مندوبة أمريكا مُتَلَبِّسَة بالجهل!

المصدر الأهرام . أحمد عبد التواب .الأعمدة . ahram.org.eg 

كلمة عابرة

ربما يكون من الأكثر فائدة فى حالة نيكى هايلي، مندوبة أمريكا فى الأمم المتحدة، أن يُنَحَّى جانباً انتقاد أدائها بمثل أوصاف الغطرسة والتبجح، لأن الأخطر هو أن جهلها صار فضيحة مدوية فى العالم كله، حتى فى المعلومات الأساسية الخاصة بعملها، وقد اتسعت فضائح جهلها حتى عمَّت العالم. وكانت آخر إبداعاتها أنها وقعت فى فخ أحد برامج المقالب الروسية، حيث اتصل بها مذيع ادعى أنه شخصياً رئيس وزراء بولندا، وراح يسألها عن موضوعات مفبركة عن دولة اخترعها فى خياله ليس لها وجود على خريطة العالم، فإذا بها لا تكتشف الأخطاء بل وتدَّعى علمها بالدولة ومشاكلها وأحوال دول الجوار..إلخ.
نصُّ الحوار منشور على موقع «روسيا اليوم»، جاء فيه أن المذيع حدَّثها عما سمّاه دولة «بينومو»، وزعم أنها فى جنوب الصين وليست بعيدة عن فيتنام! ثم سألها: هل تعرفين بينومو؟ فقالت: «بالطبع، بالطبع»! فقال لها إنهم يريدون الاستقلال، فقالت: «هذا صحيح»! فقال لها إنه كان لديهم انتخابات وإننا نعترض لأن روسيا تدخلت هناك! فقالت: «نعم، بالطبع، بالتأكيد»!! وإمعاناً من المذيع فى توريطها أكثر، قال لها إن مشكلة بينومو تزيد من تفاقم الأوضاع فى بحر الصين الجنوبي، فقالت: نحن حذرون من هذا، ونحن نراقب الوضع عن كثب»..إلخ إلخ. وكما تري، فإن التلاميذ الصغار المجتهدين يعرفون أسماء الدول من حصة الجغرافيا، وأما من لديه منهم فضول معرفى فيعرف من متابعته للتليفزيون الدول التى قيل إن روسيا تدخلت فى انتخاباتها!!
يبنغى أن نقاوم غواية السخرية، لأن الأمر خطير! فمن الصعوبة أن يفترض عاقل أن يُمثِّل أمريكا مندوب فى هذا المنصب دون أن يكون قد مر بسلسلة طويلة من إجراءات الفرز والانتقاء! ومن المؤكد أن يكون جهلها مكشوفاً لدى من اتخذ قرار تعيينها! وتظل الأسئلة بلا إجابات: فإذا كانت المجاملات هبطت بأمريكا أيضاً إلى هذا الدرك، فأين الأجهزة الرسمية التى يمكنها أن تكتشف الخطأ، بفرض أنه خطأ، وأن تسرع فى الحسم والتصويب؟ ولكن السيدة هايلى لا تزال مطلقة السراح تمارس باسم أمريكا عروض الجهل المُخرِّبة لمصالح دول وشعوب أخرى!

تعليقات

المشاركات الشائعة