«لايصين كومبليتلى».. ياسيادة المشير

محمد الدسوقى رشدى

(1) الفيلم الكوميدى الذى نعيشه الآن وتنفق مصر سنوات عمرها ودماء شبابها على إنتاجه، نهايته فى شباك التذاكر تبدو من بعيد خالية من المكاسب.
استدعاء «السبكى» لإنتاج الفيلم أصبح ضروريا توفيرا للنفقات ومن قبل ذلك لأن جميع المعطيات الظاهرة فى سيناريو الفيلم الحالى لا يستطيع السيطرة على عبثها وعدم منطقيتها سوى منتج فى حجم «السبكى» يتحول فى أفلامه كل ما هو غير منطقى إلى واقع يحصد الملايين فى شباك التذاكر.
الخلطة «السبكية» للأفلام الكوميدية اكتملت، راقصة تهز وسطها على نغمات سياسية تغنى للمتحدث العسكرى وتشتم حمدين، وسماسرة يتقافزون عبر منصات المرشحين للانتخابات الرئاسية، وقصص وهمية عن حوادث اغتيالات، وعقد درامية يحلها مؤتمر انتخابى سريع متقطع الأنوار يعلن من خلاله «عنان» المرشح العقدة انسحابه فجأة دون مقدمات، ومرشح رئاسى سابق «شفيق» فضحته التسريبات وهو يهاجم بطل الفيلم «السيسى» ويسخر من أدائه وأداء المجلس العسكرى، ورجل تويتر الأول «البرادعى» يلقى أعظم إفيهات الثورة المصرية، قائلا لأخوه فى التليفون: «دول لايصين كومبليتلى».
وهل يحتاج السبكى فى أفلامه الهزلية أكثر من هذه الخلطة (رقاصة وعجوز متصابٍ مشتاق لإغواء السلطة والنفوذ، ورجل بتركيبة البرادعى الشكلية والدولية والعلمية يلقى إفيهات، وتحولات غير منطقية فى أفكار الأبطال ووعودهم، ومخرج قادر على تغيير مسار الفيلم فى أى لحظة دون تقديم أى أسباب منطقية أو درامية أو حتى كوميدية لجمهور المشاهدين)؟
(2) فجأة، وعلى طريقة تحولات أفلام السبكى، استيقظت مصر على أنصار الفريق شفيق وهم يتهمون الرجل بأنه يلعب لصالح الإخوان، واسيقظ شفيق نفسه على صدمة تحول الإخوان من الهجوم عليه ووصفه برجل البلوفر الفاشل الذى لا يعرف شيئا إلى الاستشهاد بأقواله وتنظيراته فى مسألة ترشح السيسى وكأنها حقائق ثابتة أو تحليلات غاية فى الأهمية، واستيقظ النشطاء الذين يظن الواحد منهم أن باسم يوسف هو الأعلى سقفا فى التعرض للمشير السيسى على الفريق أحمد شفيق وهو يتحدى باسم ويصل بسقف توجيه الانتقادات للسيسى إلى ما بعد الخطوط الحمراء.
بينما المواطن المصرى استيقظ ليسأل نفسه: من جاء بالقلعة جنب البحر؟
(3) القلعة جاءت بجوار البحر يا سيدى، لأن الفريق أحمد شفيق هاجم فى تسريبات ظهرت قبل 24 ساعة من الآن المشير السيسى وترشحه لرئاسة الجمهورية قائلاً:
- «السيسى وقف وقال فى مؤتمر أنا مش هرشح نفسى، غير لو الشعب رشحنى والجيش، دا كلام صادم، وبعدين فى حاجة اسمها الجيش يرشحنى، دا جهل غريب بالأمر».
- الدولة ستعمل لحساب السيسى فى الانتخابات الرئاسية، والعملية الانتخابية «ملعوب» فيها.. «ملعوب» فيها.
- «حيوضبوا للسيسى فى الانتخابات الرئاسية كل الصناديق، حيوضبوله الدنيا، يعنى عملية حتبقى (ستكون) هزلية».
- «مصطفى بكرى قال حنشيل السيسى ونحطه على الكرسى.. قالك كده حيغلب حيغلب وأدى احنا ناخد نستفيد حاجة جمبه، مسخرة.. الأيام الجاية فيها لسها كتير.. وادى اللى بيديروا مصر».
(4) لا تطلب من أحدهم أن «يقرصك» فى يدك أو حتى ركبتك؟
أنت لا تحلم، الكلام السابق قاله أحمد شفيق واعترف به، لا تنزعج من تشابه آراء شفيق الذى كنت تصفه قبل ساعات من الآن بالرجل الوطنى وابن المؤسسة العسكرية البار والقادر على إدارة مصر فى حالة تراجع السيسى عن خوض الانتخابات الرئاسية مع آراء النشطاء وبعض الشباب الذين تصفهم بالخونة والعملاء وكارهى الجيش، ولا تنزعج من الانسحاب المفاجئ لسامى عنان من السباق الرئاسى، بعد أيام فقط من إعلان الرجل عن تفجير مفاجآت ضخمة، ولا تسقط ضحية صدمتك فى البرادعى الذى كنت تظنه وقورًا محترمًا متواضعًا فكشف لك التسريب الأخير أنه ينتمى لفئة نساء المصاطب يسب ويشتم رفاق طريقه السياسى ويصفهم بالزبالين والحمير، ويقول بأن وقته أثمن من أن يضيع فى نقاشات تخص مستقبل مصر.. لأن البرادعى ودون أن يدرى أهدى للسبكى عنوان الفيلم الكوميدى الذى نعيشه حينما قال «لايصين كومبليتلى».




المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة