"الأبنودي" حالة فريدة في تاريخ الشعر الغنائي

برحيل «الخال» عبدالرحمن الأبنودي فقدت مصر والعالم العربي شاعرا عملاقا كان يمثل حالة فريدة في تاريخ الشعر والغناء.
ظهرت موهبة الشاعر الراحل منذ أكثر من نصف قرن حيث كانت ساحة الشعر الغنائي العامي مليئة بالعمالقة مرسي جميل عزيز وحسين السيد ومأمون الشناوي وكامل الشناوي وصلاح جاهين وعبدالوهاب محمد، كانت الرومانسية مسيطرة علي الشعر الغنائي والقصيدة.ظهر «الأبنودي» وسط العمالقة بمفردات مختلفة تماما جذبت أسماع الملايين بأغنيات غارقة في الشعبية وواقع الريف والصعيد المصري، حيث حققت أغنية «عدوية» للمطرب الراحل محمد رشدي نجاحا أسطوريا وبعدها مباشرة «تحت الشجر يا وهيبة» لدرجة اهتزاز عبدالحليم حافظ حيث لم تحقق قصيدة «حبيبها» النجاح الذي كان يتوقعه عبدالحليم، حيث سيطرت «عدوية» و«تحت الشجر يا وهيبة» علي أسماع الملايين.وعلي الفور اتجه «حليم» للغناء الشعبي بسبب «الأبنودي» و«رشدي» ومن أشعاره غني «حليم»، «التوبة»، «عدي النهار» تلك التحفة التي عبرت عن حزن المصريين عقب هزيمة 1967، «ابنك يقولك يا بطل»، «أحلف بسماها»، «صباح الخير يا سينا» والأغنيات العاطفية «الهوا هوايا، أحضان الحبايب» ومن أشعاره غنت شادية «يا أسمراني اللون، جالي الوداع» وغنت وردة «قبل النهاردة، طبعا أحباب» وغنت نجاة «عيون القلب، قصص الحب الجميلة»، وغنت فايزة «يا أمة يا هوايا، مال علية مال».كتب الخال العديد من الدواوين الشعرية منها «جوابات حراجي القط الرحمة، الأرض والعيال، سيرة بني هلال، الاستعمار العربي».كان عبدالرحمن الأبنودي أكثر الشعراء تعبيرا عن الواقع المصري، وأفراح وأحزان الملايين في كافة المناسبات الوطنية، كان بمثابة رمز الأصالة المصرية، لم يخش أحدا، تعرض للتنكيل والاعتقال في حقبة الستينيات، تحمل ولم يتاجر بهذا ولم يسيء لأحد أعطاه القدر الفرصة ليشهد ثورتي 25 يناير و30 يونية ويعبر عنهما في قصائده عاش ليري زوال حكم الإخوان ليرحل وهو مطمئن نسبيا علي مستقبل الوطن، ولم يعبأ أن يوجه انتقادا مباشرا للرئيس «السيسي» لأنه مصري أصيل يشعر بمعاناة الوطن والمواطن، يبقي «الأبنودي» دائما في القلوب رحل بجسده وبقيت أعماله.





المصدر الوفد

تعليقات

المشاركات الشائعة