نيللى: أنا لسه بنت شقية.. وثروتى حب الناس

"نيللى" فنانة شديدة الاختلاف.. على مدار مشوارها الفنى الطويل، استطاعت أن تعبر إلى قلوب الملايين بأدائها الصادق وخفة ظلها، فهى ممثلة متوهجة وفنانة استعراضية ماهرة ويكفى أن نقول "نيللى" لنتذكر فوازير رمضان التى قدمتها على مدار سنوات طويلة ومن خلالها نشأت علاقة ود قوية بينها وبين الجمهور.
سنوات طويلة ابتعدت خلالها نيللى عن الشاشة، ولكن عندما تراها أو تتحدث معها تجدها ما زالت محتفظة برونقها وجمالها وروحها الشقية التى لم تستطع السنوات أن تأخذ منها شيئا، متسامحة مع الدنيا إلى حد بعيد يجعلها تستمتع بحياتها فى هدوء بعيداً عن أى خلافات وبالرغم من ذلك قررت الابتعاد عن الكاميرا حتى تحتفظ بالصورة التى رسمتها فى أذهان عشاقها، لأنها ترى فى حب الجمهور المكسب الحقيقى الذى استطاعت أن تحصل عليه فى حياتها ولا تشعر بأى ندم على سنوات عملها بالفن.
"نيللى" عاصرت العديد من الأزمنة التى توالت خلالها الشخصيات الرئاسية مثل "عبدالناصر والسادات ومبارك"وترى أن لكل فترة زمنية مزايا وعيوبًا، ولكن ترى أن الزمن الجميل من المستحيل تعويضه من جديد.
وفى حوراها تحدثت النجمة الكبيرة نيللى عن حياتها وابتعادها عن الفن لسنوات، وأسباب غياب الفوازير ورأيها فى الساحة الفنية خلال الوقت الحالى.

> نيللى.. رحلة طويلة مع الحياة حدثينا عنها؟

- دائماً ما كانت حياتى ملكًا للفن والجمهور، فكان كل ما يشغل بالى بعد عائلتى وأمانها هو كيفية إسعاد الناس وتقديم كل ما يسعدهم ويلبى رغباتهم، ولذلك أشعر برضا كبير عن حياتى، وحب الجمهور لى هو النجاح الحقيقى الذى حققته فى حياتى، لأن الإنسان بدون حب الناس لا يعنى شيئًا، فى الوقت الحالى أعيش بحرية تامة، أحاول دائماً الاستمتاع بدون زعل أو خلافات، صحيح أننى ابتعدت عن الكاميرا ولكن ما زلت أتواصل مع الناس وأكون سعيدة للغاية عندما ألتقى مع جمهورى ونأخذ صورًا تذكارية، وأتمنى أن تستمر هذه العلاقة الطيبة بينى وبين جمهورى لأنهم كما ذكرت رصيد حياتى بأكمله ومكسبى الحقيقى فى الدنيا.

> هل استطاعت السنوات أن تغير روح البنت الشقية الكامنة بداخلك؟

- أعتقد أن السبب الحقيقى فى نجاح أعمالى الفنية، أنى قمت بتقديمها للناس بتلقائية كبيرة، بمعنى أن شخصية البنت الشقية المرحة هى بالفعل شخصيتى الحقيقية إلى جانب الرومانسية، والإنسان الذى يريد الانتصار على الحياة هو من يفرض شخصيته عليها وليس العكس، فلابد أن نحتفظ بكل شىء جميل بداخلنا حتى نستطيع مواصلة حياتنا بشكل هادئ وجميل، ولذلك لم تستطع السنوات أن تبدل ملامح البنت الشقية بل العكس أنا دائماً أبدل ملامح حياتى وأجعلها كما أريد وهذا رضا من الله سبحانه وتعالى أتمنى أن أستمر فيه، صحيح أننى مررت بأيام صعبة كثيرة ومشاكل فى حياتى، ولكن دائماً إصرارى كان ينتصر فى النهاية وأتمنى أن تكون حياة الناس بأكملها حبًا وسعادة.

> ابتعدتِ عن الكاميرا لسنوات طويلة هل تشعرين بالاشتياق لها من جديد؟

- أعشق الكاميرا وطبيعى أن أشعر باشتياق دائم لها، ولكن رغبتى فى الحفاظ على صورتى داخل أذهان جمهورى تنتصر فى النهاية، خاصة أن ما يدور على الساحة الفنية لا يناسبنى ولا يناسب طبيعة أعمالى التى قدمتها للجمهور وعرفنى من خلالها، أعلم أنه لابد على الفنان الجيد أن يواكب التطورات ويستطيع التعايش مع الأجيال الجديدة، ولكن لابد على الفنان أيضاً أن يقرر فى وقت ما الابتعاد حتى يحافظ على تاريخه، وجمهوره، ولذلك لست نادمة على قرار الابتعاد عن الساحة، لأنه يحفظ علاقة الاحترام بينى وبين الجمهور.

