فى عيد الحب .. إحاطة الطفل بالرعاية تجعله إيجابيا
الاحتفال بعيد الحب هذا العام يختلف عن كل عام، لأن وطننا الحبيب يمر بظروف خاصة سواء في حربه ضد الإرهاب أو في اعادة بناء ووضع قواعد مصر من جديد، ذلك أن أسمي أنواع الحب الآن هو حب الوطن، و الشعور بالولاء هو أول سمات الحب. وهو بمثابه خط دفاع و أمن قومي وهدية الوطن الكبري في عيد الحب.
د. مصطفي مرتضي علي أستاذ علم الاجتماع كلية الآداب جامعة عين شمس يقول:في عيد الحب هذا العام يجب أن نحتفل بشكل جديد، ليكون دعوة للتسامح والمحبة فالحب درجات وأدوار يمارسها البشر في حياتهم الاجتماعية، فإذا كانت هناك أمور ضبابية في حياتنا الاجتماعية فعلينا أن نبحث عن ضوء شمعه يهدينا للطريق الصحيح، وإذا كان الإنسان جزءا من الوطن ويعيش علي ترابه فليحب هذا الوطن اولاً ولينتمي إليه ويعشق ترابه وأمنه الاجتماعي والقومي ، والشعور بالولاء هو أول سمات الحب وهو الإحساس الدائم بأن هناك شيئاً جميلاً نعيش من أجله ولايمكننا أن نعيش بدونه، فهو مرتبط بأرواحنا وبأسمي المعاني والمشاعر النبيلة ، فلنتجاوز معاني الحب الضيقة ولننتقل لتلك التي تحمل معاني أوسع وأرحب نسميها في علم الاجتماع (الحب كله) فمشاعر الحب لا تتجزأ انما هي معان واحدة للأشخاص والمواطنين والشعوب والأرض والسماء والكون كله، أما مشاعر الحقد والكراهية والحسد والبغضاء والعنف فلا يمكن أن يحملها إنسان يكون لديه صحة نفسية ، فبالحب تتفتح طاقات الإبداع وتنطلق منه ملكات الإنسان، ويتحول إلي كائن يطير ويحلق في آفاق أوسع من المشاعر المحسوسة. فالحب كلمة لا توصف لكنه شعور يسمو فيه الإنسان فوق كل المخلوقات ويتجرد عن أي مشاعر تمس وتجرح إحساس الحبيب، سواء كان هذا هو الوطن أو الزوجة أوالحبيبة الأخت أو الأم أو الإنسان بشكل عام، فالحب هو القيمة الغالية التي تجمع الأوطان والأبناء والاخوة والأخوات ، فإن ضاع الحب ضاع الأمان والاحترام .
د.عماد مخيمر " وكيل كلية الآداب جامعة الزقازيق" يقول: أن دور الاسرة المحبة يبدأ منذ بداية الحياة والميلاد حين يبدأ الطفل بتلقي رسائل لفظية وغير لفظية بالكلام و التعبيرات و الايحاءات و الارشادات، والطفل يدرك أن الأم تحادثه وتبتسم له و تسعد بوجوده و تفعل كل ما يدخل السرور عليه فيشعر أنها و المحيطين به يحبونه و يهتمون به و يسعون الي تلبية حاجاته وتوفير الاحتياجات الرئيسية له من شراب و طعام و مسكن وفرص في التعليم والعمل فيشعر بالعطاء و المحبة المستمرة، وأن هناك قوي كبري من الحب تحميه، فيشعر بالثقة في ذاته وفي علاقاته مع الآخرين وفي المستقبل بل وفي الله سبحانه وتعالي، و بالتالي فان هذا الطفل الذي عاش خبرات من الحب عندما يكبر تكون لديه طاقة ايجابية من المحبة يستطيع من خلالها أن يتبادل الحب مع الآخرين، مما يولد لديه مشاعر الاستمرارية والعطاء والاحترام والحرية والديمقراطية والتي تجعل من نظرته للحياة مليئة بالأمل والتفاؤل والتسامح فتتكون لديه طاقة ايجابيه تجاه المجتمع، ـ والعكس صحيح ـ عندما لا يشعر الفرد بالمحبة في أسرته ومن قبل الآخرين والمحيطين به تتكون لديه طاقه شر وتمرد وسلوك مضاد للمجتمع.
وهنا يحذر د.عماد مخيمر من غياب الحب و التواصل واتاحة فرص التعليم و العمل و السكن، والاتزايدت شحنات الكره والتمرد والتخريب التي تفاقمت وتوالت بالفعل بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيه.
فما أحوج شبابنا اليوم أن يشعر بالانتماء والوطنيه من خلال استثمار الطاقات الإيجابية لهم، وهذه عبقرية الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما أصدر قرارا بتنمية سيناء ووضع عشرات المليارات لتنميتها ولأن المواجهات الأمنيه غير كافية، فلابد من الاهتمام بتوفير تنمية مستدامه من خلال توفير فرص عمل و حياة كريمة للشباب، وتوفير أسباب الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والدفع بهم لتبوؤ المناصب القيادية.
ان حب الوطن يأتي من خلال شعور الشباب بفرصته الحقيقيه في بناء مجتمعه و وطنه في سن مبكرة، ـ مثال محافظ الشرقيه عمرة 35 عاما .
وفي عيد الحب، نريد من المؤسسة التعليمية : القيام بدورها في توصيل الرسائل المباشرة ـ وغير المباشرة ـ من خلال الكتب التعليمية وتعليم الناشئين بالذات حب الوطن و الانتماء اليه وعدم التفريط فيه، أيضا مطلوب من دور الاعلام عدم التركيز علي نماذج الفساد والغش وعرض مشاكل المجتمع فقط، ولكن اظهار النماذج المعطاءة والمتسامحة والمحبة للوطن مثل ضباط الجيش والشرطة الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن، والعلماء مثل د. مجدي يعقوب الذي قام ببناء مستشفي القلب بأسوان وأيضا النماذج المشرفة التي تتبرع لبناء المستشفيات و تساعد الشباب و تتكفل بتعليمهم أو تزويجهم، أو من يبنون المدن مثل الفنان القدير محمد صبحي الذي يمثل الحب الحقيقي للعطاء.
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق