"السبسى و الجزيرة" خبطتان على رأس الإخوان

تشابهت طريقة ابعاد الرئيسين السابقين محمد حسنى مبارك ومحمد مرسى اللذان تركا الحكم بثورة شعبية ضدهما ، ومثلتا تونس والجزيرة وجه آخر للتشابه بين الاطاحة بنظام حكم "مبارك" والقضاء على حكم الاخوان وما تبقى من مناصريهم .
تونس والجزيرة .. كلمتا السر
تونس والجزيرة، كانتا كلمتي السر فى نجاح الثورة المصرية فى يناير 2011، فتونس كانت الملهم للشعب المصرى فى ثورة يناير وكلمة السر فى القضاء على نظام الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، وقناة الجزيرة كانت الناطق الأول باسم الثوار وقت أن تخلي عنهم التلفزيون الحكومى فى ذلك الوقت، وتشاء الأقدار أن يجتمع حدثان فى يوم واحد يتعلقان بتونس والجزيرة قد يكونا كلمة السر فى القضاء على نظام الإخوان الذى خلف نظام مبارك بعد أن أعلنت اليوم نتيجة الانتخابات التونسية بفوز ممثل حركة نداء التونسى الباجي قايد السبسي  الذى صرح بأنه لن يتعاون مع أعضاء جماعة الإخوان حال فوزه بالرئاسة ليفقدوا آخر أمل لهم فى وجودهم فى المشهد السياسى العربى بفوز قايد السبسي، والمصادفة الأغرب أن يحمل اليوم نفسه خبرا آخر حزينا بإغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر" المدافعة عن نظام الإخوان فى الوطن العربى.
الإخوان : " تونس مش مصر"
إذا كانت العبارة الأشهر لنظام مبارك قبيل اندلاع الثورة المصرية فى 25 يناير وعقب الثورة التونسية المجيدة "تونس مش مصر" فى إشارة منهم لاستحالة تكرار السيناريو التونسى فى مصر فإن الإخوان استخدموا العبارة نفسها بطريقة أخرى "تونس مش مصر"
وإذا كان التونيسيون قد ألهموا المصريين بثورتهم فى إسقاط النظام القديم، فإن المصريين ردوا الجميل  وألهموهم فى ثورة 30 يونيو بإسقاط نظام جماعة الإخوان الذين سقطوا سقوطا مدويا فى مصر، لكن جماعة الإخوان كررت ما فعله نظام مبارك لكن بطريقة جديدة "تونس مش مصر" فى إشارة إلى أن حزب النهضة فى تونس لن يكرر أخطاء حزب الحرية والعدالة فى مصر
ورغم أن حزب النهضة أجرى عدة مناورات لتجنب مصير حزب الحرية والعدالة فى مصر وليحفظ للجماعة كارتا يناورون به، ومنع انفراط عقد الإخوان من الانفراط بعد عزل مرسى والأزمات التى تواجهها الجماعة فى ليبيا لتصبح تونس الكارت الوحيد فى يد الجماعة، وبالفعل اتخذت الجماعة استراتيجيات جديدة بعدم المشاركة فى الانتخابات التونيسية ودعم مرشح لا ينتمى للإخوان، لكن كل حيل الإخوان فشلت فى الحفاظ على أى سلطة حصلوا عليها بعد ثورات الربيع العربى بفوز الباجى قايد السبسى بالانتخابات الرئاسية رغم دعم الإخوان للمرشح المنافس منصف المرزوقى
إغلاق الجزيرة .. خبطتين فى الراس توجع
لم تتوقف الضربات الموجهة لجماعة الإخوان على فقد السلطة فى دولة تلو الأخرى، وحمل اليوم الإثنين ضربة أخرى على رأس جماعة الإخوان بإعلان قطر إغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر" بعد نجاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز فى   فى عقد مصالحة بين مصر وقطر لتفقد الجماعة الذراع الإعلامى الذى يدافع عنها فى جميع أنحاء الوطن العربى ويذيع اجتماعاتهم فى تركيا وغيرها ويبرز تظاهراتهم المحدودة فى شوارع القاهرة ليصنع منها حدث يبقى جماعة الإخوان على قيد الحياة فى إشارة لاعتراف قطر بالأمر الواقع والاستسلام لحقيقة سقوط الإخوان بعد الانهيار فى مصر وفى ليبيا وأخيرًا فى تونس وتنضم لحلفاء الإخوان الذين نفضوا أيديهم عنها ليتركوها تعانى وحدها وتدفع ثمن العند والمكابرة .
تركيا تراجع مواقفها .."المصائب لا تأتى فرادى"
إذا كانت الجماعة تلقت صدمتين قويتين فى يوم واحد فإن الأمر لم يتوقف على ذلك، ولم يكتف اليوم بهاتين الصدمتين وحمل ثالثة لجماعة الإخوان
وإذا كانت تركيا هى الدولة الوحيدة المستمرة فى الدفاع عن الإخوان والتى تجاهر بمناصرتها بسبب وجود رئيس حزب "العدالة والتنمية" المنبثق عن جماعة الإخوان فى مصر على قمة الحكم فى تركيا فإن اليوم أيضا حمل تصريحات جديدة "بولنت أرنج" يطالب فيها بتحسن العلاقات مع مصر والاعتراف بالرئيس عبد الفتاح السيسى والكف عن وصف ما حدث فى مصر بالانقلاب العسكرى ليوجه ضربة قاسمة لجماعة الإخوان بعد أن تخلى الجميع عنها.






المصدر الوفد

تعليقات

المشاركات الشائعة