطفل-اخبار الثقافه
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
«استعادة هتلر» بفيزياء السحر الأسود
فى يوم ما أنكر اينشتاين «ميكانيكا الكم» ووصف معادلاتها بالسحر الأسود .. بالرغم من أنها كانت تعتمد على مبدأ عدم اليقين الذى وضعه هايزنبرج وبمقتضى هذا المبدأ كانت المعرفة مقيدة بالاختيار بين معرفة موقع الإليكترون أو سرعته ولا يمكن الجمع بين الأمرين.. فالحقيقة جزئية وهو ما يتماشى مع قوانين الطبيعة .. لكن اينشتاين ذاته الذى أنكر وجود الأشباح حتى إذا رآها رؤى العين .. عاد وكتب مقدمة خاصة للروائى الأمريكى «ابتون سنكلر» عن ظاهرة قراءة الفكر عن بعد : «ربما توجد انبعاثات نجهلها فالناس فيما سبق كانوا يشككون فى التيار الكهربائى». وحين سئل هل تفسر اكتشافاتك بأنها نتيجة للحدس والإلهام أجاب : أنا أعرف أننى على صواب دون أن أعرف سبب ذلك .. يوجد جانب فنان فى شخصيتى يتغذى بحرية على الخيال .. فالمعرفة محدودة أما الخيال فلا نهاية له.يقال أن الفيزيائيين يعشقون الغموض فهو وقود الإبداع والسعى نحو هدف جليل .. أنه طريق العلم الذى ما أن تطأه بقدمك حتى يصبح من الصعب جداً العودة منه .. عشق أبدى .. غرام سرمدى بالنسبة لعلماء الفيزياء على وجه الخصوص يتفق مع نظرة بعضهم للكون. فى الأسبوع الماضى نقلت أوبرا سيدنى بأستراليا محاضرة لعالم الفيزياء البريطانى الشهير «ستيفن هوكنج» عن طريق «هولوجرام وهو تصوير باستخدام أشعة الليزر يظهر الشخص بصورة ضوئية (كالطيف) تحدث هوكنج بهذه الصورة وتبادل معهم الحوار حول أحدث نظرياته (M) أو نظرية كل شئ .. ولم يستنكر سؤال وجه له من الفتيات اللاتى انفطرت قلوبهن لمغادرة نجم الغناء البريطانى زيان مالك لفريق one direction الموسيقى وهو الخبر الذى هز الأوساط الغنائية فى أوروبا نظراً لشعبية الشاب – 22 عاماً – أجاب هوكنج بنظريته الفيزيائية معطياً مثالاً وجواباً للسؤال : قائلاً : من الممكن أن يتوجد زيان طبقاً لنظرية الأكوان المتعددة فى كون آخر لنا ووفقاً لهذا الفرض من الممكن أن يظل «زيان» فى الكون الآخر عضواً فى فريقه الموسيقى .. وأوصى الفتيات بالاهتمام بالعلم والفيزياء على وجه الخصوص .. ولكن حين سُئل ما الذى كان موجوداً قبل «الانفجار الكبير» أجاب خلق الإله «الجحيم» حتى لا تسألى مثل هذا السؤال !! طبقت شهرة هوكنج الآفاق دون عن غيره من العلماء والرد الذى جاء على لسانه عن المطرب «زيان» أورد مثيله «جريجورى بينفورد» فى رواية «انتصار هتلر» التى كتبت عام 1986 .. وتدور أحداثها على كوكب يشبه الأرض وفى الرواية ينتصر هتلر على الحلفاء ويهزمهم فى نورماندى ويدخل واشنطون محتفياً بأكاليل الغار على رأسه العنيد .. القصة يا سادة أن نظرية الأوتار والأكون المتعددة والتى تعد من أعظم المعضلات فى العلم الحديث مثارة بشدة عالمياً العلماء هذه الأيام .. وقد أثار فيلم «نظرية كل شئ» الذى أؤخذ عن قصة حياة ستيفن هوكنج وحصل بطله على الأوسكار .. الحوار مرة أخرى عن فحوى هذه النظرية الفيزيائية التى ستغير من رؤيتنا للعالم إذ صح إثباتها .. يفترض هوكنج أنه طالما يوجد قانون للجاذبية .. فالكون يستطيع أن يقوم بخلق نفسه من لا شئ .. مؤكداً أننا لسنا مطالبين باقحام إله فى الموضوع لكى نعطى إشارة البدء لعمل الكون .. فهو نسف نظرية الانفجار الكبير .. وحجته فى هذا أن الكون لو لم يحدث له الانفجار الكبير سيستعير حتماً الطاقة اللازمة له للخلق من قوى الجاذبية .. توجد أكون متعددة بأعداد كبيرة .. بعض العلماء قدرها بألف وبعضهم تحدث عن كون آخر موازى لنا .. فمجرتنا – درب التبانة – هى شيئاً متواضعاً للغاية .. الكون كله «هولوجرام» .. طيف من سحائب وغمامات .. من كان يصدق اينشتاين حين كان يتحدث عن تباطؤ الزمن مع السرعة .. أفكار علمية عديدة بعضها يلعب على تيمة الزمان