الرغيف الذكى .. فى الميزان

(عض قلبي ولا تعض رغيفى).. مقولة تعكس مدى تأثير الظروف الاقتصادية على الناس لدرجة تدفعهم لتفضيل التضحية بقلوبهم على المساس بأقواتهم !
منظومة جديدة للخبز جربتها وزارة التموين منذ شهور بمحافظة بورسعيد تلتها الإسماعيلية ثم القاهرة, وهاهى منذ أيام قلائل تنفذها بمحافظة الجيزة على مراحل ..وسط ترحيب وترقب ..وإيجابيات وسلبيات بدأت تتجلى .. نعرضها فى السطور التالية.بحسب تصريحات خالد حنفى وزير التموين فإن المنظومة الجديدة للخبز الجارى تطبيقها تتضمن قيام المواطنين بشراء الخبز مباشرة من المخبز عن طريق بطاقات التموين الذكية، إضافة إلى البطاقات الذكية المخصصة لشراء الخبز للمواطنين الذين ليس لديهم بطاقات تموين ذكية، وأنه سيتم استخراج بطاقة ذكية مخصصة لشراء الخبز لأي مواطن ليس لديه بطاقة تموينية دون شروط .. إلى هنا والكلام جميل .. إلا أن المنظومة تتضمن أيضا (تخفيض) وزن رغيف الخبز نحو 30 جراماً عن وزنه السابق في المنظومة القديمة.«تحقيقات الأهرام» رصدت الصورة لدى المواطنين وأصحاب المخابز ومكاتب التموين .
في البداية يؤكد صبرى سعيد عبد المقصود مدير عام التجارة الداخلية بتموين القاهرة عدم وجود أى مشكلات فى المنظومة الجديدة للخبز، فمن ليس لديهم بطاقة تموينية يتم إعطاؤهم (كارت خبز) بصفة مؤقتة من مكتب التموين لحين استخراجهم بطاقة تموينية، أما من لا يستحقون بطاقة تموينية كالذين يدون فى بطاقاتهم الشخصية أنهم(صاحب عمل) ومن فى حكمهم فيتم إعطاؤهم كارتا دائما من مكتب التموين التابعين له للحصول على الخبز، وبالنسبة للوافدين أو المغتربين والعمالة المؤقتة فهؤلاء عليهم التمسك بحقهم فى الحصول على الخبز المدعم بسعر الـ 5 قروش وذلك من مخزون(الكارت الذهبى) الذى نعطيه لصاحب المخبز مشتملا على نحو 5 آلاف أو 3 آلاف أو 1500 رغيف للتعامل مع مثل هذه الحالات.
وبخصوص شكوى أصحاب المخابز من أن المنظومة ظالمة وغير مربحة لهم، أوضح صبرى أن المقرر هو إنتاج 1200 رغيف من الجوال وهو ما يمكن صاحب المخبز من تحصيل قيمة طن الدقيق وهو 3100 جنيه، أما ربح صاحب المخبز فيكون من فارق التكلفة الذى نحاسبه عليه، منوها بأن صاحب المخبز ملزم باستخدام دقيق(82%) المنتج من المطاحن الحكومية وليس أى نوع دقيق آخر.
وفيما يتعلق بشكوى بعض المواطنين من وجود تخفيض فى وزن الرغيف أكد صبرى بالفعل يوجد تخفيض (رسمى) فى وزن الرغيف من 130 جراما فى المنظومة الجديدة إلى نحو 100 جرام فى المنظومة الحالية إلا أن هذا التخفيض يتم تعويضه بتحسين حالة الرغيف.
سعداء.. ولكن
إبراهيم الغزاوى محاسب بهيئة قناة السويس - أعرب عن رضائه عن المنظومة الجديدة للخبز فى بورسعيد خصوصا موضوع (النقاط) ، والمقصود به أن الأسرة التى تقوم بترشيد استهلاكها من الخبز ستأخذ قيمة ما توفره من الخبزسلعا تموينية من البقال التمويني، وهو ما يلقى رواجا بين أهالى بور سعيد إلا أن اقتصار صرف السلع على 5 أيام فقط فى أول الشهر يسبب تكدسا عند البقالين ينبغى تداركه بإطالة فترة الصرف.
