رحلات الموت تبدأ من شواطئ المنزلة

وتعود ظاهرة الهجرة غير الشرعية لتظهر مع اقتراب موسم الصيف و في الأونه الأخيرة تم اختطاف بعض المصريين وذبحهم كان بعضهم مهاجرين بشكل غير شرعي‏.‏ويؤكد الدكتور محمد الخميسي الأستاذ بجامعة المنصورة انه مع بداية الألفية عرفت مصر حوادث الهجرة غير الشرعية, كان يتم تسفير الشباب في عربات ليعبروا إلي ليبيا, ومن هناك يتم شحنهم في مراكب ليعبروا بها البحر, إلي شواطئ إيطاليا ولم يمر شهر إلا ويقع حادث يغرق فيه مركب يحمل مهاجرين غير شرعيين. أحيانا كان يتم إنقاذ بعضهم. لم تردع حوادث الغرق الشباب, وكان هناك دائما شخص ينجح في التسلل, وكانت هناك قري كاملة يتشبث الشباب فيها حلم الهجرة ويعودوا في صناديق الموت أو يأكلهم السمكويقول الدكتور زيدان شهاب الدين بالمركز القومي للبحوث إن أسباب الهجرة غير الشرعية المتعددة, الي البطالة والفقر وانهيار الاقتصاد حيث اعتاد المصريون منذ السبعينيات, ومع ظهور النفط, أن يهاجروا مؤقتا, لفترات طويلة بعقود عمل رسمية بدأت بالإعارات بعد أن ضاق الخليج بالعمالة الآسيوية, وتابع بدأ تفكير المصريين في الهجرة غير الشرعية إلي أوروبا وتحديدا إيطاليا مع بداية الألفلية حيث كان هناك سماسرة يقدمون إغراءات للشباب بالسفر والدخول عبر البحر إلي إيطاليا والتسلل والإقامة بعد أن نجح عشرات في الدخول, مما أغري آخرون بالسفر.وتري أماني عوض من أهالي المطرية ان بحيرة المنزله التي كانت كنزا ثمينا لاستخراج خيراتها من جميع أنواع الأسماك أصبحت منذ عشر سنوات منفذا للهجرة غير الشرعية.وقالت كانت أبنية القرية حتي عشر سنوات مضت من الطوب اللين ولكنها تحولت الآن إلي فيلات وعمارات.حيث سهلت الأوضاع المتردية لأهلها وعلاقتهم بالبحر المتوسط منفذا آخر لأحتكار أهلها مهنة تهريب العمالة غير الشرعية إلي اليونان وإيطاليا.وفي قرية ليسا الجماليه قال عمر التناغي أحد المرحلين حديثا من إيطاليا, والذي يحاول الآن العودة بشتي الطرق لقد عملت صيادا منذ6 سنوات, وبعد جفاف البحيرة عملت صيادا في ليبيا والسعودية, هربت علي مركب نحو إيطاليا لكن تم القبض علي في مالطة مع50 آخرين ورحلونا الي مصر.وفي ظل توقف الصيد وجفاف البحيرة يروي محمد الشريعي صياد نشاطا آخر مرتبط بالتهريب, حيث قال: ملف الهجرة غير الشرعية فتح تجارة سوداء للمراكب المتهالكة, حيث يقوم سماسرة الهجرة الكبار بشراء المراكب بأضعاف ثمنها لإستعمالها في تهريب الضحايا, والمركب الذي الذي لايزيد ثمنه عن40 ألف جنيه بات اليوم يباع لتجار الهجرة غير الشرعية بنحو150 ألفا, خاصة ان الصيادين لا يملكون مالا لإصلاح سفنهم, فيبيعونها ويفكرون هم شخصيا في الهروب إلي أوروبا بثمنها.ويضيف مدحت الفيومي نائب اول رئيس الغرفة التجارية بالدقهلية أن معظم من يلجأون الي الهجرة يعملون في مهن بسيطة أو حاصلون علي مؤهلات عليا ولا يجدون فرص عمل ويحلمون بالثراء السريع عن طريق السفر غير المحسوب ونحن بدورنا نبحث عن المشاكل التي تواجه العاملين بتلك القطاعات لحلها كما نبحث مع المسئولين في القطاع الخاص عن الوظائف سواء فنية أو إدارية لتوفيرها لتلك الفئة, وعلي قدر المستطاع نجحنا في الفترة الماضية في توفيرعدد من فرص العمل لبعض الشباب.أما في قرية ميت الكرما التابعة لمركز طلخا نجد مظاهر الثراء الفاحش, لتسجل أعلي نسبة ثراء في مصر, وفور دخول القرية تري المنازل والعقارات والفيلات والمحال الاستثمارية وشركات الصرافة علي الطراز الأوروبي, خاصة الإيطالي, بسبب هجرة أعداد كبيرة من أبنائها إلي إيطاليا واليونان وإنجلترا, ويقدر عدد المهاجرين بنحو80% من إجمالي سكان القرية, بعضهم هاجر هجرة شرعية ومعظمهم هجرات غير شرعية.ويقول عبد الله أبو الفتوح مالك إحدي الشركات السياحة إن هجرة شباب القرية بدأت في تسعينيات القرن الماضي بالسفر إلي إسرائيل من أجل العمل وكسب المال, بعد أن ضاق بهم الحال والرزق لعدم وجود أي أعمال لهم, وألقاهم طموحهم في أحضان إسرائيل ليعملوا هناك, ثم عادوا بالأموال لإنشاء شركات سياحة وصرافة وشركات هجرة شرعية وغير شرعية لتكون وجهتهم إيطاليا ويتركوا إسرائيل, لتبدأ رحلة أخري للقرية مع الطراز الإيطالي.ويؤكد السيد النوساني أحد أهالي القري أنه سافر في عام1995 أكثر من100 شاب بشكل غير شرعي إلي اسرائيل.وبعد عام عادوا بـ شكائر أموال, ليبنوا منها منازلهم وينشئوا شركات صرافة ويعيشون كسماسرة, ولم يعودوا لإسرائيل مرة أخري, خصوصا بعد أن هاجمهم أهالي القرية وانتقدوا سفرهم إلي تل أبيب.مؤكدا أنه يوجد في إسرائيل ما يزيد علي20 شابا من القرية حتي الآن, يخشون العودة إلي أهلهم الذين تبرأوا منهم بسبب تلك الهجرة, ليسدل بذلك الستار علي رحلة السفر إلي إسرائيل منذ عام2000, ولكن بعد أن بنوا الفيللات وكونوا الشركات والمنازل بأموال إسرائيلية.





المصدر الاهرام المسائي


تعليقات

المشاركات الشائعة