حكاية السائحة البولندية...أزمة من غير لازمة !



المصدر الاهرام - اخبار السياحة و السفر


مطلوب تحرك سريع للرد على حملات تشويه السياحة


تلقيت امس اتصالا هاتفيا من احد منظمى الرحلات بمدينة وارسو يستغيث من الحرب الأعلامية الشرسة التى تدور رحاها الآن فى بعض وسائل الإعلام البولندية ضد مصر بسبب انتحار السائحة البولندية «ماجدولينا زاك» فى اثناء تواجدها بمستشفى مرسى علم جنوب البحر الأحمر لتلقى العلاج، حيث قامت بنسج سيناريو غير واقعى حول ملابسات الحادث لتحوله من حادث انتحار طبيعى الى حادث تحرش جماعي، بل إنها تمادت وقررت تحويل الحادث الأليم الى «أيقونة» تحذر من خلالها البولنديين من زيارة مصر.وعلى الرغم من ان حوادث الأنتحار يتم تكرارها يوميا فى جميع المقاصد السياحية.. الا انها فى مصر تأخذ ابعادا مختلفه وتدخل فى منحنيات غير طبيعية بسبب تأخرنا فى الرد بحزم على الأشاعات المغرضة التى تتداول هنا او هناك
هذه الحرب الخبيثة تجاه السياحة المصرية والتى تتنقل بين المدن البولندية الأن..نجد شركة الدعاية المسئولة عن الترويج السياحى لمصر والتى تتقاضى ما يزيد عن 25 مليون دولار سنويا لا حس لها ولا خبر..فلم تضبط مثلا بعقد مؤتمر صحفى فى وارسو لتوضيح حقائق الأمور..ولم تقم بدعوة الصحفيين البولندين الى مصر ليتابعوا بانفسهم سير التحقيقات..كما تقوم بدعوة الصحفيين المصريين لحضور المؤتمرات والبورصات السياحية فى المانيا وانجلترا وغيرها من دول العالم !!
وكما يقول منظم الرحلات انه من المفترض ان يكون لهذه الشركة مكاتب علاقات عامة منتشره فى جميع الدول العالم تقوم بارسال بيانات صحفيه توضح الصورة الكاملة لجميع وسائل الأعلام.
ادارة هذه الأزمة تتطلب من الجميع التحرك سريعا فلم تعد صناعة السياحة فى مصر تحتمل هزات اخري.
وقبل التعرض لملابسات الحادث التى سردها لـ «الأهرام» مصدر رفيع المستوى نعود الى مكالمة منظم الرحلات الذى اكد خلالها ان اللهجة السلبية التى تناولت بها وسائل الإعلام البولندى هذا الحادث بدأت تؤثر فعليا على حركة السياحة الوافدة الى مصر، مشيرا الى ان مؤشرات الحجوزات بدأت تتراجع نسبيا مقارنة بالأيام التى سبقت الإعلان عن هذا الحادث الأليم..مضيفا ان مصر كانت وما زالت تتصدر قائمة المقاصد السياحية التى يرغب فى زيارتها البولنديون ولكن مع الضغط الإعلامى غير المبرر سوف تتأثر هذه الرغبة وسوف يعزفون عن زيارة مصر. ولذلك فإنه لابد وان تتحرك فورا شركة الترويج السياحى والتى تتقاضى مبالغ مالية ضخمة لعقد مؤتمرات صحفية كتلك التى تعقدها فى مصر، لتعرض الحقائق الكاملة حول الحادث .
وقال منظم الرحلات إن الدول المنافسة لمصر سياحيا والتى تعانى من تراجع الحركة السياحية الوافدة اليها.. بالإضافة الى بعض الجماعات المعروفة بمواقفها العنصرية تجاة الدول الإسلامية تقوم الآن بتغذية الصورة السلبية التى بدأت تتنامى عن مصر..وذلك بهدف التأثير على حركة السائحين الوافدين من بولندا الى كافة المقاصد السياحية المصرية.
وطالب منظم الرحلات بأن تقوم الجهات المعنية بتشكيل خلية لإدارة هذه الأزمة قبل ان تنال من سمعة مصر السياحية وان تصدر بيانات يومية حول سير التحقيقات بشفافية ووضوح لقطع الطريق على الشائعات المغرضة التى تريد النيل من الاقتصاد المصري.
وكانت الصحف والمواقع الالكترونية والبرامج التلفزيونية البولندية قد أفردت قصصا حول انتحار البولندية «ماجدولينا زاك»27 سنة فى ظروف غامضة اثناء تلقيها العلاج بمستشفى مرسى علم بزعم تعرضها لحادث تحرش جماعى من قبل العاملين بالفندق الذى كانت تقيم به خلال فترة اقامتها..ولكن صحيفة Gazeta Wyborcza نشرت ان «ماجدولينا» كانت تعانى من ازمة نفسية اثر تخلف صديقها عن السفر معها الى مرسى علم بسبب انتهاء صلاحية جواز سفره وانها اضطرت للسفر خوفا من خسارة مبلغ الرحلة.
وقد كشف مصدر رفيع المستوى لـ«الأهرام»، أن السائحة البولندية ، ألقت بنفسها من شرفة المستشفى منتحرة، ولم تتعرض لاغتصاب جماعي، كما ذكرت بعض المواقع والصحف الأجنبية.
وأضاف أن السائحة «ماجدوالينا زاك» تحمل جواز سفر بولنديا رقم E AB201913، وصلت للبلاد يوم 25 أبريل وكان مقررا مغادرتها يوم 2 مايو الجارى ولكن تم رفض سفرها؛ وذلك بعد اعتراض قائد الطائرة على سفرها لتعرضها لحالة هياج عصبي.
ونقل عن مندوب الشركة المنظمة قوله إن السائحة طلبت السفر لظروف خاصة وأنها كانت فى حالة هياج عصبى وتم نقلها إلى مستشفى بورت غارب، قبل ان تقوم بإلقاء نفسها من نافذة المستشفى من الغرفة رقم 307 بالطابق الأول العلوي؛ مما نتج عنه إصابتها بغيبوبة تامة وكسور بعظام الوجه والحوض والقفص الصدرى واشتباه بارتجاج وتجمع هوائى بالرئة، وتم تحويلها إلى مستشفى البحر الأحمر؛ لاستكمال العلاج.
واستطرد أنه بسؤال طبيب الأشعة «م.ف» بمستشفى بورت غالب، قرر بأن السائحة تم إلغاء سفرها لإصابتها بحالة هياج وتم حجزها بالمستشفى وتقييدها بسرير، إلا أنها غافلت طاقم التمريض وفكت القيد وقفزت من الغرفة.
وأكد المصدر الأمنى عدم صحة ما تناقلته وسائل الاعلام البولندية بأنها تعرضت لاغتصاب جماعى وأن حادث الانتحار الطبيعى تحول إلى هجوم على مصر بعد أن تحول إعلاميا إلى جريمة قتل تلت اغتصابها جماعيا.
وأكد المصدر على ان هناك سائحين من نفس مجموعة «ماجدولينا» اكدوا فى شهادتهم ان السائحة المتوفاة كانت تقوم بأفعال غير طبيعية اثناء تواجدها بالمطار ببولندا وكانت مرتاعة وحاولت الاختفاء خلال مشاهدتها أحد الأشخاص، وكانت تتحدث بعبارات غير مفهومة وانها خلال تواجدها بالفندق فى مرسى علم كانت تقوم بأفعال غير طبيعية وحاولت أكثر من مرة خلع ملابسها فى نهر الفندق.
واكد اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر ان وزارة الخارجية المصرية تتابع الموقف عن كثب وانه على اتصال دائم بحسام القاويش سفير مصر فى وارسو الذى يقوم بجهود من اجل توضيح الحقائق مشيرا الى اننا فى انتظار التحقيقات كاملة تمهيدا لأصادر بيان يفسر حقيقة الحادث كاملا.

تعليقات

المشاركات الشائعة