غضب ودموع فى تشييع الضحايا المسلمين بمذبحة أمريكا
شارك آلاف المشيعين فى صلاة الجنازة لثلاثة طلاب مسلمين لقوا مصرعهم فى نورث كارولاينا، ودعا والد اثنتين من الضحايا السلطات الأمريكية للتحقيق، فيما إذا كانت الكراهية بسبب الدين هى الدافع لقتلهم.
وكان ضياء بركات - ٢٣ عاما - الذى يدرس طب الأسنان فى جامعة نورث كارولاينا وزوجته يسر أبو صالحة - ٢١ عاما - وشقيقتها رزان أبو صالحة - ١٩ عاما - وهى طالبة فى جامعة نورث كارولاينا ستيت قد لقوا مصرعهم بالرصاص يوم الثلاثاء الماضى فى منزل على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من جامعة نورث كارولاينا فى تشابيل هيل.
ووجهت الشرطة الاتهام لجارهم كريج ستيفن هيكس - ٤٦ عاما - بالقتل، ويقول محققون إن النتائج الأولية تشير الى أن خلافا على ركن السيارات هو الدافع وراء قتلهم، لكنها تبحث عما إذا كان هيكس حركته الكراهية تجاه الضحايا لأنهم مسلمون، وزاد الحادث المخاوف بين بعض المدافعين عن حقوق المسلمين فى الولايات المتحدة الذين يقولون إنهم شهدوا زيادة فى التهديدات ضد المسلمين فى الأسابيع الأخيرة.
وتحدث محمد أبو صالحة والد الشابتين أمام المشيعين قرب مسجد فى رالى، ودعا الرئيس باراك أوباما إلى الإصرار على أن يحقق مكتب التحقيقات الاتحادى«إف.بى.آى» فى القضية باعتبارها جريمة كراهية. وقال «هذه جريمة كراهية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذا لم ينصتوا باهتمام فسأصرخ».
وأضاف أن عائلات الضحايا لا يرغبون فى الانتقام ولا يعنيهم العقوبة التى ستطبق على هيكس، لكنهم يريدون ضمان ألا يعانى شبان آخرون فى الولايات المتحدة من عنف مماثل.
تصاعد خطير فى موجة العداء للإسلام بالغرب
كتبت - د. هالة أحمد زكى:
اتسم يناير الماضى بتصاعد ظاهرة الخوف من الإسلام «الإسلاموفوبيا» وارتفاع حدة الاحتجاجات المعادية للإسلام فى الولايات المتحدة، بعد فترة من الهدوء طبعت ديسمبر الماضى، حيث تعرضت عدة مساجد للتهديد، ولقيت سياسات المراقبة المثيرة للجدل والمتبعة بحق المسلمين والمطبقة منذ أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ مبررات جديدة.هذا ما أشار إليه التقرير الذى نشره «مرصد الإسلاموفوبيا» التابع لمنظمة التعاون الإسلامى، حيث كان لوسائل الإعلام الأمريكية دورها فى هذه الحملات، وذلك باستضافتها عددا من دعاة الكراهية للإسلام، من أمثال بيل ماهر وسلمان رشدى.
كما لاحظ التقرير تغير نظرة الأمريكيين للإسلام على نحو سلبى، كما تبين من خلال استطلاع للرأى أُجرى بعد وقت قصير من وقوع أحداث مجلة «شارلى إبدو» الفرنسية. وأظهر الاستطلاع أيضاأن أغلب الأمريكيين تابعوا الرسوم المسيئة، وذلك فى سلوك مخالف لموقفهم إزاءها فى عام ٢٠٠٦.
وأوضح التقرير أنه بعد أحداث مجلة «شارلى إبدو»، دعا الرئيس فرانسوا أولاند الفرنسيين إلى عدم الانسياق أمام دعايات التخويف، كما عمل رئيس وزرائه مانويل فالس بشكل مكثف على تهدئة المخاوف، ومع ذلك أعقب حادثة اقتحام مقر الجريدة وقوع سلسلة هجمات استهدفت مسلمين وممتلكاتهم فى مختلف مناطق البلاد. وكانتصاعد التأييد للجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبان، العلامة الأبرز على تصاعد موجة الإسلاموفوبيا التى تفاقمت حدّتها فى أوروبا.
ومع هيمنة الكاثوليك ديموجرافيا فى فرنسا، لاحظ مرصد الإسلاموفوبيا الدور المهمالذى تضطلع به الفاتيكان فى تخفيف حدة التوتر فى هذا البلد، وكان للبابا فرانسيس وبعض رجال الكنيسة نشاط فى سبيل سلوك منهج أكثر سلمية فى استخدام حرية التعبير، بما فى ذلك نشر الرسوم الكاريكاتورية التى تسخر من النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى سبيل المثال، نقلت بعض الصحف عن البابا قوله: «لا يحق للمرء أن يستفزّ، ولا أن يسخر من دين آخر».
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق