الأهرام تطلق حملة لمواجهة رسومات الإخوان المسيئة (1) جريمة علي جدار الوطن
ليست كتابة عشوائية كما يعتقد البعض, وليست أيضا ألفاظا جارحة تكتب والسلام, وإنما هي وسيلة تشويه متعمدة, في إطار حملة منظمة لتحقيق هدف محدد هو الاساءة للوطن وتشويه رموزه.
القانونيون:ما يكتب سب وقذف يقع تحت طائلـة القانون
ترويج لجماعة إرهابية وجناية في حق المجتمع
تحقيق:محمد هندي
أكد أساتذة وخبراء القانون, أن العبارات المسيئة التي تكتب علي المؤسسات والمساجد والكنائس وفي الشوارع العامة, تعد جريمة في حق المجتمع, وأن مرتكبي هذا العمل يقعون تحت طائلة القانون.وطالبوا بالضرب بيد من حديد علي أيدي هؤلاء وتفعيل النصوص التي وردت بقانون العقوبات حول جرائم السب والقذف وحفاظا علي الوطن والمواطنين.العبارات التي تكتب علي جدران الحوائط والمساجد والكنائس, وفي الشوارع العامة تعبر عن العنف اللفظي, وتعد ضمن جرائم السب والقذف في الطريق العام التي يشمل القانون علي نصوص عقابية شديدة ورادعة خاصة بها ولابد أن تقوم الدولة بدورها في الحزم الأمني لتحقيق الردع لمصلحة الوطن والمواطن.
يقول المستشار رفعت السيد رئيس محكمة جنايات القاهرة الأسبق, أن القانون به نصوص عقابية تعاقب مرتكبي هذه الأفعال بعقوبات رادعة لكن الحقيقة المرة أن هذه النصوص لاتفعل في الواقع لأنها تحتاج إلي ضبط مرتكبيها حال قيامهم بارتكابها فيمكن معاقبتهم طبقا لأحكام مواد القذف والسب والتشهير والابتزاز, ويمكن أيضا معاقبتهم في ذات الوقت بتهم الاتلاف العمدي بالمنشآت والمباني التي تلصق عليها هذه البذاءات أو تكتب عليها العبارات المسيئة, وأضاف أن السلطة يجب أن تضرب بيد حديدية علي هؤلاء المستهترين أولا ومعاقبتهم طبقا للقانون مع نشر هذه العقوبات والأحكام في جميع وسائل الإعلام حتي يرتدع كل من تسول له نفسه إن يفعل مثلهم, أما مجرد الدعوة إلي إدانة هذه الأفعال المسيئة للوطن والمواطنين وأن الأخلاق والأديان تأباها فلا جدوي من ذلك لأن مرتكبي هذه الأعمال ومن وراءها مجرد أدوات يستخدمها أصحاب المصالح مقابل أجر.ويقول المستشار محمد عبد الهادي المتحدث باسم نادي القضاة, إن وضع أي ملصقات علي أي منشأة عامة جريمة ولابد أن يتم تحرير محضر فوري ضد المخالف وهذا بجانب السب والقذف في الطريق العلني والمفروض أن الدولة تقوم بدورها ولابد من الحزم الأمني لتحقيق الردع لمصلحة الوطن والمواطن والقانون يعاقب وضع الملصقات علي أنها غرامة والسب والقذف جنحة.
قوانين حماية البيئة
ويقول الدكتور محمود كبيش عميد كلية الحقوق جامعة القاهرة, أن تشويه الجدران بعبارات مسيئة يمثل مخالفة لقوانين حماية البيئة من التلوث والأضرار بالمنشآت العامة ويعاقب عليها جنائيا, كذلك فهو يمثل ترويجا لجماعة إرهابية ويدخل في نطاق التجريم من القانون المنصوص عليه في الباب الثاني وهو المادة رقم86 ومابعدها ولابد أن يكون الشخص المقبوض عليه هو المتلبس بالجريمة.ويقول حمدي يونس وكيل أول وزارة الزراعة بالقليوبية سابقا: مصر فوق الجميع ومن أرادها بسوء قسمه الله وهي كنانة الله في أرضه وهي ثرية بأولادها الذين يعطون ولايزالون يعطون لمصر وللبشرية جمعاء ومايحدث في تلك الأيام وما نلاحظه عبارة عن وعكة صحية تخرج منها مصر رائدة للمنطقة العربية.وتقول الدكتورة سميحة نصر أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية, في البداية هناك, كلمات كثيرة مسيئة لشخصيات عديدة في المجتمع وهي نوع من أنواع العنف اللفظي يجرمون به الشخصيات دون التأكد من أنهم بالفعل خائنون أو قتلة فهو تجريح لهم وهو يخرج تماما عن نطاق الدين والأخلاق وعادات المصريين وتقاليدهم وهناك ألفاظ بذيئة تخرج تماما عن الإطار الأخلاقي للشخصية المصرية التي لم تستخدم هذه الألفاظ من قبل.أما عن الأفعال فهي عديدة تتجاوز العنف البدني إلي مرحلة الإرهاب وهو ما لايمت بأي صلة إلي الدين الإسلامي أو أي ديانة سماوية تدعو للتسامح والسلام واحترام الآخر.
وفي محاولة لمواجهة هذا الطوفان اللاأخلاقي للكتابات المسيئة تكونت عدة مبادرات شعبية لمحوها أوتعديلها في أحيان أخري.
شيرين عبد العظيم, إحدي سكان مدينة نصر, شاركت مع سكان عمارتها منذ أيام حظر التجول وما بعد اعتصام رابعة في إزالة الكتابات المسيئة.
يجمعون الأموال فيما بينهم ويشترون زجاجات الاسبراي, وينزلون الشوارع لإزالة شتائم الإخوان. تشرح:' مدينة نصرمن أكثر الأماكن التي تحتشد بالمظاهرات, كما تتضمن جامعة الأزهروالمدينة الجامعية لذا نجد يوميا كتابات جديدة مسيئة, خاصة أيام الجمع التي تتكرر فيها المظاهرات وتتجلي فيها مشاهد العنف وأيضا الكتابات الجارحة.'
و تضيف: بدأنا بالأماكن التي تتمركز فيها قوات الجيش والمناطق العسكرية في محاولة لرفع معنويات الجنود, مثل القوات الجوية في شارع يوسف عباس. نقوم بإزالة بعض الكتابات أو تعديلها.' نحول عبارة' السيسي قاتل' إلي' السيسي مقاتل', ومرسي راجع إلي' مرسي راجع السجن', اما عبارة يسقط حكم العسكر فنحولها إلي' يحيا حكم العسكر' وبدلا من الانقلاب هو الإرهاب, تصبح' الإخوان هم الإرهاب. مؤكدة أن المبادرة لاقت ترحيبا واسعا من أهالي المنطقة الذين يقومون بتشجيعهم من النوافذ, كما يشارك فيها بحماس, حراس العقارات.
فكرة تكررت في عدة أماكن في مدينة نصرو مصر الجديدة من سكان العمائر. وقرر بعض الشباب دهان الجدران أمام أحد المولات الشهيرة في مدينة نصر إلي علم كبير كتبوا في منتصفه' ليست الرجولة أنك تعبر عن رأيك علي الحيطة'.
مجموعة أخري ومبادرة أخري قامت بها اللجنة الشعبية بشرق القاهرة و التي تكونت قبل30 يونيو للمشاركة في الإعداد للثورة. مجموعة من شباب الأحزاب قرروا الاستمرار في حملاتهم الإيجابية وكان من بينها محو الكتابات المسيئة علي الجدران.
اساءات حفزت الكثيرين للمشاركة في محوها مثل سهير عبد العزيز, احدي سكان مصر الجديدة,والتي بالرغم من كبر سنها قررت حمل أدوات النظافة والنزول للشارع في محاولة لإزالة اكبر قدر من السباب والالفاظ الجارحة. قائلة' ظللت أبحث عن الوسيلي المثلي حتي عرفت أنني يمكنني استخدام الاسبراي لمحو هذا الانحلال القيمي وعباراته الصادمة والخادشة لحيائنا جميعا'
في الوقت الذي يقوم فيه موظفو الحي في كثير من الأحيان بدهان الجدران لمحو الإساءات لرموز الدولة وللمجتمع ككل, يتباري الآخرون في إعادة الكتابة وهو ما دعا بعض الاهالي لنصحهم باستخدام اللون الأسود بدلا من الأبيض في دهان الجدران.
ومن منطقة إلي أخري, تتعدد الوسائل وتختلف طرق المقاومة لهذا الانهيار القيمي علي الجدران. في كلية تربية نوعية, قام العميد والأساتذة بدعوة الطلبة لتنظيف جدران الكلية من آثار هذه الألفاظ الجارحة. ويشير د. أسامة محمد علي, إلي أن المبادرة سوف تمتد لتشمل دهان وتجميل الجدران حول مدارس محافظة الجيزة.
وهو ما يكرره بعض طلبة الفنون الجميلة والفنون التطبيقية من خلال رسم جداريات فنية حول أسوار الكلية وبعض جدران المنطقة.
صور مختلفة للمقاومة ومحاولات لإزالة الإساءات إلي رموز الدولة تصل أحيانا إلي منع أهالي المنطقة بعض عناصر الإخوان من كتابة عباراتهم الصادمة علي الجدران. كما تقوم حاليا بعض الشركات بالحرص علي استخدام اللوحات الإعلانية ذات الألوان الغامقة حتي لا يستطيع أفراد التنظيم الإخواني استخدامها في كتاباتهم الخادشة والمسيئة.
أوبئة علي جدران المجتمع تنتشر في كثير من مناطقه, وتخدش حياء سكانه وتسيء إلي رموزه و لا تترك وسيلة إلا وتستخدمها بما فيها العلامات الإرشادية في الشوارع.
حرب كلامية علي حوائط الثغر
سامي خير الله
حرب كلامية بمدينة الإسكندرية اشتعلت علي جدران المدينة.. فلوثتها ولوثت جدرانها.. وطمست الذوق العام وجرحت المشاعر.. وانشغلت الإدارة المحلية عن حاجات الناس الأساسية وتفرغت لإزالة آثار العدوان علي جدران عروس البحر الأبيض المتوسط من تجريح متعمد نال من جمال المدينة, وجرح كبرياءها التاريخية التي اشتهرت بها.
ويقول الدكتور هشام سعودي عميد الفنون الجميلة: إن ما يحدث من تشويه لجدران الإسكندرية أمر يستحق وقفة جادة من قبل المسئولين, وكل من يعلن عن سلع بيع وشراء ويستغل الجدران دون وجه حق يجب أن تتم محاسبته بقوة وقف نشاطه وغلقه ورفع الأذي بصورة حضارية.
وقال سعودي: إن كل جهة كتبت أو رسمت يجب أن تجازي وتغرم ويتم معاقبتها, فمن يقبل أن تتحول جدران الإسكندرية إلي شعارات وكلام جارح يقرؤه زوار المدينة وسكانها.. فضلا عن إيذاء الأسر بكلام غير لائق, وشدد سعودي علي وجوب معاقبة من وصفهم بمافيا الإعلانات الخارجة, ومن وصفهم بالنشطاء السياسيين الذين أسهموا بقدر كبير في تنامي هذا السلوك غير الحضاري, الذي ساعد علي انتشار تلك الظاهرة التي طمست هوية المدينة ولطخت جدرانها وحولتها إلي سبورة, الأمر الذي يتلخص في تشويه الجدران وتخريب الذوق العام والتلوث البصري, فلا حل إلا بالضرب بيد من حديد لمن يتجرأ بالإقدام علي الكتابة علي الجدران, وطالب بإزالة جميع الشعارات من جدران المدينة من خلال حملة كبيرة بالتناغم مع الأحياء والمحافظة والجامعة الممثلة في جميع الكليات, والمساعدة في نقل المدينة إلي سلوكها الحضاري التي اشتهرت به بمساعدة جميع طلبة الكلية وتكون الكلية هي النواة لعمل هذه الحملة في جميع أحياء المحافظة. وعلي جانب آخر, أصدر اللواء حسين رمزي سكرتير عام المحافظة تعليمات مشددة لجميع الأحياء برفع كل الشعارات والألفاظ الخارجة من علي جدران المدينة وطلب من كل مقاولي المحافظة طلاء الجدران وطمس تلك الشعارات التي حولت المحافظة الي حرب كلامية متنوعة ما بين سياسة وإعلانات, واستباحة الجدران من القاصي والداني, وطلب من رؤساء الأحياء عمل الإجراءات القانونية اللازمة علي كل هيئة أو فرد شرعوا في الكتابة علي الجدران, مؤكدا أنه لن يفلت أحد من العقاب, وقال إننا قمنا بطلاء العديد من جدران الشوارع التي انتشرت فيها الشعارات السياسية الجارحة, مؤكدا أن الأمر في طريقه إلي العقاب والردع القوي من مسئولي الأحياء, وحذر رمزي الجميع, مؤكدا أنه سيتم فرض غرامات مالية وغلق بعض الجهات التي تعلن علي جدران المدينة إذا ما استمرت في هذا العمل غير القانوني.
علم النفس:الشخصية الإخوانية تثير الإحباط
تحقيق:أمل سعد
خضوع مثل هذه التصرفات غير اللائقة بالشخصية المصرية للتحليل النفسي ووضعها تحت المجهر أمر ضروري ليس لأهمية القائمين بها ولكن لكشف امراضهم النفسية وتدارك سلبيات التنشئة للأجيال القادمة..
أ.د هاشم بحري رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر يحلل هذه الأفعال قائلا أنها نوع من العنف ضد المجتمع الذي نطلق علي القائم به أنه شخص عدواني لديه اضطراب في الشخصية بداخله فكرة معينة يري أنها أفضل شيء في الكون وأنه لا يمكن تصحيحها وبالتالي يتعامل مع الآخرين من منطلق أنهم أقل منه, وبالقطع يجد رفضا من الشارع وتكون النتيجة أن يلجأ الي التكتل مع أصدقائه المؤمنين بنفس الفكرة والمباديء وينزلوا الي الشارع للتعبير عن أنفسهم بأي طريقةوكلما زاد حجم العدوان بداخلهم زادت اعتداءاتهم ولا يجب أن نغفل هنا أن سلوكيات جماعة الاخوان مبنية علي مبدأ السمع والطاعة أي أن العضو فيها ليس له رأي وبالتالي غضبه أشد لأنه يشعر أنه لا قيمة له وهكذا نري النتيجة ممثلة في مثل هذه السلوكيات التي تعد' تنفيسا' سلبيا عما بداخلهم.. والحل يجب أن يبدأ بالتعليم ومناهجه التي ترسخ لمبدأ السمع والطاعة من خلال الحفظ والتلقين والغاء العقل والتفكير
أ.د أحمد فخري استشاري علم النفس البيئي والعلاج النفسي بجامعة عين شمس يري أن تشويه الجدران يعد نوعا من أنواع الارهاب فهو اما لفظي أو معنوي أو مادي بعبارات عدوانية وهو نابع من سلوك ارهابي يحتوي علي عدوان تجاه المجتمع والدليل علي ذلك أن التشويه يكون علي جدران المباني الأثرية والمؤسسات الحكومية ويعتقد القائمون به أن تكرار الرسالة في أماكن كثيرة سوف يصيب الهدف ويعمل علي انجاحه وهو مفهوم خاطيء لأن فكرة التشويه مرفوضة لدي الشعب ويري أنها استفزاز متعمد لامبرر له وبالفعل فان هذا السلوك الاستفزازي للأخرين يحقق للقائمين عليه الاحساس بالنشوة والراحة النفسية ولا نبالغ اذا قلنا إنه بحجم انتشار تشويه الجدران واتساخها يتحقق لهم الشعور بالانتصار بل وأن لهم دور في المجتمع وهو ما نسميه شخصيات' سيكوباتية' مضادة للمجتمع والمخربين والمحرضين علي التخريب دائما ما تتسم سلوكياتهم بالفساد والعدوان الظاهر سواء الأفعال أو الاشارات أو الألفاظ في احتكاكهم بالأخرين لأنهم يعانون من ضعف داخلي وهشاشة في البناء النفسي تماما كشخصية المدمن والسارق حيث يقومون بأعمال عدائية تجاه المجتمع لحماية أنفسهم من الضعف وأخيرا لجأوا الي استغلال أطفال الشوارع للكتابة علي الجدران وتشويهها.
والحل هو تطبيق القانون علي هؤلاء المجرمين ليطبق عليهم مبدأ الثواب والعقاب لان ردود أفعالهم دائما هي اختراق النظم والقوانين الموجودة في المجتمع وكذلك تكوين مجموعات متخصصة في العلاج والارشاد النفسي في الأماكن الايوائية سواء مؤسسات الاحداث أو السجون لتقوم بتعديل سلوكياتهم وافكارهم بالحوار وورش العمل لبث مفاهيم روح الجماعة والانتماء للوطن وحب المجتمع حيث إن جميعها مفاهيم مكتسبة وليست فطرية.
الجرافيتي حالة ثورية.. والشتائم انحراف بالذوق العام
فكرة الثورة علي الجدران, فكرة مجتمعية كما يقول الفنان التشكيلي طه قرني, صاحب جدارية الثورة الشهيرة. فالحالة الثورية مناشدة آنية بالألم وتعبير عن القهر الذي يقع علي بعض فئات الشعب. معتبرا فن الجرافيتي فنا مباشرا يرتبط بالحراك الثوري.
ويضيف: كانت الجداريات في25 يناير تعبيرا عن الحالة الثورية وارتقاء بالذوق العام. أما ما يحدث الآن من شتائم وإيحاءات لفظية خادشة فهو يخرج عن إطار الفن. هو تعبير إنفعالي بقصد تحويل الجدران إلي وسيلة لتوصيل رسائل معينة لأكبر عدد من الناس. وغالبا ما يستخدمها أنصار حزب معين وتعبر عن انتمائهم له. فما لا يستطيعون أخذه بالقوة, يعبرون عنه بطريقتهم علي الجدران و يختارون ألفاظا قبلية خاصة بهم. مشيرا إي أنه في الثورات, لا يوجد ما يطلق عليه أنصار حزب ولكن يكون الحديث بإسم الوطن.
رأي الدين:سب المسلم فسوق والدعوة لقتاله كفرحتي بيوت الله لم تسلم من الإيـــذاء
تحقيق:حسني كمال وإبراهيم عمران:
أكد علماء الدين أن استخدام الشعارات المسيئة والألفاظ البذيئة التي تسيء للمواطنين أو الهيئات أو المؤسسات, أو ولاة الأمر, أمر نهي عنه الإسلام, ويخالف قول النبي, صلي الله عليه وسلم,( ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء).
وأوضح علماء الدين أن الإضرار بالناس وإيذاءهم, واتخاذ وسائل المعايرة والمعايبة تدل علي تدن أخلاقي, وانحطاط سلوكي, لا يفعله إلا الذين لا يقدرون حدود الله, ولا يراعون مشاعر الناس, ولا حرمات الطرق, والعقارات, التي يلوثونها بمداد أحقادهم, التي تنبئ عن سوء أفعالهم, وتدل علي فقدهم لأدني مكارم الأخلاق,
وطالبوا الجميع بإزالة تلك العبارات والشعارات تنفيذا لآداب وتعاليم الإسلام التي أوجبت إماطة الأذي عن الطريق.
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم, عضو هيئه كبار العلماء, أن هذا التصرف يعتبر سلوكا غير مستقيم ويعود بالإثم علي صاحبه ويعود علي المعتدي عليه بالحسنات أي أن المعتدي عليه بالكتابة والشتائم والألفاظ البذيئة علي الحائط يأخذ من حسنات المعتدي وأضاف: إن هذا السلوك جريمة من الجرائم الأخلاقية ويعتبر إسفافا في التعامل الإنساني علي بني البشر ويجب علي كل مسلم ان يبتعد عن هذا التصرف البذئ لانه ليس من صفات المؤمن لان من صفات المؤمن البعد عن أي سلوك خاطئ لان الرسول الكريم قال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وأوضح ان من سب أخاه بشتائم سواء بالكتابة علي الجدران أو بالكتابة في الصحف يعتبر عدوانا علي الإنسان الذي كرمه الله في كتابه العزيز في قوله تعالي:( ولقد كرمنا بني آدم)
وقال ان هذا السلوك محرم شرعا وقانونا وإنسانيا ويجب أن يطبق عقوبة علي من يقوم بمثل هذا العمل الذي يمثل عدوانا علي الإنسانية
في السياق ذاته قال الدكتور عبد الفتاح إدريس, أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر, إن الذين يكتبون هذه الألفاظ لم يتخلقوا بأخلاق الإسلام لان الأسوياء من الناس لا تصدر منهم هذه البذاءات التي تعتبر جريمة إسلامية وجريمة إنسانية وأخلاقية وجريمة في حق المجتمع الذي نعيش فيه
وأضاف ان هذه التصرفات نابعة من سلوك غير سوي لأصحابها وطالب بضرورة سن قانون يجرم هذه التصرفات التي تعتبر في حق المجتمع والإنسانية.
من جانبه يقول الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر, إن الكتابة علي الحوائط وتلويثها واستخدام الشعارات المسيئة علي الحوائط ليست من الإسلام في شئ وذلك لأن الله تعالي قال:( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم, ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن)( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب) وقال جل شأنه( ويل لكل همزة لمزة) وقال سبحانه وتعالي( هماز مشاء بنميم) وقال النبي, صلي الله عليه وسلم,( إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام) وتدل هذه النصوص وما يماثلها علي حرمة الإساءة إلي الخلق, بالغمز واللمز والسب والشتم, بكافة الصور, وقد بين النبي, صلي الله عليه وسلم, حقيقة المسلم الحق, والمؤمن الصدق وهذه الكلمات الخادشة للحياء تدل علي عدم حياء فاعلها, سواء بالتسبب أو المباشرة, ومعلوم أن الإسلام جوهره الحياء, فيقال لهؤلاء المعتدين( إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ومعلوم أن الإضرار بالناس وإيذاءهم, واتخاذ وسائل المعايرة والمعايبة تدل علي تدن أخلاقي, وانحطاط سلوكي, لا يفعله إلا الذين لا يقدرون حدود الله, ولا يراعون مشاعر الناس, ولا حرمات الطرق, والعقارات, التي يلوثونها بمداد أحقادهم, التي تنبئ عن سوء أفعالهم, وتدل علي فقدهم لأدني مكارم الأخلاق, ومن الواجب علي المواطن الحر, أن يبادر بإصلاح هذا الفساد الاجتماعي, والتدني الأخلاقي, لأن ذلك من باب, تغيير المنكر,( وهذه الأفعال الرديئة حرام.. حرام), والقاعدة الفقهية تقول( ما أدي إلي الحرام فهو حرام), ويجب الأخذ بشدة علي مرتكبي هذه الجرائم المسيئة للدين والوطن والأخلاق.