النسبية كما سنرى هذا العام فى فيلم «interstellar» الذى اضطر مؤلفه كريستوفر فولان لدراسة الفيزياء فى جامعة كاليفورنيا .. وبه نظريات علمية واضحة .. فوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تعمل على قدم وساق لإيجاد كوكب بديل لنا .. هذا ما أكده منذ أيام هوكينج بقوله أن الذكاء الصناعى باستخداماته المتعددة سيقضى على كوكبنا ولابد من البحث عن بدائل لهذا الكوكب البائس .. من هنا يسعى بعض العلماء لإيجاد طاقة لاسلكية .. أجهزة بدون شاحن وتطوير الاتصال عن بعد توفيراً للوقت وتقليلاً للغازات السامية المنبعثة من وسائل المواصلات والطائرات. رفض البروفيسور «روجز بنروز» .. الذى اثبت مع هوكينج فيما قبل نظرية الانفجار الكبير نظريته (M) .. معللاً ذلك بأن النظرية لا تملك أى إثبات مادى .. وفجر فى كتابه البديع «فيزياء العقل البشرى» أعظم جملة تنحاز للعلم والدين بقوله : الناس هذه الأيام يفضلون التفسيرات العلمية للأشياء .. على الرغم من أن التفكير فى مجمله عبارة عن عملية حسابية .. إلا أنه توجد أنشطة للمخ خارج إطار هذه العمليات وفهمنا للفيزياء ليس ملائماً لوصف الوعى .. ربما تمكنا من ذلك فى المستقبل لنعرف الكثير عن العاطفية والإلهام والفن والإبداع.أما «هوكينج» العالم المقعد على كرسى متحرك بسبب معاناته من شلل رباعى فقد صرح فى أول صفحة من كتاب «التصميم العظيم» الذى يشرح هذه النظرية .. بأن الفلسفة قد ماتت .. لكن علماء الفلسفة المناهضين لنظريته أوسعوه نقداً ورد عليه علماء الغرب قبل الشرق.. وكأنه لزاماً أن يكون هناك طلاق بائن بين العلم والدين .. فموجة الإلحاد التى تجتاح العالم تجد من يغذيها من وراء ستار .. وببساطة شديدة نقول من الذى أوجد الجاذبية كما قال له العلماء أيضاً ؟ فكريج كالندر من جامعة كاليفورنيا سأل عن سبب طرح هوكنج لتفسير العالم دون نظرية أو قوانين .. وقال أن ما قدمه مجرد حدس وانتقد بأن كتابه مجرد فلسفة فيزيائية.شيوع الإلحاد وموت الفلسفة وإنكار الانفجار الكبير واكبه إحياء لفكرة موت المؤلف التى بدأها نيتشه «موت الإله» حين ثارت أوروبا على سلطة الكنيسة .. ثم انتقلت الفكرة من المجال الدينى إلى المجال الأدبى حين اعلن «رولان بارت» أن موت المؤلف يعنى تحرير الفن من سلطة «المؤلف» ويفتح الأفق أمام القارئ إلى أقصى مدى .. فاللغة هى اللى تتكلم وليس المؤلف وموت المؤلف يعنى ميلاد جديد للقارئ من وجهة نظره لأن كل نص هو عبارة عن «تناص» أو مجموعة من النصوص المتداخلة (العوالم والأكوان المترسبة) عبر السنين .. فالنص لا أول له ولا آخر .. لا بداية أو نهاية .. يتسع حتى يصبح بحجم مكتبة كبرى .. تحمل بصمات مندثرة للأولين ورماد الراحلين .. لكنها مكتبة بلا مرجعية إلا مرجعية النص. انتعشت نظرية الأوتار والأكوان المتعدد بالتوازى مع نظرية موت المؤلف هذه الأيام فى العالم أجمع .. وانسحبت سلطة القارئ من المجال الأدبى والفكرى للتسلط على – المجال المقدس للكتب السماوية – تحت ذريعة التجديد .. وأول مبادئ التجديد .. عدم الاستبعاد ولكن التراكم والإحلال يتم تلقائياً بين الغث والسمين !!عالم متشابك ومعقد وصغير جداً .. لا نحتاج لجهود عظمى لاستبعاد الأديان حتى يستقر العالم ويخلو من الإرهاب كما يعتقد بعض الموتورين .. كارثة أن يتحول الإلحاد لموضة بعد أن ذاق العالم مرارته من قبل .. وكأن الإنسان هو الوحيد الذى لا يتعلم من تجربته على هذا الكوكب .. ستظل كل الأديان أعظم شأناً من كل معتنقيها أما الأوتار ونظريتها فهى موسيقى الكون .. سيمفونية رائعة متذبذبة من عزف عزيز مقتدر .. قال شكسبير فى السوناتا (19) : «فلتأت بأسوأ ما لديك أيها الزمن العجوز» أعتقد أن ما ينتظره شكسبير قد طل بطيفه علينا وهو الآن يتأهب للجلوس .. ارحمنا يا رب واهدى خلقك الضالين !!
تعليقات
إرسال تعليق