> الفوازير أصبحت محفورة باسم "نيللى" كيف تقيمين غيابها فى الوقت الحالى؟

- "الفوازير" فن استعراضى مرتبط بعوامل كثيرة، أولها كيفية تناوله وطرحه على الجمهور وهذا لا يكون على الفنان فقط، ولكن على المخرج والمؤلف، فهى منظومة كاملة لها عوامل محددة لابد أن يتم العمل بها حتى تصل للجمهور فى شكلها ونطاقها الصحيح، فحالياً أرى أن هناك فنانات اجتهدوا كثيراً لتقديم "الفوازير" بشكل جيد وناجح ولكن لم يستطيعوا العبور للناس لأنها ليست رقص فقط، فلابد أن يكون المخرج على دراية بما يفعله وله خبرة فى هذا المجال، ولذلك دائماً أقول إن المخرج الكبير الراحل "فهمى عبدالحميد" شريك أساسى فى نجاحى داخل عالم "الفوازير"، ولكن هناك أسبابًا أخرى لغياب الفوازير فى الوقت الحالى وهو الاهتمام الكبير بالدراما التليفزيونية الذى يوجه الجميع أنظاره إليها، وأصبحت هى محل الاهتمام الأول فى "الشهر الكريم"، على عكس زمان كانت الفوازير مرتبطة كثيراً بالشهر الكريم، كل شىء يتغير وأتمنى أن أرى الفوازير من جديد.

> كيف تنظرين إلى ما يقدم على الساحة الفنية فى الوقت الحالى؟

- هناك أعمال جيدة تقدم على الساحة وهناك فنانون يحاولون دائماً تقديم أعمال كبيرة ويطورون من أدائهم وأعمالهم للجمهور، وبالفعل أرى تقدمًا كبيرًا على مستوى السيناريو والصورة والديكورات والأزياء، فهناك ثورة حديثة كبيرة فى عالم الدراما التليفزيونية والسينما، ولكن هناك أيضاً أعمالاً على مستوى سيئ من المستحيل أن تشاهدها الأسرة وأتمنى أن يراجع صناعها أنفسهم، لأنهم قادرون على تقديم أعمال جيدة تطور من أدائهم وتزيد من حب الجمهور لهم، وأناشدهم الاتجاه للأعمال الجادة، لأن الفنان لا يختلف عن المعلم فى تربية الأجيال.

> من وجهة نظرك ما أوجه الاختلاف بين الماضى والزمن الحالى؟

- كل شىء تغير، زمان كان الفن لغة أساسية فى المجتمع، وكان يسهم فى حل الأزمات التى يمر بها البلد، ولكن حالياً لا أرى دور الفن كما كان فى السابق، وهذا هو أهم ما تغير على الجانب الفنى فى وقتنا هذا، وأتمنى أن يتم تفعيل دور الفن من جديد لأن مصر فى حاجة إلى أن يلتف الجميع حولها فى الوقت الحالى، وأرى كثيراً من الفنانين على استعداد للقيام بذلك، بالإضافة إلى أن الفن كان يوجه إلى الجميع، ولكن فى الوقت الحالى أرى أعمالاً كثيرة تستهدف شريحة واحدة فقط من الجمهور، وكما أقول دائماً كل شىء تغير وهناك اختلافات كثيرة بين الزمن الماضى والحالى.

> عاصرتِ معظم الفترات الرئاسية التى مرت على مصر، حدثينا عن الاختلاف بين هذه الفترات؟

- لا شك أن أسوأ فترة مرت علينا هى فترة حكم الجماعة الإرهابية، فكان المستقبل مظلمًا ولا نعلم أى شىء عن بلدنا، ولكن لكل فترة أيضاً مميزاتها وعيوبها، فالرئيس عبدالناصر كان أبًا لكل مصرى ولذلك كان الجميع يحبه ويحترمه ولكن أسوأ ما فى هذه الفترة هى الحروب الكثيرة التى دخلت بها مصر، أما عن فترة الرئيس السادات استطاعت مصر أن تحقق سيادتها وقوتها بشكل كبير، ولكن كانت هناك بعض القرارات لم يتقبلها المواطن، وكذلك فترة مبارك عشنا خلالها فى سلام ولكن كان هناك فساد فاق طاقة الناس، وحالياً أرى أن الرئيس السيسى يحاول أن يكون الأب والرئيس القوى الذى سيعود بشخصية مصر من جديد، ولكن ما زال أمامنا مشوار طويل علينا أن نساعد جميعاً فى استكماله، لأن مصر ليست بلد مسئول بعينه ولكنها بلدنا جميعاً علينا أن نشارك فى بنائها واستقرارها وأمنها.

> فى نهاية الحديث ماذا تقولين لكل عشاقك وجمهورك؟

- أريد أن أقول لهم استمتعوا بحياتكم وأنتم من ستجعلون حياتكم سعيدة بأيديكم، نحتاج جميعاً إلى أن نضع مصلحة بلدنا نصب أعيننا ونجعلها فى المقام الأول وأتمنى أن تدوم بيننا علاقة المحبة والاحترام.


المصدر : الوفد

تعليقات

المشاركات الشائعة