مشاهد قاسية فى عزاء "يارا" مضيفة الطائرة المنكوبة


المصدر اليوم السابع - تحقيقات و ملفات

.. جنازة بلا جثمان.. أم تحتضن صورتها.. صديقاتها يرتدين الأبيض لوداع عروس السماء وكاهن يردد: الموت واحد مهما اختلفت طريقته 

"الموت لا يوجع الموتى.. بل يوجع الأحياء" ، كقناص غادر يأتى الموت لا يستأذن أحدًا ولا يطرق أبوابًا، فيخطف أطفالًا وشبابًا كان قد أعد عدته لهم، يهلك الأحياء للفقد، ألم الفراق الحار وصدمة الغفلة والمفاجأة، كل هذه المشاعر وأكثر تراها فى جنازة يارا هانى فرج، مضيفة مصر للطيران الشابة التى شيعت جنازتها، مساء أمس، بلا جثمان من كنيستها "العذراء والقديس اثناسيوس" بمدينة نصر. ضمن طقوس الجنازة الأرثوذكسية، تقرأ أوشية الراقدين ثم يعظ الكاهن أهل المتوفى عن الموت، وينتهى الطقس بخروج الجثمان ليوارى الثرى، فى جنازة يارا حضر الطقس وغابت هى، عزاء بلا جثمان، عزاء بالصورة، حضرت يارا بصورتها ملتفة بصليب من الزهور ينعيها الكاهن، تبكيها أمها، تصرخ جدتها. لا شئ مثل فقد الابن ، لا حرمان أقسى من الحلم بنظرة وداع لا تأتى، أم يارا ليست ككل الأمهات، فلم تودع ابنتها حية ولم تراها ميتة، لم تبرد قلبها بنظرة وداع أخيرة ولم يحمل والدها جثمانها على كفيه ليفتح بيديه القبر فيضعها، ابتلعها البحر فلم تتسلم أسرتها من أحشائها شيئًا، يارا ماتت شهيدة، الشهداء وحدهم يلقون حتفهم باسمين. فى مشهد مفجع، احتضنت "ماجدة" والدة يارا جثمان الابنة ، وبكت وهى تضم بين ذراعيها جسد من ورق وألوان، تبادلت مع جدتها النحيب ، زفت ابنتها عروسًا للسماء بدلًا من أن تسلمها لعريس أو حبيب صديقات يارا، ارتدين الأبيض، فالأسود لا يليق بالشهداء، الشهيد يفتح قلبه للسماء ولا تقبل فيه الأرض العزاء، الشهيد يرفرف عاليًا، يترك لنا حكمة وذكرى . 

مضيفات مصر للطيران من زميلاتها، يرتجفن حزنًا وخوفًا، صار الموت أقرب من حبل الوريد، نركب الهواء كل صباح من منا ينجو ومن الشهيد؟. أما كاهن الكنيسة، الذى بحث عن عزاء يليق بالحدث فقال للأسرة أن الموت واحد مهما اختلفت طريقته، ولأن يارا عروس تزف للسماء نصلى لها بالطقس الفرايحى حيث تعيش الكنيسة أيام الخماسين. 


تعليقات

المشاركات الشائعة