فى يومها العالمى حواء فى مواجهة داعش

فى ظل ثوره الاتصالات ونمو شبكات التواصل الاجتماعى، والدعوة الى الحرية الفكرية و التعبير عن الرأى تدفقت الأفكار العدوانيه المغلوطه و المتطرفه التى أثرت بالسلب على عقول الشباب فى جميع أنحاء العالم .


والتى انتشرت لتغذو أفكارهم "كخلايا سرطانية" و تنشط فى ظل غياب الوعى الفكرى و غياب دور الاسرة فى شتى أمور المجتمع دينيا و سياسيا و فكريا و ثقافيا، و قد أثبتت ثورة الاتصالات المرعبة- أن بامكانها غسل عقول الشباب واستقطابهم تحت دعاوى الجهاد الزائفة .
وبات واضحا أن الحل الأمنى غير كاف لمواجهاتها لذا لابد من تضافر جميع مؤسسات المجتمع ، خاصة المرأة وهى العمود الفقرى للمجتمع لمواجهة هذا النوع الجديد من الحروب والمعروفة بحروب الجيل الرابع، والتى ظهرت جليا منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 وما تبعها من أحداث فى المنطقه من ترويع على يد "داعش"والمنظمات الرهابية الأخرى فى مواجه الدول و الشعوب العربية .
وفى اليوم العالمى للمرأة 2015 تقول د. هويدا مصطفى استاذ الاعلام بجامعة القاهرة يمر الوطن بفترة صعبة وظروف خاصة وللأسف يتم الترويج لأفكار هدامة يتعرض خلالها الوطن الى الارهاب و العنف و المؤامرات على المستوى الداخلى و الخارجى وهو ما يطلق عليه "حروب الجيل الرابع" لاحداث الفرقة بين أبناء الوطن و التشكيك فى القيادة وعدم الثقة مما يؤثر بالسلب على المجتمع ككل ويؤخر حركة البناء و التنمية، الأمر الذى يتطلب تكاتف المجتمع ككل، و للمرأة دور هام فى حماية الامن المجتمعى باعتبارها العنصر المؤثر فى الاسرة و المسئولة عن تربية الأبناء وحمايتهم لذلك يجب عليها بذل الجهد الأكبر واعطاء الاهتمام الأعظم لزيادةالترابط داخل أسرتها.
مواجهة الجيل الرابع للحروب
أن اسلوب التربية الحديثة يعتمد على المتابعة ومشاركة الأبناء فيما يشاهدون ويسمعون ويصحح أفكارهم ويعرفهم بأصدقائهم، لذلك فان حماية المجتمع تبدأ بالاهتمام بالمرأة وتوعيتها وزيادة مشاركتها فى شرح قضايا مجتمعها ومناقشة المشكلات التى يتعرض لها الوطن والاخطار التى تواجهه وكيفية علاجها، وألا تنزلق وراء أى معلومات خاطئة تسعى لخلخلة المجتمع وضرب استقراره، بهذا يمكنها أن تحافظ على السلام و الأمن المجتمعى، فللمرأة أدوارا متعددة فى رعاية أبنائها وفى بناء وحماية الوطن فان مسئولية الأم مضاعفة.
بالإضافة الى دور المؤسسات التعليمية والاعلام فهناك مصطلح جديد لدور الاعلام وهو "الاعلام التربوى" وله دور هام جدا في تنمية الوعى المجتمعى ويتم دراسة ومعرفة ما يتم نشره والآثار المترتبه عليه، ولابد من وجود دورات تثقيفية للاعلاميين لمواجهة مخاطر "حروب الجيل الرابع" وتصحيح الأفكار الشاذة والمتطرفة له والعمل على زيادة الوعى الاجتماعى لدعم و استقرار المجتمع.
يقول د. محمد رجائى استشارى الصحة النفسية : تعتمد حروب الجيل الرابع على أساليب وسائل لتشويه الحقائق، وبث الافكار الخبيثة و الكاذبة من خلال وسائل التواصل بهدف تغيير الواقع للاطاحة بأشخاص أو مؤسسات أو دول، ودور المرأة لا يقل أهمية عن المواجهات الأمنية ولها دور ايجابى فى توعيه أسرتها والتحقق من صدق ما يقال واعمال العقل عند سماع أى اخبار وتحرى الدقة وعدم السير وراء السائعات.
