ماذا قال هيكل عن"تيران" و "صنافير" ؟

المصدر اليوم السابع


.. الأستاذ يؤكد تبعيتهما للسعودية فى كتابه حرب الثلاثين سنة.. ووضعتا تحت تصرف مصر بترتيب مع الرياض لإعاقة ملاحة إسرائيل. ويفجر مفاجأة: عبدالناصر معترف بملكيتهما للمملكة 


- هيكل : عبد الناصر رأى وجود السعودية بالجزيرتين يجعلها شريكا "بالتضامن" فى قفل الخليج

 -  يوم 2 يونيو صدر أمر ملكى بوضع سرية مشاة سعودية فى الجزيرتين مكان المصريين

- الكتاب يوضح رأى عبد الحكيم عامر بضرورة عدم السماح للسعوديين باحتلالهما آنذاك

 مازالت حالة الصخب والجدال مسيطرة على أوساط السياسيين والمثقفين، بل وفى الشارع المصرى بأكمله، حول اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التى وقعها المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وولى ولى العهد الأمير محم بن سلمان، خلال زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة، واعترفت بموجبها الحكومة المصرية، بتبعية جزيرتى "تيران" و"صنافير" للمملكة العربية السعودية، الأمر الذى أثار حالة من الغضب بين المصريين، الذين أصابهم الارتباك بسبب حالة التضارب وعدم وجود معلومات دقيقة وواضحة حول تبعية الجزيرتين لأى من مصر أو السعودية. وفى هذا الإطار يرصد "اليوم السابع"، شهادة الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، عن ملكية جزيرتى "تيران" و"صنافير" التى وردت فى أحد مؤلفاته وهو كتابه الذى حمل عنوان "حرب الثلاثين سنة.. سنوات الغليان"، حيث يوضح "الأستاذ" الظروف المتعلقة بسيطرة القوات المصرية على الجزيرتين واعتراف مصر حينذاك بتبعيتهما للمملكة العربية السعودية. ففى الصفحة رقم 4 من كتاب "حرب الثلاثين سنة.. سنوات الغليان"، قال محمد حسنين هيكل، "إن الوثائق المصرية عن هذه الفترة لا تحتوى على إجابة كافية لسؤال هام يطرح نفسه إزاء هذه التطورات وهو: "إلى أى مدى كانت السياسة المصرية على علم بهذا الذى تم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بما فى ذلك التعهدات الأمريكية القاطعة بشن خليج العقبة؟". وقال "هيكل" فى نفس الصفحة من كتابه، "ومن استقراء ظواهر الحال، فقد بدا أن السياسة المصرية استقرت على خيار يعطى للملك "سعود" ملك المملكة العربية السعودية مهمة مواصلة بحث هذه القضية مع الإدارة الأمريكية، وكان هو أكثر المتحمسين لهذا الخيار على أساس عدة اعتبارات أولها: أن جزر "صنافير" و"تيران" التى كانت مصر تمارس منها سلطة التعرض للملاحة الإسرائيلية فى الخليج – هى جزر سعودية جرى وضعها تحت تصرف مصر بترتيب خاص بين القاهرة والرياض، والثانى: أن خليج العقبة والبحر الأحمر بعده هو طريق الحد إلى الأماكن الإسلامية المقدسة التى تتحمل المملكة العربية السعودية مسئولية حمايتها، والثالث: أن المملكة العربية السعودية تربطها – نتيجة لحجم المصالح – علاقة خاصة بالولايات المتحدة تسمح لها بأكثر مما هو متاح لغيرها". وأوضح أن الملك "سعود" بالفعل نشط لهذه المهمة، فأثارها مع الرئيس "ايزنهاور" أثناء زيارته لواشنطن فى الشهور الأولى من سنة 1957، ثم عاود الإلحاح برسائله على "ايزنهاور" طوال النصف الأول من هذه السنة، مشيرًا إلى أنه قد بلغ من حماسة الملك "سعود" لهذه المهمة أنه أوفد إلى واشنطن ممثلًا خاصًا له، هو السياسى المصرى البارز "عبد الرحمن عزام" باشا. وفى الصفحة رقم 769 من كتاب "حرب الثلاثين سنة"، نشر "هيكل برقية سعودية نصها: "إلى قائد منطقة تبوك.. ستصلكم 18 سيارة حمولة 10 أطنان محملة بالذخائر للأردن عهدة الرئيس سليمان الخليفة، يوقف سيرها وتعود"، فيما عقب على هذه البرقية قائلًا: "وكانت ترجمة ذلك أن هناك رغبة فى معاقبة الأردن بمنع إمداد الذخيرة عنه بعد أن قام الملك "حسين" بزيارته للقاهرة". وتابع: "يوم 2 يونيو ظهرت على الشبكة السعودية برقية أخرى مرسلة من تبوك إلى الرياض جاء فيها: "صدر أمر سموكم رقم 153 بوضع سرية مشاة فى جزيرتى تيران وصنافير فى المكان الذى كان يشغله المصريون – نرجو تحضير سرية بكامل معداتها وتجهيزاتها وسياراتها، وسنقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تأمين الزوارق اللازمة لنقلها إلى الجزيرتين وتأمين الاتصال بهما وإشعارنا عند الانتهاء من التحضير – نعمدكم باللازم – رئيس الأركان". وقال هيكل: "وكانت جزيرتا تيران وصنافير الواقعتان عند مدخل خليج العقبة، مملوكتين للسعودية التى تركتهما لمصر بعد حرب فلسطين 1948 بهدف إحكام السيطرة على خليج العقبة، وبدت رغبة الملك "فيصل" فى احتلالهما الآن غير مفهومة للذين قرءوا برقية الشبكة السعودية". وأشار إلى أن رأى المشير "عبد الحكيم عامر" كان: "أنه رغم وجود قوات مصرية محدودة فى الجزيرتين طبقًا لخطة الدفاع المعتمدة عن مداخل الخليج – فإنه لا يصح السماح للسعوديين الآن بالعودة لاحتلالهما لأن الأمر قد تكون فيه "لعبة". فيما جاء رأى "جمال عبد الناصر" – حسب ما ذكر فى الكتاب – "أنه لا ينبغى اعتراض السعوديين إذا أرادوا النزول فى الجزيرتين، فذلك يجعل السعودية شريكة "بالتضامن" فى قفل خليج العقبة إلا إذا اتخذت موقفًا غير ذلك وأعلنته، وهو ما يؤدى إلى إحراجها إحراجًا لا تستطيع تحمله". وعلق هيكل على هذا الجزء من كتابه: "ويبدو أن تقديرات "جمال عبد الناصر" كانت صحيحة، ففى صباح يوم 4 يونيو، ومن لندن، بعث الملك ببرقية إلى وزارة الدفاع السعودية يقول فيها: "أوقفوا تيران وصنافير حتى تتجلى الأحوال".


تعليقات

المشاركات الشائعة