وينبه الغزاوى إلى نقطة بالغة الأهمية فيقول: رغم سعادتنا بالمنظومة الجديدة ونظام النقاط إلا أنه وإحقاقا للحق- لا يصح اتخاذنا مقياسا لت-
خطوط ساخنة
وإذا كانت وزارة التموين قد وضعت الخط الساخن 19468 و19805 لتلقى شكاوى ومقترحات واستفسارات المواطنين بخصوص المنظومة الجديدة فقد قررنا خوض التجربة .. طلبنا الخط الساخن فردت علينا الأستاذة هاجر .. كل المعلومات التى كانت متوافرة لديها هى أن نصيب الفرد 5 أرغفة وأنه لا معلومات متوافرة عن حجم التخفيض فى وزن الرغيف الجديد، وأن من ليس لديه بطاقة تموينية عليه التوجه للمكتب التموينى الواقع فيه محل سكنه .. سألناها: ما الإجراءات والأوراق المطلوبة هناك حتى لا يضطر المواطن للذهاب أكثر من مرة ؟ .. أجابت: لا معلومات لدينا .. حضرتك اسأل فى المكتب!
من جهته نفى اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك علمه بتصريحات وزير التموين المتعلقة بتخفيض وزن الرغيف، مؤكدا أن الباب مفتوح لشكوى وزارة التموين لجهاز حماية المستهلك حال مخالفتها أو حال وجود أى ضرر من هذه المنظومة يقع على كاهل المواطنين حيث يمكن للمتضرر مخاطبة الجهاز على الخط الساخن 19588 .
خسرانة!
توجهنا الي احد اصحاب المخابز قال : «زى ما حضرتك شفت كده .. طول النهار مناهدة.. إحنا مالناش ذنب ، تعليمات التموين لينا إن اللى معاه بطاقة ياخد الرغيف بـ 5 قروش واللى ممعاهوش ياخد الرغيف بـ 35 قرش .. والحكومة هتحاسبنا بالأسعار دى وأنا بادفع». مقدم ولسه هروح للبنك يحاسبنى».
واعرب عن عدم رضائه عن هذه المنظومة بقوله : «مش مجازية معانا على حد تعبيره ، فالحكومة تعطينى شيكارة الدقيق وزن 50 كجم بـ 155 جنيها فإذا أضفنا تكلفة إيجار المكان والردة والخميرة والمياه والكهرباء وقيمة يوميات العمال التى تقارب الـ 650 جنيها يوميا .. فماذا يتبقى لنا من ربح؟
ويؤكد أنه بالفعل تم تخفيض وزن الرغيف رسميا إلى 90 جراما فى المنظومة الجديدة بدلا من 130 جراما فى المنظومة القديمة.
ويشير صاحب المخبز إلى أزمة توزيع الخبز على المواطنين الوافدين فى المنظومة الجديدة، والتى يلمسها بشدة بحكم قرب مخبزه من موقف عبود للأقاليم، حيث يأتيه كثيرون يطلبون الخبز وليس معهم بطاقة تموين ولا بطاقة خبز مما يضطره إلى إعطائهم الرغيف بـ 35 قرشا ، مؤكدا أن الوافدين إلى القاهرة من المحافظات سواء للعمل أو الإقامة يعانون أيضا هذه الأزمة مما يتطلب وضع حل لها تخفيفا على المواطنين.
ويلفت إلى بعض سلبيات المنظومة الجديدة ومنها أن الانقطاع اليومى للكهرباء يؤدى إلى تلف (عجين) نحو شيكارة كاملة أو أكثر، كما أن التعامل مع ماكينة إدخال البطاقات وأعطالها التى قد تمتد لساعات يعوق بالفعل عملية البيع وسرعته وهو ما يمثل تكلفة زائدة ،مطالبا بوضع نحو 200 جنيه يوميا تحت بند (هالك) لتعويض هذه الخسائر.
التفاف حكومى!
محمود العسقلانى رئيس جمعية (مواطنون ضد الغلاء) يعرب عن تأييده مبدئيا للمنظومة الجديدة للخبز من حيث حصول المواطن على خبزه بكرامة، إلا أنه يرفض ما سماه (التفافا) من الحكومة على سعر رغيف الخبز بتخفيض وزنه لترتكب بنفسها ما كانت تعاقب عليه صاحب المخبز سابقا بالغرامة والغلق وسحب الترخيص!.




المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة