رجل عظيم وبشرة خير!


المصدر الاهرام  - كل يوم - الاعمدة

لأنه الشيخ زايد بن سلطان حكيم العرب وقاهر الصحراء مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وصاحب المواقف القومية التى لا تنسى تجشمت عناء المشوار المرهق الطويل من مدينة نصر شرق القاهرة إلى مدينة 6 أكتوبر شمال غرب الجيزة لكى ألبى دعوة المذيع المتألق عمرو عبد الحميد للحديث على شاشة «ten» الفضائية عن واحد من أعظم رجال الأمة ليس فقط بإنجازاته, وإنما بما تركه من مثل ومباديء يأتنس بها أبناؤه حتى اليوم فى مسيرتهم الظافرة حفاظا على الروابط والوشائج العربية.
واستعدت من الذاكرة مقالا كتبته عقب رحيله عام 2004 تحت عنوان «رجل عظيم وتاريخ حافل» أوردت فيه أنه فى حياة الأمم والشعوب رجال يفرضون وجودهم على ساحة الاهتمام بدون صخب بلغة الصراحة واستقامة القصد ونقاء الضمير وسمو الفطرة الإنسانية ومن هؤلاء ذلك الرجل العظيم الذى رحل عنا تاركا سجلا مشرفا من المواقف التاريخية بشأن القضايا القومية التى لم يتخلف عن الإسهام فيها بكل إمكانيات دولته الفتية فهو صاحب المقولة الشهيرة فى حرب أكتوبر 1973 بأن الدم العربى ليس أقل سعرا من النفط العربى ، وإنما هو الأغلى والأشرف فى تاريخ هذه الأمة.
والحقيقة أن الدور السياسى المتميز لدولة الإمارات والمتناغم مع حكمة وعقلانية السياسة المصرية بقيادة السيسى هو جزء من وصية الرجل العظيم لأبنائه، فقد كان الشيخ زايد رجل وفاق ومصالحة داعيا للتسامح وناصحا بالارتفاع فوق أى خلافات يمكن أن تقف عقبة فى طريق توحيد كلمة الأمة.
وتكفى الإشارة إلى إنه لم تكن هناك قضية عربية تستحق الدعم تردد الشيخ زايد عن الإسهام فيها انطلاقا من الفهم الصحيح للإسلام وتعاليمه السمحة التى تقول «إن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا».
ولم أكن فى هذه الإطلالة الخاطفة بشأن مسيرة رجل عظيم كان دائما يردد «إن مصر خيرها على الجميع» بعيدا عن أجواء الزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس السيسى للإمارات مؤخرا والتى أظن أنها تحمل فى طياتها خيرا كبيرا لمصر وللأمة العربية بمشيئة الله... إنها بشرة خير!
خير الكلام:
>> أحكم الناس من يتمنى أن يكون زهرة مسحوقة لا قدما ساحقة!

تعليقات

المشاركات الشائعة