يقول د. محمد عوض استاذ الاعلام جامعه الزقازيق
لابد أن نعرف أن حروب الجيل الرابع تستخدم ميلشيات غير نظامية منتشره فى أماكن من العالم خاصة منطقة الشرق الاوسط و هذه المليشيات تستخدم وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعى فى مواجهه دول نظامية بهدف اسقاطها و تقسيمها، وهذه هى السمة الأساسية فى العقد الأخير ويحرك هذه المليشيات الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على المنطقة وحماية مصالحها و تأمين الكيان الصهيونى وضح هذا المخطط فى العديد من الدول العربيه عن طريق بث الفرقه واستغلال الخلافات العرقية والمذهبية والطائفية لاشعال الحروب و الصراعات داخل الدول العربية لاضعافها و اضعاف جيوشها و انهيارها اقتصاديا، ومن ثم تتجه الى الولايات المتحدة لانقاذها، وقد نجح هذا المخطط بالفعل بداية فى العراق و سوريا و ليبيا واليمن و مؤخرا تنبهت باقى الدول العربية لهذا الأمر، وبدأت مصر تتحرك لاحباط هذا المخطط من خلال مؤسساتها الفاعلة خاصة المؤسسات الثقافية والاعلامية والتربوية و المؤسسة الدينية ممثلة فى الازهر الشريف، واستخدمت آليات لردع ومواجهة هذا العدو الخفى فقد شكل رئيس الوزراء لجنه من الوزارات المعنيه خاصة فيما يتعلق بقوانين النشر والانترنت، كما صدر قانون الكيانات الارهابية و جار بحث مشروع التقاضى الالكترونى والمؤتمر الاقتصادى الذى يعقد في 13من هذا الشهر والذى يمثل أمل استعادة قوة الاقتصاد المصرى بالاضافه الى كسب ثقه المستثمريين .
فمقاومة الجماعات الارهابية والمتطرفة لا يكفى معها الحل الأمني، ولكن لابد من تكافؤ مؤسسات الدولة الاعلامية والتربوية و الدينيه لأن هذه الجماعات من الأوراق الهامة القادرة على تحقيق أهداف أمريكا و الغرب ويظل الجيش المصرى هو العائق الوحيد للطموح الأمريكى والصهيونى فى مصر.
دور الدولة والمؤسسات التربوية والتعليمية و الدينية لايمكن تجاهله في تحصين النشء والشباب من الوقوع في براثن أفكار هذه الجماعات، ووضع خطوات عملية على أرض الواقع لتحصين الشباب بالثقافة والتعليم لانقاذ عقول والوجدان المصرى ما يجعله يرفض الافكا ر الخبيثة، والاهتمام بالخطاب الدينى المواكب لمستجدات العصر دون تفريط فى الثوابت و نشر قيم الاسلام التى تدعو الى التعايش و التسامح بقبول الآخر وردع هذا العدو الخفى الارهابى ، كذلك يجب أن تشارك مؤسسات الاسرة والمرأة تحديدا في القيام بدورها الأساسى في عمليات تنشئة الأجيال بالاستماع اليهم ومحاورتهم وعدم السخرية منهم ومن وآمالهم وأحلامهم وطموحاتهم، ومن هنا ياتى دور الجامعات التى تمتلك أضخم شبكات الانترنت لتوظيفها الشباب الى حضن الوطن، وهو أمر مرهون بتفاعل اعضاء هيئة التدريس مع الشباب واتاحة الفرص له لممارسة الانشطة الجامعية، بالاضافة الى تنقيح مناهج التعليم والتأكيد على أمن الوطن أو ما يسمى بالأمن الفكرى لينشا الطالب محصنا من التطرف ومحبا للوطن منتميا له.



المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة