القاتلة .. تلطخت يداها بدماء أمها

المكان مدينة الخصوص.. الحدث مقتل سيدة وابنها.. القاتل ابنتها آية.. السبب رفض أسرتها خطوبتها علي شاب.


البداية كانت من خلال اتصال تليفوني بيننا وبين العميد عبدالحفيظ الخولي رئيس فرع البحث الجنائي بالخانكة ... وأثناء المكالمة التليفونية شرح لنا كيف قامت فتاه تدعي آية «١٨ سنة» بقتل والدتها سهام «٤٧سنة» وشقيها إسلام «١١سنة»، وفي هذه اللحظة انتابتنا حال، من الحيرة المصحوبة بالدهشة وتلعثم الكلام، وانحشرت الكلمات داخل حلوقنا وسيطرت علينا حالة من الوجوم المصحوب بالدهشة والمحفوف بالأحزان علي فتاة أنهت حياتها وهو تخطو أولي خطواتها نحو المستقبل، وباسم الحب وعدم الاستغناء عن الحبيب والموت من أجله لم تهن عليها نفسها، ورفضت الانتحار من أجل عيون الحبيب، وفضلت أن تتلطخ أناملها البريئة بدماء من حملتها بين أحشائها تسعة أشهر وسهرت الليالي لراحتها، وكانت تنتظر اليوم التي تزف فيه ابنتها لعش الزوجية إلا أن الابنة اسعجلت النهاية ورسمت لأمها طريقا آخر، وزفتها هي إلي القبر ليشهد التاريخ علي فتاة قتلت أغلي الناس ومن تسري دماؤه في عروقها من أجل الحب.
دارت بخلدنا أسئلة كثيرة كلها تداخلت مع بعضها. وكادت تعصف بعقولنا وتطيح بأفكارنا، فما الذي دفع تلك الصغيرة إلي أن تتخلص من براءتها وتودع شبابها إلي مثواه الأخير وتنتظر حبل المشنقة ليلتف حول رقبتها في أي لحظ. و لكن السؤال الأهم ماهو السبب الذي يمكن أن يدفع شخصا لقتل والدته أيا كانت عيوبها، أو تحت أي ظرف يمكن أن يرتكب شخص جريمة بشعة مثل هذه الجريمة التي سوف نقرأ تفاصيلها في السطور القادمة؟ إلي أن جاءت الإجابة علي لسان آية والتي صدمتنا، حيث: قالت قتلتها لتعنتها ورفضها زواجي ممن أحبه.
وبدأت آية تشرح طريقة تخلصها من والدتها، بأن اتفقت مع ماهر الذي ترتبط به عاطفيا علي الانتقام من والدتها لرفضها المستمر الزواج منه، وقامت بأخذ مفاتيح شقة أسرتها وأعطتها لماهر وعندما علمت أن والدها سوف يتأخر في عمله اتصلت به بعدما اطمأنت أن جميع أفراد أسرتها نائمين، وبالفعل حضر ماهر وأمسك بسكين وأمسكت آية هي الأخري بسكين وقاموا معا بطعن أمها عدة طعنات لتفارق بعدها الحياة، وعندما استيقظ شقيقها الأصغر مسرعا الخروج من الشقة فأسرعت آية  وراءه وطعنته عدة طعنات في ظهره، رافضة كل توسلات شقيقها والذي لا يتعدي عمره ١١ عاما ليلقي نفس مصير والدته، بعدها استولت علي  أموال وذهب والدتها ووالدها وفرت هاربة مع ماهر، وبصحبتهما شقيقتها الصغري جنا 8 سنوات، حتي لا تفضح أمرهما.
ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي تحاول فيها آية التخلص من أسرتها، حيث أكدت أنها حاولت التخلص منهم أكثر من مرة، لكنها كانت تفشل في ذلك، ففي إحدي المرات قامت بفتح إسطوانة الغاز بالمنزل حتي يختنقوا، ومرة أخري وضعت أقراصا مخدرة لهم بالطعام، إلا أن المحاولتين فشلتا،لتتفق مع ماهر علي التخلص منهم بذبحهم اعتقادا منها أنه بهذه الطريقة يمكن الزواج ممن تحب ، لكن القدر أراد أن يفضح أمرهما وتم القبض عليهما. فبعد أن كانت آية تحلم مثل أي بنت بليلة العمر التي تنتظرها حتي ترتدي فستان الزفاف الأبيض، وتظهر أمام الجميع بأجمل صورة لها وأجمل مظهر لها، وليظل هذا الفستان وهذا اليوم ذكري جميلة لها حتي آخر العمر، استبدلت آية حلمها بالفستان الابيض ببدلة السجن.
وعندما عاد الزوج إلي منزله ووجد زوجته وابنه غارقين في بركة من الدماء، بالإضافة إلي اختفاء ابنتيه " آية وجنا" قام بإبلاغ المقدم أسامة ندا رئيس مباحث الخصوص بمقتل زوجته وابنه، وعلي الفور تم إخطار اللواء محمود يسري مدير أمن القليوبية، فأمر بتشكيل فريق بحث، بقيادة العميد عبدالحفيظ الخولي رئيس فرع البحث الجنائي بالخانكة، وتحت إشراف اللواءين عرفة حمزة مدير المباحث و سامي غنيم رئيس المباحث، وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة آية ابنة القتيلة بالاشتراك مع ماهر والتي ترتبط به عاطفيا، فتم القبض عليهما وتولت النيابة التحقيق. 




المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة