السبت المقدس.. الفلسطينيون يصيبون الرادارات البشرية لإسرائيل بالعطب

المصدر بوابة الاهرام . gate.ahram.org.eg
رغم هدوء الأحداث في الغالب يوم السبت المقدس في إسرائيل وعدم صدور صحف أو متابعات إخبارية في هذا اليوم، إلا أن ما أثارته بعض من التقارير الصحفية "الفلسطينية" مساء الجمعة عن اعتقال اجهزة الأمن التابعة لحماس لأحد العملاء نال اهتمام ومتابعة الكثير من الصحف والقنوات الإسرائيلية هذا الصباح.
ونشرت وكالة "غزة الآن" المقربة من حماس خبرا بعنوان "المقاومة تعتقل العميل المسؤول عن الإستهداف الأخير على غزة" وهو الخبر الذي أشار إلى نجاح أجهزة الأمن الحمساوية في إلقاء القبض على أحد العملاء السريين في قطاع غزة، وهو العميل الذي نجح في إرشاد طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهر الماضي لموقع بعض من الأماكن العسكرية السرية التابعة للمقاومة الفلسطينية .
وأثارت هذه العملية، بحسب الوكالة ، الكثير من التساؤلات في صفوف القيادات الحمساوية خاصة مع دقة التصويب الإسرائيلي على هذه المواقع والأهم معرفة الطيران الحربي لقوات الاحتلال وبدقة لأهم وابرز احداثيات الضربات للمواقع الحمساوية على الأرض، الأمر الذي يؤكد أن للإسرائيليين رادارا بشريا ينقل لهم تفاصيل هذه الإحداثيات وتفاصيلها.
وعن هذه النقطة تقول وكالة غزة الآن تحديدا وبالنص " أثار الاستهداف الصهيوني الشكوك لدى قيادة المقاومة بأنه مدروس ومخطط له بعناية، نظراً لحجم الاستهداف ومكانه وتوقيته الحساس بالنسبة للمقاومة، ما استدعاهم إلى عمل مسح أمني شامل لمنطقة الاستهداف، والبحث عن معلومات، وجمع الاشارات والدلائل التي قد توصلهم لخيوط أو معلومات تجيب على شكوكهم."
وأضافت الوكالة " بعد جهدٍ مضاعف من البحث والتحري تمكنت أجهزة أمن المقاومة من القبض على عميل له صلة مباشرة بالاستهداف الأخير على غزة."
ويقول التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له إلى أن المعلومات القادمة من قطاع غزة تشير إلى تجنيد المخابرات الإسرائيلية لهذا العميل في عام 2014 ، وكان الهدف الرئيسي من تجنيده هو البحث في المعلومات السرية الخاصة عن المقاومة الفلسطينية وأنشطتها وعناصرها ومنازلهم.
وتطرح هذه الفرضية الكثير من التساؤلات خاصة وأن عدد من الدوائر الأمنية الإسرائيلية ترى عدم استقرار قادة حماس في مكان واحد، وهو ما دفعها لتجنيد هذا العميل، ومن الممكن أن يكون معه بعض من العملاء الآخرين ممن تكون مهمتهم أيضا البحث في مواقع تواجد هؤلاء القادة الحمساويين ، وهو ما يشير بصورة أو بأخرى إلى رغبة المخابرات الإسرائيلية في رصد تواجد هؤلاء العملاء من أجل تصفيتهم أو تصفية وضرب المواقع الاستراتيجية العسكرية التي يتواجدون بها ، وهو ما يعني استمرار رصد إسرائيل لقيادات حماس ومتابعتها على الأرض ، الأمر الذي يزيد من المخاطر الاستراتيجية التي تواجه هذه القيادات خاصة وأن الحديث الان بات يدور عن وجود قاعدة من العملاء تمد إسرائيل بالمعلومات السرية والدقيقة لها.
عموما فإن التطورات الأخيرة في ملف العملاء تعني استمرار الحرب الاستراتيجية والاستخبارايتة بين تل أبيب وحماس ، وهي الحرب التي تتصاعد في الآونة الأخيرة خاصة مع تعقد مسيرة التفاوض بشأن صفقة الأسرى بين الطرفين ، الأمر الذي سيزيد بالتاكيد من حجم الاستنتاجات والتفاعلات الجيوسياسية بين الفريقين بالمستقبل.

تعليقات

المشاركات الشائعة