البولونيوم سم إشعاعي سهل النقل .. والدول النووية أول المشتبهين
مع توالي المعلومات في الأيام الأخيرة عن أول تقرير علمي يحلل عينات لرفات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لمعرفة سبب وفاته, وإعلان الفريق البحثي بجامعة لوزان بسويسرا عن وجود نسب مرتفعة من مادة بولونيوم210 المشعة بعظم الزعيم الفلسطيني بمعدلات تقدر بنحو18 مرة أكثر من المعدلات الطبيعية, مما يرجح أن تكون تلك المادة الإشعاعية هي السبب في الاضطرابات الصحية التي لحقت به في الشهر الأخير من حياته وقبل وفاته يوم11 نوفمبر2004 عن عمر يناهز75 عاما.
ورغم أن الفريق السويسري قد أعلن نتائجه قبل الفريقين الروسي والفرنسي واللذين يعملان بالتوازي وبشكل مستقل طوال عام كامل علي تحليل عينات الرفات وغير معلوم إلي يومنا هذا عن تاريخ إفصاحهما لما توصلا إليه, إلا أن نتائج التقرير السويسري فتحت الحوار من جديد حول مخاطر مادة بولونيوم210 والتي لم يكن يتداول عنها الكثير من المعلومات قبل10 سنوات وتحديدا قبل حادث اغتيال الصحفي والجاسوس الروسي الكسندر ليتفينكو عام2006 والذي توفي في بريطانيا بعد أيام قليلة من تناوله طعاما أو شرابا به ذرة ملح من بولونيوم210 حيث اشتبه في تلك السنوات تورط الحكومة الروسية في القيام بتلك العملية.
وطبقا للتقارير التي صدرت بعد عام2006 من قبل منظمة الصحة العالمية ولجنة الرقابة النووية بالولايات المتحدة للتعريف بالمادة, فهي موجودة في الطبيعة بنسب ضئيلة جدا مع اليورانيوم, وهي تعد إحدي النتائج الثانوية لاصطدام النيوترونات في مفاعلات الأسلحة النووية. وبالتالي لايمكن إنتاج تلك المادة إلا في حالة وجود مفاعل نووي مثل ما هو موجود بروسيا أو الولايات المتحدة أو إسرائيل. وكما يشير تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإنه سنويا يتم إنتاج100 جرام فقط علي مستوي العالم من تلك المادة والتي لها استخدامات محدودة ومقننة مثل تصنيع مولدات الكهرباء الحرارية بمحطات الأقمار الصناعية وفي بعض أجهزة تصنيع البلاستيك والألياف الصناعية كما تستخدم بكميات دقيقة للغاية في تنظيف عدسات الكاميرات من الأتربة. إضافة لذلك فإن النشاط الإشعاعي للمادة مرتفع جدا ويعادل5 آلاف مرة إشعاع مادة اليورانيوم.235 كما أن البولونيوم من المواد الإشعاعية غير المستقرة, حيث إن نصف العمر الإشعاعي للمادة هو138 يوما وتتحول بعد ذلك إلي مادة رصاص206 المشع. وبمطابقة تلك المعلومة بحادثي الجاسوس الروسي والرئيس عرفات فقد كان من السهل إثبات تعرض الجاسوس الروسي بالتسمم بالبولونيوم نظرا لإجراء التحاليل علي عينات الدم بعد وفاته, مباشرة. في حين أن التحاليل تجري حاليا علي رفات عرفات بعد مرور8 سنوات علي وفاته وبالتالي فإن ما قد يتم اكتشافه من البولونيوم سيكون نسبة بالغة الدقة حيث سيتم الاعتماد بشكل أكبر علي رصد نسب الرصاص المشع الناتج عن تحور البولونيوم خلال تلك السنوات.
وعن المخاطر الصحية لتلك المادة فقبل عام2006 لم يكن بولونيوم210 مدرجا ضمن قوائم المواد السامة والخطرة علي صحة الإنسان نظرا لندرة وجوده أو تداوله مثل باقي السموم المتعارف عليها. وبشكل عام فإن مادة البولونيوم210 بلا مذاق أو رائحة, وعلي الرغم من نشاطها الإشعاعي وإنتاجها لأشعة ألفا إلا أنها لا تمثل أي خطورة صحية علي حامل أو ناقل تلك المادة لضعف نفاذية أشعة ألفا للملابس أو حتي الورق. كما من الممكن ألا ترصد أجهزة الكشف الإشعاعي تلك المادة مما قد يسهل تهريبها عبر الحدود.
وطبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية للتخلص الآمن من البولونيوم فإن غسل اليدين بالماء وكذلك الثمار والمأكولات يسهم في الوقاية من مخاطر تلك المادة, حيث تكمن المشكلة الكبري بمجرد استنشاق أو بلع أو حقن جسم الإنسان بتلك المادة المشعة. فذرة ملح من بولونيوم210 كفيلة بأن تؤدي إلي تدمير متتال لأعضاء الجسم والجهاز المناعي وتعطي أعراضا لا يمكن الوصول الي سببها المرضي بالفحوص الإكلينيكية العادية. ويقول د.عبد العزيز أبو الفتوح غانم رئيس وحدتي السموم بطب المنصورة: تعادل سمية البولونيوم250 ألف مرة سمية غاز السيانيد. ويكفي50 الي80 نانوجرام لقتل إنسان وجرام واحد من المادة لتسمم20 مليون شخص. والبولونيوم يهاجم الكبد والطحال والمعدة ونخاع العظام الذي ينتج خلايا الدم البيضاء الفاعلة في الجهاز المناعي. من ناحية أخري, كان للباحثة والصحفية الأمريكية دبورا بلم والحاصلة عن جائزة بوليتزر لكتابها عن السموم الكيميائية سلسلة من التقارير العلمية علي مدار العام- أحدثها نشر يوم الخميس الماضي- في محاولة لتفسير ما حدث للرئيس عرفات من واقع البيانات والمعلومات المعلنة ومقارنتها بحادث الجاسوس الروسي, حيث أكدت أن البولونيوم بات منذ سنوات من السموم التي تستعين بها أجهزة المخابرات للتخلص الآمن من بعض الشخصيات العامة, كما أن ارتباط إنتاج البولونيوم بالدول النووية يقلل من فرص تداول المادة المشعة ويزيد من احتمالات الاشتباه ببعض الدول. وفي ذات الوقت فإنه من الأجدي التروي في فرض شبهة اغتيال عرفات. فإذا افترضنا تسممه بالبولونيوم المشع فمن الأجدي أن يصاب بالأعراض الإشعاعية مثل الجاسوس الروسي من سقوط للشعر وانخفاض حاد بكرات الدم البيضاء والجهاز المناعي وهو ما لم يحدث مما يرجح إصابته بعدوي بكتيرية أو فيروسية وليس بتسمم إشعاعي. علي الجانب الآخر, فإن تصريحات الفريق البحثي السويسري لم تكن بالشكل القاطع وإن كانوا أكدوا وجود البولونيوم بدرجة ملحوظة ولعل السبب في ذلك هو مرور أكثر من8 سنوات علي وقوع الحادث, لذلك فإن تقارير المعامل البحثية الفرنسية والروسية ستسهم في كشف المزيد من المعلومات وإنهاء الجدل في تحديد هوية الجاني.
وطبقا للتقارير التي صدرت بعد عام2006 من قبل منظمة الصحة العالمية ولجنة الرقابة النووية بالولايات المتحدة للتعريف بالمادة, فهي موجودة في الطبيعة بنسب ضئيلة جدا مع اليورانيوم, وهي تعد إحدي النتائج الثانوية لاصطدام النيوترونات في مفاعلات الأسلحة النووية. وبالتالي لايمكن إنتاج تلك المادة إلا في حالة وجود مفاعل نووي مثل ما هو موجود بروسيا أو الولايات المتحدة أو إسرائيل. وكما يشير تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإنه سنويا يتم إنتاج100 جرام فقط علي مستوي العالم من تلك المادة والتي لها استخدامات محدودة ومقننة مثل تصنيع مولدات الكهرباء الحرارية بمحطات الأقمار الصناعية وفي بعض أجهزة تصنيع البلاستيك والألياف الصناعية كما تستخدم بكميات دقيقة للغاية في تنظيف عدسات الكاميرات من الأتربة. إضافة لذلك فإن النشاط الإشعاعي للمادة مرتفع جدا ويعادل5 آلاف مرة إشعاع مادة اليورانيوم.235 كما أن البولونيوم من المواد الإشعاعية غير المستقرة, حيث إن نصف العمر الإشعاعي للمادة هو138 يوما وتتحول بعد ذلك إلي مادة رصاص206 المشع. وبمطابقة تلك المعلومة بحادثي الجاسوس الروسي والرئيس عرفات فقد كان من السهل إثبات تعرض الجاسوس الروسي بالتسمم بالبولونيوم نظرا لإجراء التحاليل علي عينات الدم بعد وفاته, مباشرة. في حين أن التحاليل تجري حاليا علي رفات عرفات بعد مرور8 سنوات علي وفاته وبالتالي فإن ما قد يتم اكتشافه من البولونيوم سيكون نسبة بالغة الدقة حيث سيتم الاعتماد بشكل أكبر علي رصد نسب الرصاص المشع الناتج عن تحور البولونيوم خلال تلك السنوات.
وعن المخاطر الصحية لتلك المادة فقبل عام2006 لم يكن بولونيوم210 مدرجا ضمن قوائم المواد السامة والخطرة علي صحة الإنسان نظرا لندرة وجوده أو تداوله مثل باقي السموم المتعارف عليها. وبشكل عام فإن مادة البولونيوم210 بلا مذاق أو رائحة, وعلي الرغم من نشاطها الإشعاعي وإنتاجها لأشعة ألفا إلا أنها لا تمثل أي خطورة صحية علي حامل أو ناقل تلك المادة لضعف نفاذية أشعة ألفا للملابس أو حتي الورق. كما من الممكن ألا ترصد أجهزة الكشف الإشعاعي تلك المادة مما قد يسهل تهريبها عبر الحدود.
وطبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية للتخلص الآمن من البولونيوم فإن غسل اليدين بالماء وكذلك الثمار والمأكولات يسهم في الوقاية من مخاطر تلك المادة, حيث تكمن المشكلة الكبري بمجرد استنشاق أو بلع أو حقن جسم الإنسان بتلك المادة المشعة. فذرة ملح من بولونيوم210 كفيلة بأن تؤدي إلي تدمير متتال لأعضاء الجسم والجهاز المناعي وتعطي أعراضا لا يمكن الوصول الي سببها المرضي بالفحوص الإكلينيكية العادية. ويقول د.عبد العزيز أبو الفتوح غانم رئيس وحدتي السموم بطب المنصورة: تعادل سمية البولونيوم250 ألف مرة سمية غاز السيانيد. ويكفي50 الي80 نانوجرام لقتل إنسان وجرام واحد من المادة لتسمم20 مليون شخص. والبولونيوم يهاجم الكبد والطحال والمعدة ونخاع العظام الذي ينتج خلايا الدم البيضاء الفاعلة في الجهاز المناعي. من ناحية أخري, كان للباحثة والصحفية الأمريكية دبورا بلم والحاصلة عن جائزة بوليتزر لكتابها عن السموم الكيميائية سلسلة من التقارير العلمية علي مدار العام- أحدثها نشر يوم الخميس الماضي- في محاولة لتفسير ما حدث للرئيس عرفات من واقع البيانات والمعلومات المعلنة ومقارنتها بحادث الجاسوس الروسي, حيث أكدت أن البولونيوم بات منذ سنوات من السموم التي تستعين بها أجهزة المخابرات للتخلص الآمن من بعض الشخصيات العامة, كما أن ارتباط إنتاج البولونيوم بالدول النووية يقلل من فرص تداول المادة المشعة ويزيد من احتمالات الاشتباه ببعض الدول. وفي ذات الوقت فإنه من الأجدي التروي في فرض شبهة اغتيال عرفات. فإذا افترضنا تسممه بالبولونيوم المشع فمن الأجدي أن يصاب بالأعراض الإشعاعية مثل الجاسوس الروسي من سقوط للشعر وانخفاض حاد بكرات الدم البيضاء والجهاز المناعي وهو ما لم يحدث مما يرجح إصابته بعدوي بكتيرية أو فيروسية وليس بتسمم إشعاعي. علي الجانب الآخر, فإن تصريحات الفريق البحثي السويسري لم تكن بالشكل القاطع وإن كانوا أكدوا وجود البولونيوم بدرجة ملحوظة ولعل السبب في ذلك هو مرور أكثر من8 سنوات علي وقوع الحادث, لذلك فإن تقارير المعامل البحثية الفرنسية والروسية ستسهم في كشف المزيد من المعلومات وإنهاء الجدل في تحديد هوية الجاني.
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق