أساطير .. سنة أولى زواج

قد تكون توقعات وأحلام الزوجين فى السنة الأولى من الزواج سببا فى الصدام بينهما.. فهو يتوقع أن تفهم ما يريده دون البوح به أو حتى دون الإشارة اليه،


 وهى تتوقع أن يحيط زواجهما هالة من الرومانسية والحب طوال العمر، هو يتوقع أنها لن تنشغل عنه طوال العمر، وهى تتوقع أن تجد الرجل الذى يتحمل عنها كل أعباء البيت ومسئولياته.. وتتعدد الأساطير والأحلام، ويحدث الصدام فلا هى تجد ما توقعته.. ولا هو يجد ما يجسد أحلامه.. فالحياة الزوجية قصة متشابكة خاصة فى السنة الأولى كما تشير الإحصايات الى أن أعلى نسب فى الطلاق تحدث فيها..
فى هذا الموضوع لم نلجأ الى نصائح الكتب فنصيحة الأم الحكيمة أو الجدة الرصينة أو الخالة الذكية قد تغنى عن كتب العالم.. عزيزة سلامة امرأة عادية ولكنها أم لكل من حولها من الجيران والأهل والأصدقاء يستشيرونها فى كل مشاكلهم فيجدوا عندها الحلول.. تقول: أن الطريق الى السعادة الزوجية قصير جدا ولكنه فى حاجة الى وصفة مضمونة وإليكم مقاديرها: كيلو حب يضاف اليه ملعقة كبيرة ثقة بالنفس و5 ثمرات من التفاؤل وكمية كبيرة من الأمل مع قطعة خميرة من التعاون، وهناك ملحوظة مهمة جدا وهى أن تتجنبى الفلفل والشطة لأنهما يثيران الحقد، وتجنبى الغيرة الشديدة لأنها تقتل الحب، ولا تكثرى من السكر المتمثل فى أحلام اليقظة حتى لا تهبط الكيكة.
الطريقة: اخلطى جميع المقادير السابق ذكرها ثم صبيها فى صينية مدهونة بهدوء الأعصاب وراحة البال وزجيها فى فرن دافيء المشاعر وبذلك تحصلين على السعادة الحقيقية.
رضا المحبوب
أما د. سيد حسن خبير الإتيكيت الدولى فيقول أن الحب نوعان منه ما هو دائم ومستمر كالحب الفطرى والرومانسي، ومنه ما هو زائل وهو حب المنفعة والمصلحة، حيث أن حب الثروة والجاه والمنصب يزول بزوال المؤثر، والحب على اختلاف أنواعه إذا غابت عنه المودة يكون قاصرا على مجرد الأقوال لا الأفعال أى على الكلمات الطيبة المأثورة أو الألفاظ والتعبيرات النمطية وذلك على سبيل المجاملة لإرضاء المحبوب، حيث أن تلك الأقوال وحدهالا تكفى للتعبيرعن المشاعر فربما تكون غير صادقة.
وهناك حالات من الحب تتسم بالأنانية كحب الأم الشديد لابنها حتى أنها تكون سببا فى تعاسته الزوجية، ومن الزوجات من تعشق زوجها لدرجة الاستحواذ عليه فتتسبب فى قطيعة رحمه، كما أن هناك من الحب ما قتل ذلك الحب الذى قد يصل إلى حد انتقام الحبيب من محبوبته إذا لم يتزوج منها، تلك حالات حب غير سوية لأن الحب عطاء وتضحية. قال تعالي: " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون" الآية الكريمة خير دليل على أن المودة أسمى من الحب حيث أن الودود ينتقل حبه الى سلوك، وتلك المودة ينعكس أثرها الإيجابى على كل من الزوجين بقوله تعالي: "جعل بينكم" أى أن المودة يجب أن تكون متبادلة بين الزوجين، كما أن من فضل وعظمة وأهمية المودة والرحمة الوارد ذكرهما فى الآية أنهما من صفات الله عز وجل، ولذلك أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم عند اختيار شريكة الحياة مراعاة ذلك (عليكم بالودود الولود) حيث أن الود أسمى من الحب.
ومن مظاهر التعبير عن مشاعر المودة فى العلاقة الزوجية التعامل باللين وبشاشة الوجه عند اللقاء وشيوع روح الألفة والمواءمة، ومن مشاعر الود أيضا الإحساس بالآخر بمواساته فى أحزانه ومحاولة تفريج كربه ومشاركته فى نجاحاته وتحقيق طموحاته ومخاطبة وجدانه، ومن الآثار الإيجابية للمودة بين الزوجين احترام الأحاسيس وعدم جرح المشاعر وتقدير كل منهما للآخر لما يتحمله من مسئوليات وما يواجهه من ضغوط نفسية وعصبية من أجل الحفاظ على الكيان الأسرى كنوع من الإيثار وإنكار الذات مما يزيد من تعلقهما الروحى والوجدانى فتزداد علاقتهما قربا.
وإذا كانت المودة بين الزوجين ــ كما يؤكد خبير الإتيكيت ــ هى أسمى من الحب فالرحمة الوارد ذكرها فى الآية الكريمة إلى جانب المودة تعبير عن مقومات السعادة الزوجية، حيث أن الرحمة تعنى التسامح والمغفرة وسعة الصدر والتماس الأعذار، وأيضا التفهم والعطف والشفقة والإحتواء.. وكذلك الصبر عند الشدائد وكظم الغيظ والسيطرة على الغضب والعطاء بلا حدود دون مقابل حتى آخر العمر. فكثير من الأزواج والزوجات التى خلت حياتهما من المودة نجدهما يشعران بالسأم والملل من الحياة الزوجية بعد مرور سنوات عندما يلاحظون أن كلمات الحب قد اختفت من قاموس حياتهما أو عندما يكتشفان أن ما اعتادوا ترديده من عبارات حب روتينية قد فقدت مصداقيتها، ولكى يسمو الحب بين الزوجين ويزول الملل فإن ذلك يحتاج الى التجديد العاطفى بينهما من خلال استعادتهما للذكريات الحلوة الجميلة وترددهما على الأماكن المحببة اليهما لاسترجاع اللحظات والأوقات السعيدة الصادقة، كما أن تذكرهما لأعياد ميلادهما وزواجهما مع الإحتفال بتقديم هدايا رمزية من مظاهر التعبير عن المحبة، وكسر حاجز الصمت بينهما بالتواصل من خلال حوار ودى يراعى فيه حسن الإنصات للآخر هى ترجمة صحيحة للمشاعر العاطفية الصادقة التى يطلق عليها المودة.




المصدر الاهرام


اخبار المرأة - حواء - الروامسية - الحب - الزواج - الروتين - الطلاق

تعليقات

المشاركات الشائعة