ويقول الشيخ عاصم قبيصي, إمام مسجد النادي الأهلي, إن نظافة المساجد وحوائطه دعا إليها الإسلام, وحبب فيها الله تعالي, بل أمر بتنظيفها وتطهيرها, لأنها بيوت الله عز وجل, وقال تعالي:( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه, يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال) سورة النور, وقد أمر الله بصيانتها, وتقديرها, كما قدرها الله وعظمها, وليس من تقدير المسجد ترك الأوساخ أو تعمد الكتابة علي جدران المساجد, وفي الحديث عن عائشة أن رسول الله أمر ببناء المساجد وأمر بتنظيفها وتطهيرها, وحديث آخر, لما بال الأعرابي في المسجد نهاه عن ذلك النبي, صلي الله عليه وسلم, وقال إن هذه المساجد لاتصلح لشئ من هذا البول والقذر, إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن والصلاة, وهناك العديد من الأحاديث التي يأمر النبي بها بتطييب المساجد وتنظيفها, فما نري من كتابة علي جدران المساجد وعلي أبواب وحوائط دورات المياه إنما من قبيل الإساءة يفعلها أصحابها فيحاسبون عليها أمام الله عز وجل, فيجب أن تترك المساجد نظيفة وحوائطها حتي تدخل السرور علي داخلي بيوت الله عز وجل, وأقول لمن يفعل ذلك اتقوا الله عز وجل, وإن هذه الكتابة علي الجدران هي سب وتجريح للناس, ومحرمة شرعا, وخاصة في المساجد, التي هي بيوت الله عز وجل, وأن هذا شئ تأباه الفطرة السليمة, وماجعلت المساجد ليكتب عليها شعارات أوسباب أو تجريح, إنما جعلت للذكر والعبادة, وهي تمثل إساءة لحرمة المساجد, فهي أيضا حرام شرعا, وتسبب الأذي لكل من يقرأها, بل تقع تحت مسمي الإفساد في الأرض.
من جانبه قال الدكتور أحمد حسين, وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر, أن الإسلام دين يدعو إلي النظافة وإلي الجمال, ويبغض ويكره التشويه والقبح,( إن الله جميل يحب الجمال) وليس هذا الجمال مقتصرا علي الإنسان في شخصه بنظافته وطهارته, ولكن يتعداه إلي كل من حوله, فيجب أن يحرص الإنسان علي نظافة البيت والشارع, وكان من اهتمامات النبي, صلي الله عليه وسلم, أن دعانا إلي إماطة الأذي عن الطريق فقال صلي الله عليه وسلم,( إماطة الأذي عن الطريق صدقة) وليس المقصود بالأذي فقط هو ما نجده في الشارع من مخلفات وقمامة, بل إماطة الأذي أيضا عن الحوائط والعبارات المسيئة للقيم والمبادئ أو الخادشة للحياء, أو بها سباب وشتائم للأشخاص والهيئات والمؤسسات, كل ذلك مما يرفضه الإسلام, ويعتبره نوعا من القبح والأذي ينبغي أن نتنزه عنه في شوارعنا وطرقاتنا, وهذه دعوة إلي من يشوهون الجدران والطرقات بدعاوي حزبية أو فئوية وفيها تعد علي الآخرين أن يقتدوا بقول النبي, صلي الله عليه وسلم,( إماطة الأذي عن الطريق صدقة) وقد وضع الإسلام جزاء عظيما لمن يميط الأذي عن طريق الناس,
التشكيليون: الإخوان شوهوا شوارع وميادين مصر
تحقيق:داليا منشاوي:
الحوائط مرآة لثقافة الشعوب, وما تحمله من عبارات ورسومات يعد إنعكاسا لاخلاقيات وسلوكيات الشعب.
هذا ما اكد الفنانون التشكيليون الذين يرون أن انتشار فن الجرافيتي في الشوارع والميادين يمثل حالة ثورية راقية وإن الأخوان شوهوا بعباراتهم المسيئة شوارع وميادين مصر.
يقول د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية: أن الحائط يمثل صورة لثقافة الشعب ويحمل مضمون وعنوان سلوكيات وأخلاق المواطن وطريقة تناوله للحياة وأيام الثورة كان الجرافيتي يعبر عن حس الشعب ولكن للأسف مع الوقت حولته جماعة الإخوان إلي سلبيات تلوث وجه العاصمة خاصة ما يحمل ألفاظا وبذاءات يعاقب عليها القانون وحاليا نحتاج لإزالتها والقطاع جاهز وعلي أتم الاستعداد للمساهمة في عمل جداريات في كل المحافظات بل يسعد كل فنان شاب أن يشارك فيما يفيد بلده.
أما الفنان التشكيلي محمد عبلة فيري ضرورة تكاتف جميع الجهود مع بعضها البعض خلال إجازة نصف العام تتعاون وزارة التعليم مع وزارة الشباب والمحافظات في استغلال طاقات الشباب واستثمار أوقات فراغهم في حملة لتنظيف وإزالة الملصقات من علي الجدران كل مجموعة في نطاق مدرستها مثلا مما ينمي شعورهم بالولاء والانتماء لبلدهم مع تقدير مكافأة رمزية صغيرة لمن يشارك منهم وطبعا جميع الفنانين التشكيليين علي أتم الاستعداد للمشاركة مع مجموعات الشباب في تزين الجدران برسوم وجداريات فنية.
الفنان التشكيلي د.طه قرني:
حملة النظافة تشمل مشروع معرض' رؤية جدران مصر' لقيمتها التاريخية والثقافية والمفترض أن نعمل كفنانين تشكيليين لإعادة شكل الجدار المصري بما يليق بثورتين قام بهما الشعب المصري بحيث يشمل الجزء الأول من المشروع تأصيل فكرة التاريخ المصري والجزء الآخر يدون عليه بما يليق بخروج مصر من ثورتين قام بهما الشعب المصري مع الدعم الأساسي لفكرة احترام الجيش المصري وإعادة صياغة احترام الثقافة الحضارية بما يليق بمدنية وحداثة التجربة المصرية في التناول التشكيلي بعد أن أثبت فن الجرافيتي أنه داعم أساسي ومحرك أثناء الثورات وهذا يتطلب تكوين لجان علمية لوضع برنامج يحمل آلية ما سبق ذكره بحيث تصبح مصر كاملة في مشروع' معرض الجدار'.
5 فرق لتطهير أحياء الجيزة
تحقيق:محمد جمال أبو زيد
بدأت الهيئة العامة للنظافة و التجميل بالجيزة اعمال إزالة العبارات المسيئةو المؤذية للذوق العام من فوق الجدران للمباني و المؤسسات المختلفة و حوائط الكباري و الانفاق و محطات المترو و غيرها.
و كلف الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة الهيئة بتكثيف العمل بكافة المناطق و الاحياء علي مستوي المحافظة من خلال مجموعات عمل محددة, ورفع تقرير اولا باول بما تم إنجازه.
ويقول اللواء احمد هاني المشرف العام علي الهيئة العامة للنظافة و التجميل انه تم الدفع بمجموعات مكونة من5 فرق مجهزة برولات الطمس و البويات و ماكينات الكمبروسر و عدد2 سيارة نقل للمعدات
مشيرا الي ان فرق العمل قامت بدهان اسوار المباني بشوارع الجامعة و ثروت و الدقي و نفق الهرم و سور وزارة الزراعة و محطات المترو بشارع التحرير موضحا انه جار استكمال الاعمال طبقا للبرنامج الزمني لمجموعات العمل علي مستوي احياء المحافظة.
ذلك هو هدف جماعة الإخوان الإرهابية البعيد, تنفيذا لأوامر التنظيم العالمي الذي تؤتمر بأمره بغرض النيل من مصر ورجالها. ولأن عناصر هذه الجماعة يعانون من أمراض نفسية, ويسلكون العنف قولا ولفظا, فقد بدا ذلك واضحا من خلال إنتقائهم للعبارات التي يكتبونها علي الجدران حين تعكس الحقد الذي يسكن نفوسهم. الأهرام يطلق حملة لنظافة العاصمة, وباقي المحافظات لإزالة عبارات الإخوان المسيئة من فوق الجدران التي لم تستثن بيوت الله من الايذاء. وما هو موقف القانون, ورؤية علم النفس, ورد فعل الأجهزة المسئولة في مواجهة هذا الأجرام الذي قال عنه الرسول صلي الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر, ويصنفه القانون بأن هذه الأفعال تمثل جريمة علي الجدران.
القانونيون:ما يكتب سب وقذف يقع تحت طائلـة القانون
ترويج لجماعة إرهابية وجناية في حق المجتمع
تحقيق:محمد هندي
أكد أساتذة وخبراء القانون, أن العبارات المسيئة التي تكتب علي المؤسسات والمساجد والكنائس وفي الشوارع العامة, تعد جريمة في حق المجتمع, وأن مرتكبي هذا العمل يقعون تحت طائلة القانون.وطالبوا بالضرب بيد من حديد علي أيدي هؤلاء وتفعيل النصوص التي وردت بقانون العقوبات حول جرائم السب والقذف وحفاظا علي الوطن والمواطنين.العبارات التي تكتب علي جدران الحوائط والمساجد والكنائس, وفي الشوارع العامة تعبر عن العنف اللفظي, وتعد ضمن جرائم السب والقذف في الطريق العام التي يشمل القانون علي نصوص عقابية شديدة ورادعة خاصة بها ولابد أن تقوم الدولة بدورها في الحزم الأمني لتحقيق الردع لمصلحة الوطن والمواطن.
يقول المستشار رفعت السيد رئيس محكمة جنايات القاهرة الأسبق, أن القانون به نصوص عقابية تعاقب مرتكبي هذه الأفعال بعقوبات رادعة لكن الحقيقة المرة أن هذه النصوص لاتفعل في الواقع لأنها تحتاج إلي ضبط مرتكبيها حال قيامهم بارتكابها فيمكن معاقبتهم طبقا لأحكام مواد القذف والسب والتشهير والابتزاز, ويمكن أيضا معاقبتهم في ذات الوقت بتهم الاتلاف العمدي بالمنشآت والمباني التي تلصق عليها هذه البذاءات أو تكتب عليها العبارات المسيئة, وأضاف أن السلطة يجب أن تضرب بيد حديدية علي هؤلاء المستهترين أولا ومعاقبتهم طبقا للقانون مع نشر هذه العقوبات والأحكام في جميع وسائل الإعلام حتي يرتدع كل من تسول له نفسه إن يفعل مثلهم, أما مجرد الدعوة إلي إدانة هذه الأفعال المسيئة للوطن والمواطنين وأن الأخلاق والأديان تأباها فلا جدوي من ذلك لأن مرتكبي هذه الأعمال ومن وراءها مجرد أدوات يستخدمها أصحاب المصالح مقابل أجر.ويقول المستشار محمد عبد الهادي المتحدث باسم نادي القضاة, إن وضع أي ملصقات علي أي منشأة عامة جريمة ولابد أن يتم تحرير محضر فوري ضد المخالف وهذا بجانب السب والقذف في الطريق العلني والمفروض أن الدولة تقوم بدورها ولابد من الحزم الأمني لتحقيق الردع لمصلحة الوطن والمواطن والقانون يعاقب وضع الملصقات علي أنها غرامة والسب والقذف جنحة.
قوانين حماية البيئة
ويقول الدكتور محمود كبيش عميد كلية الحقوق جامعة القاهرة, أن تشويه الجدران بعبارات مسيئة يمثل مخالفة لقوانين حماية البيئة من التلوث والأضرار بالمنشآت العامة ويعاقب عليها جنائيا, كذلك فهو يمثل ترويجا لجماعة إرهابية ويدخل في نطاق التجريم من القانون المنصوص عليه في الباب الثاني وهو المادة رقم86 ومابعدها ولابد أن يكون الشخص المقبوض عليه هو المتلبس بالجريمة.ويقول حمدي يونس وكيل أول وزارة الزراعة بالقليوبية سابقا: مصر فوق الجميع ومن أرادها بسوء قسمه الله وهي كنانة الله في أرضه وهي ثرية بأولادها الذين يعطون ولايزالون يعطون لمصر وللبشرية جمعاء ومايحدث في تلك الأيام وما نلاحظه عبارة عن وعكة صحية تخرج منها مصر رائدة للمنطقة العربية.وتقول الدكتورة سميحة نصر أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية, في البداية هناك, كلمات كثيرة مسيئة لشخصيات عديدة في المجتمع وهي نوع من أنواع العنف اللفظي يجرمون به الشخصيات دون التأكد من أنهم بالفعل خائنون أو قتلة فهو تجريح لهم وهو يخرج تماما عن نطاق الدين والأخلاق وعادات المصريين وتقاليدهم وهناك ألفاظ بذيئة تخرج تماما عن الإطار الأخلاقي للشخصية المصرية التي لم تستخدم هذه الألفاظ من قبل.أما عن الأفعال فهي عديدة تتجاوز العنف البدني إلي مرحلة الإرهاب وهو ما لايمت بأي صلة إلي الدين الإسلامي أو أي ديانة سماوية تدعو للتسامح والسلام واحترام الآخر.
المبادرات الشعبية نقطة الانطلاق
دعاء خليفة
علي سور الكلية الحربية.. علي كوبري التجنيد..وواجهات العمائر.. شتائم وبذاءات وألفاظ خادشة للحياء, أطلق عليها فاروق جويدة' أوبئة الجدران' ووصفها الفنان التشكيلي محمد عبلة بأنه استخدام سييء لفن راق.
انتشرت في الشهور الأخيرة تحمل سبابا لرموز الدولة ولقيادات المؤسسة العسكرية, بل تعدي الأمر إلي توجيه عبارات الإهانة والسباب إلي جموع الشعب المصري مثل العبارة التي حملتها جدران إحدي محطات المترو الشهيرة؟' الانقلاب مثل الاغتصاب..في ناس بتحبه وناس بتقاومه'.
شتائم وألفاظ جارحة, خارج إطارالأخلاق العامة بل تتحدي الذوق العام والنسق القيمي للمجتمع الذي تخللته الكثير من الثقوب.
شتائم وألفاظ جارحة, خارج إطارالأخلاق العامة بل تتحدي الذوق العام والنسق القيمي للمجتمع الذي تخللته الكثير من الثقوب.
وفي محاولة لمواجهة هذا الطوفان اللاأخلاقي للكتابات المسيئة تكونت عدة مبادرات شعبية لمحوها أوتعديلها في أحيان أخري.
شيرين عبد العظيم, إحدي سكان مدينة نصر, شاركت مع سكان عمارتها منذ أيام حظر التجول وما بعد اعتصام رابعة في إزالة الكتابات المسيئة.
يجمعون الأموال فيما بينهم ويشترون زجاجات الاسبراي, وينزلون الشوارع لإزالة شتائم الإخوان. تشرح:' مدينة نصرمن أكثر الأماكن التي تحتشد بالمظاهرات, كما تتضمن جامعة الأزهروالمدينة الجامعية لذا نجد يوميا كتابات جديدة مسيئة, خاصة أيام الجمع التي تتكرر فيها المظاهرات وتتجلي فيها مشاهد العنف وأيضا الكتابات الجارحة.'
و تضيف: بدأنا بالأماكن التي تتمركز فيها قوات الجيش والمناطق العسكرية في محاولة لرفع معنويات الجنود, مثل القوات الجوية في شارع يوسف عباس. نقوم بإزالة بعض الكتابات أو تعديلها.' نحول عبارة' السيسي قاتل' إلي' السيسي مقاتل', ومرسي راجع إلي' مرسي راجع السجن', اما عبارة يسقط حكم العسكر فنحولها إلي' يحيا حكم العسكر' وبدلا من الانقلاب هو الإرهاب, تصبح' الإخوان هم الإرهاب. مؤكدة أن المبادرة لاقت ترحيبا واسعا من أهالي المنطقة الذين يقومون بتشجيعهم من النوافذ, كما يشارك فيها بحماس, حراس العقارات.
فكرة تكررت في عدة أماكن في مدينة نصرو مصر الجديدة من سكان العمائر. وقرر بعض الشباب دهان الجدران أمام أحد المولات الشهيرة في مدينة نصر إلي علم كبير كتبوا في منتصفه' ليست الرجولة أنك تعبر عن رأيك علي الحيطة'.
مجموعة أخري ومبادرة أخري قامت بها اللجنة الشعبية بشرق القاهرة و التي تكونت قبل30 يونيو للمشاركة في الإعداد للثورة. مجموعة من شباب الأحزاب قرروا الاستمرار في حملاتهم الإيجابية وكان من بينها محو الكتابات المسيئة علي الجدران.
اساءات حفزت الكثيرين للمشاركة في محوها مثل سهير عبد العزيز, احدي سكان مصر الجديدة,والتي بالرغم من كبر سنها قررت حمل أدوات النظافة والنزول للشارع في محاولة لإزالة اكبر قدر من السباب والالفاظ الجارحة. قائلة' ظللت أبحث عن الوسيلي المثلي حتي عرفت أنني يمكنني استخدام الاسبراي لمحو هذا الانحلال القيمي وعباراته الصادمة والخادشة لحيائنا جميعا'
في الوقت الذي يقوم فيه موظفو الحي في كثير من الأحيان بدهان الجدران لمحو الإساءات لرموز الدولة وللمجتمع ككل, يتباري الآخرون في إعادة الكتابة وهو ما دعا بعض الاهالي لنصحهم باستخدام اللون الأسود بدلا من الأبيض في دهان الجدران.
ومن منطقة إلي أخري, تتعدد الوسائل وتختلف طرق المقاومة لهذا الانهيار القيمي علي الجدران. في كلية تربية نوعية, قام العميد والأساتذة بدعوة الطلبة لتنظيف جدران الكلية من آثار هذه الألفاظ الجارحة. ويشير د. أسامة محمد علي, إلي أن المبادرة سوف تمتد لتشمل دهان وتجميل الجدران حول مدارس محافظة الجيزة.
وهو ما يكرره بعض طلبة الفنون الجميلة والفنون التطبيقية من خلال رسم جداريات فنية حول أسوار الكلية وبعض جدران المنطقة.
صور مختلفة للمقاومة ومحاولات لإزالة الإساءات إلي رموز الدولة تصل أحيانا إلي منع أهالي المنطقة بعض عناصر الإخوان من كتابة عباراتهم الصادمة علي الجدران. كما تقوم حاليا بعض الشركات بالحرص علي استخدام اللوحات الإعلانية ذات الألوان الغامقة حتي لا يستطيع أفراد التنظيم الإخواني استخدامها في كتاباتهم الخادشة والمسيئة.
أوبئة علي جدران المجتمع تنتشر في كثير من مناطقه, وتخدش حياء سكانه وتسيء إلي رموزه و لا تترك وسيلة إلا وتستخدمها بما فيها العلامات الإرشادية في الشوارع.
حرب كلامية علي حوائط الثغر
سامي خير الله
حرب كلامية بمدينة الإسكندرية اشتعلت علي جدران المدينة.. فلوثتها ولوثت جدرانها.. وطمست الذوق العام وجرحت المشاعر.. وانشغلت الإدارة المحلية عن حاجات الناس الأساسية وتفرغت لإزالة آثار العدوان علي جدران عروس البحر الأبيض المتوسط من تجريح متعمد نال من جمال المدينة, وجرح كبرياءها التاريخية التي اشتهرت بها.
ويقول الدكتور هشام سعودي عميد الفنون الجميلة: إن ما يحدث من تشويه لجدران الإسكندرية أمر يستحق وقفة جادة من قبل المسئولين, وكل من يعلن عن سلع بيع وشراء ويستغل الجدران دون وجه حق يجب أن تتم محاسبته بقوة وقف نشاطه وغلقه ورفع الأذي بصورة حضارية.
وقال سعودي: إن كل جهة كتبت أو رسمت يجب أن تجازي وتغرم ويتم معاقبتها, فمن يقبل أن تتحول جدران الإسكندرية إلي شعارات وكلام جارح يقرؤه زوار المدينة وسكانها.. فضلا عن إيذاء الأسر بكلام غير لائق, وشدد سعودي علي وجوب معاقبة من وصفهم بمافيا الإعلانات الخارجة, ومن وصفهم بالنشطاء السياسيين الذين أسهموا بقدر كبير في تنامي هذا السلوك غير الحضاري, الذي ساعد علي انتشار تلك الظاهرة التي طمست هوية المدينة ولطخت جدرانها وحولتها إلي سبورة, الأمر الذي يتلخص في تشويه الجدران وتخريب الذوق العام والتلوث البصري, فلا حل إلا بالضرب بيد من حديد لمن يتجرأ بالإقدام علي الكتابة علي الجدران, وطالب بإزالة جميع الشعارات من جدران المدينة من خلال حملة كبيرة بالتناغم مع الأحياء والمحافظة والجامعة الممثلة في جميع الكليات, والمساعدة في نقل المدينة إلي سلوكها الحضاري التي اشتهرت به بمساعدة جميع طلبة الكلية وتكون الكلية هي النواة لعمل هذه الحملة في جميع أحياء المحافظة. وعلي جانب آخر, أصدر اللواء حسين رمزي سكرتير عام المحافظة تعليمات مشددة لجميع الأحياء برفع كل الشعارات والألفاظ الخارجة من علي جدران المدينة وطلب من كل مقاولي المحافظة طلاء الجدران وطمس تلك الشعارات التي حولت المحافظة الي حرب كلامية متنوعة ما بين سياسة وإعلانات, واستباحة الجدران من القاصي والداني, وطلب من رؤساء الأحياء عمل الإجراءات القانونية اللازمة علي كل هيئة أو فرد شرعوا في الكتابة علي الجدران, مؤكدا أنه لن يفلت أحد من العقاب, وقال إننا قمنا بطلاء العديد من جدران الشوارع التي انتشرت فيها الشعارات السياسية الجارحة, مؤكدا أن الأمر في طريقه إلي العقاب والردع القوي من مسئولي الأحياء, وحذر رمزي الجميع, مؤكدا أنه سيتم فرض غرامات مالية وغلق بعض الجهات التي تعلن علي جدران المدينة إذا ما استمرت في هذا العمل غير القانوني.
علم النفس:الشخصية الإخوانية تثير الإحباط
تحقيق:أمل سعد
خضوع مثل هذه التصرفات غير اللائقة بالشخصية المصرية للتحليل النفسي ووضعها تحت المجهر أمر ضروري ليس لأهمية القائمين بها ولكن لكشف امراضهم النفسية وتدارك سلبيات التنشئة للأجيال القادمة..
أ.د هاشم بحري رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر يحلل هذه الأفعال قائلا أنها نوع من العنف ضد المجتمع الذي نطلق علي القائم به أنه شخص عدواني لديه اضطراب في الشخصية بداخله فكرة معينة يري أنها أفضل شيء في الكون وأنه لا يمكن تصحيحها وبالتالي يتعامل مع الآخرين من منطلق أنهم أقل منه, وبالقطع يجد رفضا من الشارع وتكون النتيجة أن يلجأ الي التكتل مع أصدقائه المؤمنين بنفس الفكرة والمباديء وينزلوا الي الشارع للتعبير عن أنفسهم بأي طريقةوكلما زاد حجم العدوان بداخلهم زادت اعتداءاتهم ولا يجب أن نغفل هنا أن سلوكيات جماعة الاخوان مبنية علي مبدأ السمع والطاعة أي أن العضو فيها ليس له رأي وبالتالي غضبه أشد لأنه يشعر أنه لا قيمة له وهكذا نري النتيجة ممثلة في مثل هذه السلوكيات التي تعد' تنفيسا' سلبيا عما بداخلهم.. والحل يجب أن يبدأ بالتعليم ومناهجه التي ترسخ لمبدأ السمع والطاعة من خلال الحفظ والتلقين والغاء العقل والتفكير
أ.د أحمد فخري استشاري علم النفس البيئي والعلاج النفسي بجامعة عين شمس يري أن تشويه الجدران يعد نوعا من أنواع الارهاب فهو اما لفظي أو معنوي أو مادي بعبارات عدوانية وهو نابع من سلوك ارهابي يحتوي علي عدوان تجاه المجتمع والدليل علي ذلك أن التشويه يكون علي جدران المباني الأثرية والمؤسسات الحكومية ويعتقد القائمون به أن تكرار الرسالة في أماكن كثيرة سوف يصيب الهدف ويعمل علي انجاحه وهو مفهوم خاطيء لأن فكرة التشويه مرفوضة لدي الشعب ويري أنها استفزاز متعمد لامبرر له وبالفعل فان هذا السلوك الاستفزازي للأخرين يحقق للقائمين عليه الاحساس بالنشوة والراحة النفسية ولا نبالغ اذا قلنا إنه بحجم انتشار تشويه الجدران واتساخها يتحقق لهم الشعور بالانتصار بل وأن لهم دور في المجتمع وهو ما نسميه شخصيات' سيكوباتية' مضادة للمجتمع والمخربين والمحرضين علي التخريب دائما ما تتسم سلوكياتهم بالفساد والعدوان الظاهر سواء الأفعال أو الاشارات أو الألفاظ في احتكاكهم بالأخرين لأنهم يعانون من ضعف داخلي وهشاشة في البناء النفسي تماما كشخصية المدمن والسارق حيث يقومون بأعمال عدائية تجاه المجتمع لحماية أنفسهم من الضعف وأخيرا لجأوا الي استغلال أطفال الشوارع للكتابة علي الجدران وتشويهها.
والحل هو تطبيق القانون علي هؤلاء المجرمين ليطبق عليهم مبدأ الثواب والعقاب لان ردود أفعالهم دائما هي اختراق النظم والقوانين الموجودة في المجتمع وكذلك تكوين مجموعات متخصصة في العلاج والارشاد النفسي في الأماكن الايوائية سواء مؤسسات الاحداث أو السجون لتقوم بتعديل سلوكياتهم وافكارهم بالحوار وورش العمل لبث مفاهيم روح الجماعة والانتماء للوطن وحب المجتمع حيث إن جميعها مفاهيم مكتسبة وليست فطرية.
الجرافيتي حالة ثورية.. والشتائم انحراف بالذوق العام
فكرة الثورة علي الجدران, فكرة مجتمعية كما يقول الفنان التشكيلي طه قرني, صاحب جدارية الثورة الشهيرة. فالحالة الثورية مناشدة آنية بالألم وتعبير عن القهر الذي يقع علي بعض فئات الشعب. معتبرا فن الجرافيتي فنا مباشرا يرتبط بالحراك الثوري.
ويضيف: كانت الجداريات في25 يناير تعبيرا عن الحالة الثورية وارتقاء بالذوق العام. أما ما يحدث الآن من شتائم وإيحاءات لفظية خادشة فهو يخرج عن إطار الفن. هو تعبير إنفعالي بقصد تحويل الجدران إلي وسيلة لتوصيل رسائل معينة لأكبر عدد من الناس. وغالبا ما يستخدمها أنصار حزب معين وتعبر عن انتمائهم له. فما لا يستطيعون أخذه بالقوة, يعبرون عنه بطريقتهم علي الجدران و يختارون ألفاظا قبلية خاصة بهم. مشيرا إي أنه في الثورات, لا يوجد ما يطلق عليه أنصار حزب ولكن يكون الحديث بإسم الوطن.
رأي الدين:سب المسلم فسوق والدعوة لقتاله كفرحتي بيوت الله لم تسلم من الإيـــذاء
تحقيق:حسني كمال وإبراهيم عمران:
أكد علماء الدين أن استخدام الشعارات المسيئة والألفاظ البذيئة التي تسيء للمواطنين أو الهيئات أو المؤسسات, أو ولاة الأمر, أمر نهي عنه الإسلام, ويخالف قول النبي, صلي الله عليه وسلم,( ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء).
وأوضح علماء الدين أن الإضرار بالناس وإيذاءهم, واتخاذ وسائل المعايرة والمعايبة تدل علي تدن أخلاقي, وانحطاط سلوكي, لا يفعله إلا الذين لا يقدرون حدود الله, ولا يراعون مشاعر الناس, ولا حرمات الطرق, والعقارات, التي يلوثونها بمداد أحقادهم, التي تنبئ عن سوء أفعالهم, وتدل علي فقدهم لأدني مكارم الأخلاق,
وطالبوا الجميع بإزالة تلك العبارات والشعارات تنفيذا لآداب وتعاليم الإسلام التي أوجبت إماطة الأذي عن الطريق.
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم, عضو هيئه كبار العلماء, أن هذا التصرف يعتبر سلوكا غير مستقيم ويعود بالإثم علي صاحبه ويعود علي المعتدي عليه بالحسنات أي أن المعتدي عليه بالكتابة والشتائم والألفاظ البذيئة علي الحائط يأخذ من حسنات المعتدي وأضاف: إن هذا السلوك جريمة من الجرائم الأخلاقية ويعتبر إسفافا في التعامل الإنساني علي بني البشر ويجب علي كل مسلم ان يبتعد عن هذا التصرف البذئ لانه ليس من صفات المؤمن لان من صفات المؤمن البعد عن أي سلوك خاطئ لان الرسول الكريم قال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وأوضح ان من سب أخاه بشتائم سواء بالكتابة علي الجدران أو بالكتابة في الصحف يعتبر عدوانا علي الإنسان الذي كرمه الله في كتابه العزيز في قوله تعالي:( ولقد كرمنا بني آدم)
وقال ان هذا السلوك محرم شرعا وقانونا وإنسانيا ويجب أن يطبق عقوبة علي من يقوم بمثل هذا العمل الذي يمثل عدوانا علي الإنسانية
في السياق ذاته قال الدكتور عبد الفتاح إدريس, أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر, إن الذين يكتبون هذه الألفاظ لم يتخلقوا بأخلاق الإسلام لان الأسوياء من الناس لا تصدر منهم هذه البذاءات التي تعتبر جريمة إسلامية وجريمة إنسانية وأخلاقية وجريمة في حق المجتمع الذي نعيش فيه
وأضاف ان هذه التصرفات نابعة من سلوك غير سوي لأصحابها وطالب بضرورة سن قانون يجرم هذه التصرفات التي تعتبر في حق المجتمع والإنسانية.
من جانبه يقول الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر, إن الكتابة علي الحوائط وتلويثها واستخدام الشعارات المسيئة علي الحوائط ليست من الإسلام في شئ وذلك لأن الله تعالي قال:( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم, ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن)( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب) وقال جل شأنه( ويل لكل همزة لمزة) وقال سبحانه وتعالي( هماز مشاء بنميم) وقال النبي, صلي الله عليه وسلم,( إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام) وتدل هذه النصوص وما يماثلها علي حرمة الإساءة إلي الخلق, بالغمز واللمز والسب والشتم, بكافة الصور, وقد بين النبي, صلي الله عليه وسلم, حقيقة المسلم الحق, والمؤمن الصدق وهذه الكلمات الخادشة للحياء تدل علي عدم حياء فاعلها, سواء بالتسبب أو المباشرة, ومعلوم أن الإسلام جوهره الحياء, فيقال لهؤلاء المعتدين( إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ومعلوم أن الإضرار بالناس وإيذاءهم, واتخاذ وسائل المعايرة والمعايبة تدل علي تدن أخلاقي, وانحطاط سلوكي, لا يفعله إلا الذين لا يقدرون حدود الله, ولا يراعون مشاعر الناس, ولا حرمات الطرق, والعقارات, التي يلوثونها بمداد أحقادهم, التي تنبئ عن سوء أفعالهم, وتدل علي فقدهم لأدني مكارم الأخلاق, ومن الواجب علي المواطن الحر, أن يبادر بإصلاح هذا الفساد الاجتماعي, والتدني الأخلاقي, لأن ذلك من باب, تغيير المنكر,( وهذه الأفعال الرديئة حرام.. حرام), والقاعدة الفقهية تقول( ما أدي إلي الحرام فهو حرام), ويجب الأخذ بشدة علي مرتكبي هذه الجرائم المسيئة للدين والوطن والأخلاق.
ويقول الشيخ عاصم قبيصي, إمام مسجد النادي الأهلي, إن نظافة المساجد وحوائطه دعا إليها الإسلام, وحبب فيها الله تعالي, بل أمر بتنظيفها وتطهيرها, لأنها بيوت الله عز وجل, وقال تعالي:( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه, يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال) سورة النور, وقد أمر الله بصيانتها, وتقديرها, كما قدرها الله وعظمها, وليس من تقدير المسجد ترك الأوساخ أو تعمد الكتابة علي جدران المساجد, وفي الحديث عن عائشة أن رسول الله أمر ببناء المساجد وأمر بتنظيفها وتطهيرها, وحديث آخر, لما بال الأعرابي في المسجد نهاه عن ذلك النبي, صلي الله عليه وسلم, وقال إن هذه المساجد لاتصلح لشئ من هذا البول والقذر, إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن والصلاة, وهناك العديد من الأحاديث التي يأمر النبي بها بتطييب المساجد وتنظيفها, فما نري من كتابة علي جدران المساجد وعلي أبواب وحوائط دورات المياه إنما من قبيل الإساءة يفعلها أصحابها فيحاسبون عليها أمام الله عز وجل, فيجب أن تترك المساجد نظيفة وحوائطها حتي تدخل السرور علي داخلي بيوت الله عز وجل, وأقول لمن يفعل ذلك اتقوا الله عز وجل, وإن هذه الكتابة علي الجدران هي سب وتجريح للناس, ومحرمة شرعا, وخاصة في المساجد, التي هي بيوت الله عز وجل, وأن هذا شئ تأباه الفطرة السليمة, وماجعلت المساجد ليكتب عليها شعارات أوسباب أو تجريح, إنما جعلت للذكر والعبادة, وهي تمثل إساءة لحرمة المساجد, فهي أيضا حرام شرعا, وتسبب الأذي لكل من يقرأها, بل تقع تحت مسمي الإفساد في الأرض.
من جانبه قال الدكتور أحمد حسين, وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر, أن الإسلام دين يدعو إلي النظافة وإلي الجمال, ويبغض ويكره التشويه والقبح,( إن الله جميل يحب الجمال) وليس هذا الجمال مقتصرا علي الإنسان في شخصه بنظافته وطهارته, ولكن يتعداه إلي كل من حوله, فيجب أن يحرص الإنسان علي نظافة البيت والشارع, وكان من اهتمامات النبي, صلي الله عليه وسلم, أن دعانا إلي إماطة الأذي عن الطريق فقال صلي الله عليه وسلم,( إماطة الأذي عن الطريق صدقة) وليس المقصود بالأذي فقط هو ما نجده في الشارع من مخلفات وقمامة, بل إماطة الأذي أيضا عن الحوائط والعبارات المسيئة للقيم والمبادئ أو الخادشة للحياء, أو بها سباب وشتائم للأشخاص والهيئات والمؤسسات, كل ذلك مما يرفضه الإسلام, ويعتبره نوعا من القبح والأذي ينبغي أن نتنزه عنه في شوارعنا وطرقاتنا, وهذه دعوة إلي من يشوهون الجدران والطرقات بدعاوي حزبية أو فئوية وفيها تعد علي الآخرين أن يقتدوا بقول النبي, صلي الله عليه وسلم,( إماطة الأذي عن الطريق صدقة) وقد وضع الإسلام جزاء عظيما لمن يميط الأذي عن طريق الناس,
التشكيليون: الإخوان شوهوا شوارع وميادين مصر
تحقيق:داليا منشاوي:
الحوائط مرآة لثقافة الشعوب, وما تحمله من عبارات ورسومات يعد إنعكاسا لاخلاقيات وسلوكيات الشعب.
هذا ما اكد الفنانون التشكيليون الذين يرون أن انتشار فن الجرافيتي في الشوارع والميادين يمثل حالة ثورية راقية وإن الأخوان شوهوا بعباراتهم المسيئة شوارع وميادين مصر.
يقول د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية: أن الحائط يمثل صورة لثقافة الشعب ويحمل مضمون وعنوان سلوكيات وأخلاق المواطن وطريقة تناوله للحياة وأيام الثورة كان الجرافيتي يعبر عن حس الشعب ولكن للأسف مع الوقت حولته جماعة الإخوان إلي سلبيات تلوث وجه العاصمة خاصة ما يحمل ألفاظا وبذاءات يعاقب عليها القانون وحاليا نحتاج لإزالتها والقطاع جاهز وعلي أتم الاستعداد للمساهمة في عمل جداريات في كل المحافظات بل يسعد كل فنان شاب أن يشارك فيما يفيد بلده.
أما الفنان التشكيلي محمد عبلة فيري ضرورة تكاتف جميع الجهود مع بعضها البعض خلال إجازة نصف العام تتعاون وزارة التعليم مع وزارة الشباب والمحافظات في استغلال طاقات الشباب واستثمار أوقات فراغهم في حملة لتنظيف وإزالة الملصقات من علي الجدران كل مجموعة في نطاق مدرستها مثلا مما ينمي شعورهم بالولاء والانتماء لبلدهم مع تقدير مكافأة رمزية صغيرة لمن يشارك منهم وطبعا جميع الفنانين التشكيليين علي أتم الاستعداد للمشاركة مع مجموعات الشباب في تزين الجدران برسوم وجداريات فنية.
الفنان التشكيلي د.طه قرني:
حملة النظافة تشمل مشروع معرض' رؤية جدران مصر' لقيمتها التاريخية والثقافية والمفترض أن نعمل كفنانين تشكيليين لإعادة شكل الجدار المصري بما يليق بثورتين قام بهما الشعب المصري بحيث يشمل الجزء الأول من المشروع تأصيل فكرة التاريخ المصري والجزء الآخر يدون عليه بما يليق بخروج مصر من ثورتين قام بهما الشعب المصري مع الدعم الأساسي لفكرة احترام الجيش المصري وإعادة صياغة احترام الثقافة الحضارية بما يليق بمدنية وحداثة التجربة المصرية في التناول التشكيلي بعد أن أثبت فن الجرافيتي أنه داعم أساسي ومحرك أثناء الثورات وهذا يتطلب تكوين لجان علمية لوضع برنامج يحمل آلية ما سبق ذكره بحيث تصبح مصر كاملة في مشروع' معرض الجدار'.
5 فرق لتطهير أحياء الجيزة
تحقيق:محمد جمال أبو زيد
بدأت الهيئة العامة للنظافة و التجميل بالجيزة اعمال إزالة العبارات المسيئةو المؤذية للذوق العام من فوق الجدران للمباني و المؤسسات المختلفة و حوائط الكباري و الانفاق و محطات المترو و غيرها.
و كلف الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة الهيئة بتكثيف العمل بكافة المناطق و الاحياء علي مستوي المحافظة من خلال مجموعات عمل محددة, ورفع تقرير اولا باول بما تم إنجازه.
ويقول اللواء احمد هاني المشرف العام علي الهيئة العامة للنظافة و التجميل انه تم الدفع بمجموعات مكونة من5 فرق مجهزة برولات الطمس و البويات و ماكينات الكمبروسر و عدد2 سيارة نقل للمعدات
مشيرا الي ان فرق العمل قامت بدهان اسوار المباني بشوارع الجامعة و ثروت و الدقي و نفق الهرم و سور وزارة الزراعة و محطات المترو بشارع التحرير موضحا انه جار استكمال الاعمال طبقا للبرنامج الزمني لمجموعات العمل علي مستوي احياء المحافظة.
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق