ظاهرة مدام ماكرون


المصدر الاهرام - كلمة عابرة - الأعمدة


حتى فى فرنسا هناك عقلية ذكورية! وهو ما كشفت عنه تعليقات كثيرة على قرينة الرئيس المنتخب ماكرون، عن أنها تكبره بخمسة وعشرين عاماً، وأنها دخلت عامها الخامس والستين، وأن لها سبعة أحفاد، وأن أكبر أبنائها أصغر منه بعامين فقط..إلخ. وكان تعقيبه هو على كل هذا بسؤال استنكارى يُلِّخص الأمر: «هل إذا كنت أنا الأكبر لكانت لكم نفس المواقف؟!». والحقيقة أن الأغلبية الساحقة انحازت إلى هذا النموذج الذى أفصح عن قصة حب حقيقية تجاوزت مسألة السن التقليدية، وأبدت مضمونها الجميل فى النظرات الكاشفة عن الحب والتقدير من كل منهما للآخر. وقد أعلن ماكرون فى عز حملته الانتخابية أنه لولاها لما وصل إلى ما هو عليه. 
المؤكد أنه سوف يكون هنالك خلاف طبيعى حول الأداء السياسى لماكرون، كما ليس من المتوقع فى ظل هذه الظروف الصعبة أن يحقق نجاحات ترضى عنها أغلبية الفرنسيين، كما قد تكون له حماقاته فى السياسة الخارجية مثل سابقيه، ولكن المُرَجَّح أن الأثر الاجتماعى والإنسانى لحالة زوجته مارجريت سيكون أبقى وأكثر تأثيراً، وقد يمتد فعله إلى خارج فرنسا. وهو ما بدا من اللحظة الأولى، فى إمكانية أن تصير ملهمة للنساء فى عمرها بأن شرارة الأنوثة تخمد لأسباب أخرى غير التقدم فى العمر، وأن المرأة يمكنها أن تستمتع وأن تُمتع وأن تنال الإعجاب كامرأة، إذا كان لديها العزم على ذلك، وإذا وضعت جانباً آراء الناس وأخلصت لما تراه صواباً، وأن الأناقة الجذابة لا تشترط الثراء والبهرجة وإنما تتحقق بالثقة فى الذات وبالبساطة فى ارتداء ما يناسب الشخصية لا ما يُظن أنه جميل فى لقطة الكاميرا، مع الاعتراف فى كل الأحوال بما تفرضه الطبيعة، والتعبير عن كل هذا بخفة دم تُقرّ بالواقع بلا عناد. وهو ما قالته صراحة قبل الذهاب إلى الصناديق إنه أفضل للفرنسيين أن يختاروا زوجها الآن وهى فى الرابعة والستين عن أن يؤجلوا فوزه خمس سنوات أخرى، لأنهم لن يتحملوا أن يروا وجهها وهى تقترب من السبعين! 







اقرأ أيضاً :

===========





تعليقات

المشاركات الشائعة