هل نحن على موعد مع الحرب؟!
المصدر الاهرام . ahram.org.eg . ملف خاص
مع تصاعد التوترات فى العديد من بؤر الصراع المشتعلة حول العالم فى 2017، تبدو احتمالات نشوب حروب إقليمية والمخاوف من حرب عالمية ثالثة واردة خلال العام المقبل 2018.
تأتى منطقة الشرق الأوسط كالعادة دوما، وبحكم الموقع، فى صدارة المناطق المرشحة لاندلاع حرب فى ظل غياب الأمن والاستقرار فى معظم دوله. ورغم إعلان انتهاء المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابى مع سقوط معقلى التنظيم الرئيسين فى سوريا والعراق بالموصل والرقة، فإن المخاوف لم تنته بعد من أن يواصل التنظيم هجماته، أو من ظهور تنظيمات أخرى محله. وتحت ذات العنوان «الحرب على داعش»، تبدو احتمالات نشوب المعارك بين تركيا وأكراد سوريا ممكنة، خاصة بعد استمرار أنقرة فى الدفع بتعزيزات عسكرية فى الشمال السورى بحجة منع عودة داعش، بينما يبقى الهدف المنشود هو إجهاض مشروع الأكراد فى دولة بمناطقهم. كذلك، فإنه ومع إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإنه من المحتمل قيام إسرائيل بشن حرب جديدة على غزة لصرف النظر عن تداعيات القرار، بينما تبقى احتمالات توجيه ضربة لميليشيا حزب الله اللبنانية واردة أيضا.
وفى آسيا، تتصدر شبه الجزيرة الكورية قائمة المناطق المرشحة لاحتمالات نشوب الحروب، فى ظل استمرار كوريا الشمالية فى تطوير برنامجها الصاروخى والنووي، بالشكل الذى تعدى تهديد أمن جيرانها فى كوريا الجنوبية واليابان، وصولا إلى تهديد أراضى الولايات المتحدة.كما تبدو التوترات فى بحر الصين الجنوبى مرشحة هى الأخرى للتصاعد، مع استمرار الخلاف حول السيادة على مناطق به بين الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي، إلى جانب دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة.
ويأتى الخلاف الحدودى بين الصين والهند كبؤرة صراع مرشحة للاشتعال أيضا فى أى وقت، فى ظل استمرار الحشود العسكرية على طول الحدود بين الجانبن، مع تكرار المناوشات على مدى العام الحالى.
وفى أوروبا، تبقى خطوط التماس ما بين حلف الأطلنطى «الناتو» وروسيا مرشحة دوما لاحتمال نشوب مواجهات، مع استمرار دفع الناتو بتعزيزات عسكرية إلى حدوده الشرقية ودول البلطيق، ذلك عقب توتر العلاقات بين الجانبين بعد إعلان موسكو ضم القرم فى 2014.
أما عن إفريقيا، فإنه من المتوقع استمرار الحروب الأهلية فى جمهورية الكونجو الديمقراطية وإثيوبيا ومالى والصومال، إلى جانب استمرار المخاوف من تهديدات الجماعات الإرهابية من أمثال بوكو حرام وحركة الشباب، فضلا عن تداعيات حروب المياه المحتملة.وتبقى الحرب الخفية عند مدخل البحر الأحمر كبؤرة مرشحة للتصعيد، مع استمرار التسابق على موطئ قدم بالمنطقة بين عدد من اللاعبين الإقليميين والدوليين، مستغلين انهيار اليمن، وفى المقدمة إيران وإسرائيل، فضلا عن عدم استتباب الأمور بشكل كامل فى منطقة القرن الإفريقى.كما يبقى من المتوقع أيضا أن تؤدى الانتخابات المرتقبة فى أفغانستان والعراق وليبيا وجنوب السودان وفنزويلا إلى تأجيج التوترات والعنف بدلا من إرساء الاستقرار.
تعليقات
إرسال تعليق