مصر.. جنة الزيتون

المصدر بوابة الوفد . m.alwafd.news
فى خطوة جديدة لزيادة الاستثمارات فى القطاع الزراعى، تتجه الحكومة للوصول إلى زراعة 100 مليون شجرة زيتون بحلول عام 2020، عقب تصدر مصر قائمة الدول المنتجة لزيتون المائدة بنسبة 18% من حجم الإنتاج العالمى، طبقا لما أعلنه وزير الزراعة الدكتور عزالدين أبوستيت، خلال تسلم مصر رئاسة المجلس الدولى للزيتون فى دورته الجديدة.
تصدر مصر للدول المنتجة لزيتون المائدة هو الهدف الأول للخطة التى وضعتها الحكومة من أجل تحقيق أكبر استفادة من محصول الزيتون، بينما الهدف الآخر للخطة وهو الأهم فيتمثل فى زيادة عدد أشجار الزيتون إلى 100 مليون فى 2020، والتركيز على أصناف إنتاج الزيت الذى لا تنتج مصر منه سوى 1% فقط من الإنتاج العالمى.
وتبلغ المساحة المنزرعة بالزيتون فى العالم، نحو 21 مليوناً و429 ألف فدان، 98% منها تتركز فى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، فى دول أسبانيا، اليونان، إيطاليا، تونس، المغرب، سوريا، مصر، ولبنان، وتنتج هذه المساحة حوالى 10 ملايين طن من ثمار الزيتون، يستخدم منها حوالى مليون طن كزيتون مائدة فقط، والباقى لاستخراج حوالى 2 مليون طن زيت زيتون.
ووفقاً لإحصائيات قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة، زادت المساحة المنزرعة بالزيتون فى مصر من 5 آلاف فدان فى نهاية السبعينيات إلى أكثر من 100 ألف فدان فى نهاية التسعينيات، ارتفعت عام 2000 لحوالى 108.3 ألف فدان، وقفزت حاليًا لأكثر من 200 ألف فدان، ويرجع ذلك إلى تفوق نمو شجرة الزيتون بمناطق الاستصلاح الجديدة، عن باقى محاصيل الفاكهة الأخرى، خاصة تحت ظروف الجفاف والملوحة وتباين أنواع التربة.
ويزرع الزيتون فى معظم المحافظات بصورة منفردة غالباً أو مع محاصيل أخرى، ويتم حصاده مرتين فى العام، الأولى بداية من مارس حتى أبريل، والثانية من سبتمبر حتى أكتوبر، حيث يبلغ متوسط إنتاج الفدان الواحد نحو 3.8 طن، ويبلغ حجم الانتاج المصرى 875 ألف طن، تنقسم إلى 550 ألف طن للتخليل «زيتون مائدة»، و325 ألف طن لإنتاج الزيت، يستخرج منها ما يقرب من 32 ألف طن زيت، كما يتم تصدير 107.7 ألف طن زيتون مائدة، بينما الزيت 6500 طن فقط.
ومن أهم أصناف الزيتون «التفاحى، العجيزى الشامى، العجيزى العقصى، الحامض، المراقى، منزانيللو، مشن، بيكوال، كلاماتا، دولسى، كوراتينا، فرانتويو، شملالى، وفى موسم 2018 كان متوسط سعر العجيزى 9 جنيهات للكيلو جرام وسعر العقص 8.75 وسعر التفاحى 9.75، ومتوسط سعر لتر الزيت حوالى 80 جنيه.
وطبقاً للتقرير الصادر عن الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، بلغت صادرات مصر من الزيتون فى 2017 نحو 94.14 مليون دولار، وصادرات زيت الزيتون نحو 10.97 مليون دولار، فيما سجلت خلال أول 9 أشهر من العام الحالى نحو 70.78 مليون دولار.
ومن أجل تحقيق الاستغلال الأمثل لمحصول الزيتون، طالب الخبراء بضرورة التوسع فى زراعة أصناف الزيت، لأن معظم زراعات الزيتون تذهب لصناعة التخليل، ما يهدر قيمة اقتصادية مضافة كبيرة على الاقتصاد المصرى، إضافة إلى استخدام الزراعات عالية الكثافة التى تعتمد على الجمع الآلى والتى تتطلب تنفيذ شروطها بشكل دقيق حتى يتحقق النجاح والهدف المنشود منها، فضلاً عن إنشاء عصارات الزيت بالقرب من أماكن زراعة المحصول وعدم الاعتماد على العصارات القديمة التى تستخدم المكابس وتسبب تخمر لثمرة الزيتون.
وعن كيفية زراعة المحصول بطريقة صحيحة، يجب إراحة التربة لمدة ثلاث أو أربع سنوات قبل زراعة الأشجار، أو زراعة الحقل بالعشب لبضع سنوات ومن ثم تنظيفها، فضلاً عن وصول الحراثة العميقة إلى 20 بوصة، بهدف تدمير الأعشاب المعمرة وزغب التربة، ما يسهم فى تطوير أفضل للنظام الجذرى للأشجار، إضافة إلى إجراء تحليل أساسى للتربة قبل الحرث، وبناء على نتائجه يتم تحديد نوع وكمية الأسمدة الكيماوية الأساسية اللازمة لتحسين التربة.
كما أنه لا يتم زراعة الزيتون فى شكل بذرة ولكن فى هيئة شتلات، وثلاثة أصناف مع بعضها البعض حتى تساعد فى عملية التلقيح، حيث إن أبرز مميزات الزيتون قدرته الفائقة على توفير المياه، لأنه يحتاج إلى كمية ضئيلة منها، مقارنة بالفواكه والخضراوات الأخرى، فما يحتاجه فدان الفاكهة من مياه يروى 7 أفدنة من الزيتون.
أكد الدكتور عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أن مصر تتصدر حجم الإنتاج العالمى لزيتون المائدة بما يتعدى 18% من الإنتاج العالمى لعام 2017.
وأضاف أبوستيت، أن مصر لديها خطط للوصول إلى نحو 100 مليون شجرة زيتون بحلول عام 2020، فى إطار مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، موضحا أن مصر حققت الهدف الأول من خططها وهو الوصول إلى أعلى معدلات إنتاجية لزيتون المائدة، وفى سبيلها لتحقيق الهدف الثانى فى مجال إنتاج زيت الزيتون، لتصبح مصر ضمن الدول السبع التى تحتل الصدارة فى هذا المجال.
وأشار "أبوستيت" إلى أن الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية فى منطقة البحر المتوسط مثل الأمطار الغزيرة المصحوبة بالفيضانات وفصول الشتاء الجافة على غير المعتاد وفصول الربيع التى تتسم بالغيوم والسحب والارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، تؤثر سلبا على إنتاجية وجودة أشجار الزيتون، موضحاً أنه مع التغيرات التى يشهدها المناخ العالمى، فقد يحدث ارتفاعا فى درجات الحرارة ما يؤثر بالسلب على زراعات الزيتون.
وبعد استلام الوزير رئاسة المجلس الدولى للزيتون مؤخرا، أكد أن مصر سوف تتعاون مع دول المجلس خلال فترة رئاستها المقبلة لتعزيز التعاون التقنى والفنى والبحثى فى قطاع الزيتون على المستوى الدولى، معلناً استعداد مصر لاستضافة اجتماعات المجلس الاستشارى للمجلس الدولى للزيتون خلال شهر أبريل المقبل.
ولفت وزير الزراعة إلى أهمية تعزيز دور المجلس فى النهوض بزراعة وإنتاج الزيتون وتوفير المعايير والبحوث لتحقيق التماثل فى التشريعات الوطنية والدولية المتعلقة بالخصائص الفيزيائية والكيمائية والمذاقية لزيت الزيتون.

حذر من استيراد شتلات من الخارج
باحث بمعهد البساتين:
الجمع الآلى يزيد الإنتاجى.. ويجب إنشاء عصارات بجوار أماكن الزراعة
 الدكتور أحمد صبرى، الباحث بقسم بحوث الزيتون بمعهد البساتين، قال إن إنتاج مصر من زيت الزيتون أقل من 1% من الإنتاج العالمى، لأننا لا نهتم بإنتاج وزراعة أصناف الزيت، حيث إن زراعة الزيتون تنقسم إلى 80% للمائدة و20% للزيت.
وأضاف "صبرى" أن أبرز أصناف زيتون المائدة فى مصر العجيزى الشامى وهو صنف مميز لا يوجد إلا فى مصر، وصنف الكلاماتا ويستخدم جميعاً فى التخليل، ومن أبرز أصناف إنتاج الزيت صنف المراقى ويتميز بانتشاره فى سيوة وإنتاجه الجيد والكثيف، موضحاً أن شجرة الزيتون يجب أن تستوفى حصتها الكاملة من البرودة خلال فصل الشتاء حتى تزيد الإنتاجية، فهى تحتاج من 200 إلى 300 ساعة برودة، وفى حالة تغير المناخ فى فصل الشتاء وزادت الحرارة فإن الإنتاجية تتأثر بشدة.
وأشار الباحث بقسم بحوث الزيتون بمعهد البساتين، إلى أنه وفقاً لآخر الإحصائيات الرسمية فى عام 2016/2017، فإن المساحة الكلية لمحصول الزيتون 243 ألف فدان، المثمر منها 188 ألفاً، وتنتج 875 ألف طن ثمار زيتون، تنقسم إلى 550 ألف طن للتخليل «زيتون مائدة»، و325 ألف طن لإنتاج الزيت، يستخرج منها ما يقرب من 32 ألف طن زيت، كما يتم تصدير 107.7 ألف طن زيتون مائدة، بينما الزيت 6500 طن فقط.
وأوضح "صبرى" أن اتجاه الدولة الجديد يسير نحو الزراعات عالية الكثافة وزيادة زراعة أصناف إنتاج الزيت، ونحن نمتلك المقومات الطبيعية التى تساعدنا فى نجاح هذا الاتجاه سواء فى الظروف المناخية وتوافر الأصناف الجيدة، لافتا إلى أن الزراعات عالية الكثافة تعتمد على الجمع الآلى ولكن نجاحها يتطلب تنفيذ شروطها بشكل دقيق فهى تحتاج إلى مساحات كبيرة تصل إلى 700 فدان وأصناف محدودة النمو بطبيعتها لأنه ليس كل صنف يصلح للزراعات عالية الكثافة كما يجب أن تكون أصنافاً تمت تربيتها بطريقة معينة حتى يكون حصادها آلياً حسب الآلة المخصصة لها.
وتابع: «من ضمن مشكلات نقص زراعة أصناف الزيون فى مصر ارتفاع تكلفة جمع المحصول لأننا مازلنا نعتمد على الجمع اليدوى ولذلك يجب الاتجاه لعملية الجمع الآلى الكامل أو نصف الآلى وهذا ما يتم استخدامه فى الخارج وينقصنا فى مصر وتحاول الدولة زيادته فى الفترة المقبلة».
وأشار الباحث بقسم بحوث الزيتون بمعهد البساتين، إلى أن معظم أصناف زيت الزيتون المنتجة فى مصر ليست جيدة ولا تستطيع المنافسة فى الأسواق العالمية ورغم ذلك يعتقد المواطنون أن ما يشترونه هو زيت الزيتون الأصلى، قائلاً «المفروض يكون فى كل بلد فريق أو عدة فرق لتذوق الزيتون ويحددوا الأصناف الكويسة والأصناف الرديئة وإحنا عندنا فى مصر 5 فرق ولكن لازم يزيد عددها فى الفترة الجاية علشان نقدر ننتج زيت قادر على المنافسة عالمياً».
وحتى تنجح خطة الدولة فى زيادة إنتاج زيت الزيتون، أوضح أنه يجب عليها إنشاء عصارات الزيت بالقرب من أماكن زراعة المحصول وعدم الاعتماد على العصارات القديمة التى تستخدم المكابس وتسبب تخمر لثمرة الزيتون، لأن فرق التذوق ستكتشف عيوب الزيت التى تنتج بسبب العصارات القديمة، كما يجب الاعتماد على العصارات ذات المراحل الثلاث أو المرحلتين، لأنها تستخرج الزيت فى جانب والماء الخضرى فى جانب آخر وتفلة الزيتون فى جانب ثالث، مشيرا إلى أن هذه العصارات موجودة فى مصر ولكن ليس بشكل كبير.
وحذر "صبرى" من انتشار استيراد شتلات الزيتون من الخارج بسبب خطورة انتقال الأمراض من الخارج إلى مصر لأن هناك أمراضاً قد تدمر المحاصيل البستانية كلها بسبب هذه الشتلات.

نقيب الفلاحين: «التخليل» إهدار للاقتصاد
وقال حسين عبدالرحمن، نقيب عام الفلاحين، إنه يجب استغلال محصول الزيتون بشكل أفضل فى مصر، لأن معظم زراعات الزيتون تذهب لصناعة التخليل وليس إنتاج الزيت، بسبب عدم وجود مصانع لعصر الزيوت بكمية كافية.
وأضاف عبدالرحمن، أن ذلك الأمر يهدر قيمة مضافة كبيرة يمكن إضافتها للاقتصاد القومى لو تم الاستغلال الأمثل لها، لأن شجرة الزيتون تنتج زيتاً من أنفع الزيوت على سطح الأرض، ونحن نستورد 97% من احتياجاتنا من الزيوت سنويا، وبالتالى من الممكن خفض هذه الكميات المستوردة فى حالة زيادة الاهتمام بهذا المحصول وإنتاج الزيت منه.
وأوضح نقيب عام الفلاحين، أن المساحة المزروعة من أشجار الزيتون وصلت هذا العام لـ200 ألف فدان، تتوزع على محافظات الوادى الجديد والبحيرة وسيناء والفيوم وأسيوط والإسماعلية والجيزة، مشيراً إلى أن متوسط الإنتاجية يختلف وفقاً لكثافة الزراعة والصنف المنزرع.
ولفت عبدالرحمن، إلى أن متوسط إنتاج الشجرة الواحدة للزيتون فى السنة الثالثة من الزراعة يبلغ نحو 3 كيلو جرامات تزداد فى السنة الرابعة إلى 10 كيلو، ثم تزداد فى الخامسة إلى 20 كيلو، وفى السنة السادسة تبلغ 40 كيلو، ثم يستقر الانتاج بعد السنة الثامنة عند 70 إلى 100 كجم إذا كان هناك اهتمام جيد بالخدمة التسميدية والرى.
وتابع: «شجرة الزيتون تعتبر من أفضل الأشجار الواعدة للزراعة فى مصر لرخص سعر شتلة الزيتون مقارنة بأسعار الشتلات الأخرى، وسهولة العناية به وتحمله للظروف القاسية وعدم حساسيته للإصابة بالأمراض، وغير مكلف فى برنامج تسميده أو تقليمه، ويتحمل العطش والملوحة مقارنة بأنواع الفاكهة الأخرى، فهو يتحمل ملوحة تصل إلى 3800 جزء فى المليون، ويتحمل العطش حتى أسبوع دون التأثير على نموه وإنتاجه الاقتصادى، فضلا عن أن ثبات سعر إنتاجه النسبى جعل منه ملاذاً للمستثمرين للحد من مخاطرة تذبذب أسعار الفاكهة الأخرى».
وأوضح نقيب الفلاحين، أن متوسط سعر لتر زيت الزيتون يبلغ 80 جنيهاً، كما أن تكلفة زراعة الفدان تصل إلى 10 آلاف جنيه وتعيش الشجرة لمدة قد تصل لألف سنة تزرع فى شهر مارس من كل عام وتنتج بعد ثلاث سنوات فى شهر أبريل، مشيراً إلى أن أسعار الزيتون على الشجرة لموسم 2018، سجلت سعراً يتراوح بين 9 و10 جنيهات للكيلو.
من جانبه، قال عبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن صادرات الزيتون فى 2017 بلغت نحو 94.14 مليون دولار، وصادرات زيت الزيتون نحو 10.97 مليون دولار.
وأضاف الدمرداش أن زراعة الزيتون مهمة للغاية، لأنه الفرصة الأفضل لاستغلال الصحراء المصرية، خاصة أن البيئة الملائمة لزراعته هى الصحراء، مشيراً إلى أن مصر استغلت تخفيض إنتاج الزيتون فى إسبانيا ودول أوروبا وزادت من إنتاجه عن طريق توفير الأنواع التى يحتاجها السوق الأوروبى التى تنتج أجود أنواع الزيوت فى العالم، ولذلك نحن فى حاجة إلى مشروع قومى كبير لزراعة الزيتون وإنتاجه وتصديره حتى نحتل صدارة الدول المنتجة له.

تعليقات

المشاركات الشائعة