معادن سامة .. فى ماء زمزم !

حسين الزناتى - الاهرام - آراء حرة

وخرج علينا الدكتور خالد منتصر، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية فى إحدى الندوات ليقول لنا: "إن هناك بحوثا أثبتت أن ماء زمزم يحتوى على معادن سامة ضارة بالكلى"!
وأشار إلى إن "الصيام" من الناحية العملية غير مفيد لصحة الإنسان، فامتناع الشخص عن شرب المياه مدة 18 ساعة يؤثر على الكلى!
صحيح أن الدكتور منتصر أوضح فيما بعد أن رأيه قد جاء فى إطار حديثه عن خطورة ربط الدين الثابت بالعلم المتغير، وأن هذا الأمر خطر على الدين والعلم على السواء.
 وعاد ليؤكد أننا نصوم لأن الصيام فريضة، وليس لأنه مفيد على المستوى الصحى، وأن ماء زمزم هو رمز دينى، لكن تحويله لشفاء من كل داء هو خطر على الدين.
 رُبما يكون المنطق الذى تحدث به الدكتور منتصر  صحيحاً، وبه حُسن نية، لكن السؤال المنطقى أيضاً لماذا وعندما تحدث عن الأمر- الذى لا يعد فى مجال تخصصه من الأساس - غض الطرف عن أبحاث طبية وعلمية عالمية ، آخرها دراسة طبية حديثة أشرف عليها باحثون في معهد علوم الأرض بجامعة هايدلبرج الألمانية، أثبتت أن ماء زمزم تختلف تماماً عن أنواع المياه الأخرى ولها خواص فريدة، وبمقارنتها بغيرها من المياه تبين أن طبيعتها لم تتغير مدة عامين كاملين، لما تتمتع به من خواص قلوية نادرة، كذلك تمتعها بخواص علاجية غير عادية، تعود لأسباب علمية فى مكوناتها أيضاً.
أما فى مسألة الصيام فالأمر لم يختلف كثيراً، حيث أشارت دراسات أخرى إلى فوائد الصيام على الجسم إلا فى بعض المصابين بأمراض بعينها.
 والسؤال .. إن كان الدكتور منتصر المتخصص فى الأمراض الجلدية والتناسلية قد اختار أن يُقرب وجهة نظره لنا فى هذه المسألة بضرب أمثلة سلبية تمس معتقدات لدينا عبر طرح أبحاث علمية تنفيها، فلماذا لم يتحدث عن الأبحاث الأخرى– العلمية أيضاً – التى تؤكد هذه المعتقدات؟!
 ثم من قال إن هذه الأبحاث التى يتحدث عنها هى الصائبة، وما دونها غير صحيحة؟!
ولماذا يحرص الدكتور منتصر دائماً أن ينزع عن الدين غطاء العلم، وأن يبعد بالعلم عن الدين؟!
والسؤال الأخير.. لماذا هذا التوقيت تحديدا الذى نطرح فيه مثل هذه الأفكار من دون طائل أو فائدة إلا إثارة الجدل العقيم؟!
 إن كان الإعلام يتيح للمتخصصين فى الأمراض الجلدية والتناسلية أن يتحدثوا فى الدين، فلا عجب إذن من هذا الجدل!



المصدر الاهرام



تعليقات

المشاركات الشائعة