معهد "شاتام هاوس" البحثى البريطانى: الإخوان فشلوا فى الحكم لعدم كفاءتهم.. كانوا يطمحون بأن يحلوا محل الحزب القديم على قمة السلطة.. التنظيم حاول اللعب بالفلول وشباب الثورة لكسب الوقت

قال معهد "شاتام هاوس" البحثى البريطانى، إن تدخل الجيش للإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى لم يكن له علاقة بالدين ولكن بالكفاءة.
وأضاف المعهد فى تقرير كتبه حازم قنديل، الأستاذ بجامعة كامبريدج، ومؤلف كتاب "داخل الإخوان"، إن أنصار التنظيم يزعمون إنهم يقودون هجوماً ثورياً على النظام السلطوى فى مصر بعد توقف مسار الثورة فى الصيف الماضى من قبل ثورة مضادة، لكن هذا خيال، فطموح الإخوان كان ببساطة أن يحلوا محل الحزب الحاكم القديم فى قمة السلطة، وبعد الإطاحة بمبارك مباشرة، حصن الإخوان أنفسهم مع الأجهزة الأمنية لفرض خريطة الطريق التى يفضلونها، وهى إجراء الانتخابات أولاً ثم الدستور، ثم الإصلاح، ورفضت دعوات إصلاح الأجهزة الأمنية قبل المضى قدماً فى الانتخابات.
ولم يخجل الإخوان من أن يشجعوا القمع خلال الفترة الانتقالية، وألقوا اللوم على الضحايا فى كل مناسبة، لأنهم ينفذون القانون بأنفسهم وكرروا مزاعم أن نشطاء الثورة استخدموا السلاح أو مأجورين من الخارج لتنفيذ مخططات أجنبية لتقويض استقرار مصر.
وقال التقرير، إنه فى البرلمان لم يفوت الإخوان فرصة للإشادة بتطبيق القانون، وبعد انتخابه، أعلن مرسى أن الداخلية مؤهلة وتؤدى المهام الوطنية، ولم يتراجع فقط عن تقرير تقصى الحقائق الخاص بالانتهاكات بما فيها قتل المتظاهرين، بل هنأ الشرطة لمساهمتها القيمة فى الثورة، وغنى عن القول إن الانتهاكات الأمنية زادت بشكل كبير خلال فترة حكمه القصيرة، وبعد وقت قصير تم تعزيز طابع رسمى لميليشيات الإخوان ولم يكن هذا مفاجئاً لتنظيم مهووس بإحباط المؤامرات وفرض الطابع البوليسى على التقوى الدينية، لكن الإخوان لديهم مبررات إخلاقية وعملية للتضحية بالثوار على المذبح.. فأخلاقياً شعروا بأن لهم الحق فى أن يحكموا بعد ثمانية عقود من الكدح السياسى، ورأى أغلب قادة الحركة أن أفضل سنوات عمرهم قد أهدرت خلف القضبان، ناهيك عن أنهم الممثلون الحقيقيون للإسلام كما يرون، واعتقدوا أنهم مضطرون لحماية المؤمنين من العلمانيين.. وعلى المستوى العملى، قدر الإخوان صعوية المواجهة مع الأمن، ورغم أن توحيد المعسكر الثورى تحت لوائها كان سيقدم له فرصة، لكن الإخوان لم يكن لديهم استعداد لذلك.
وأضاف: توقع الإخوان أنهم قادرون على تحقيق الاستقرار من الناحية السياسية، إلا أنهم فشلوا فى ذلك بسبب إخفاقاتهم فى المساومات السياسية، وكان واضحاً أن أياً من المتنافسين السياسيين الثلاثة، سواء الإسلاميون أو الموالون للنظام القديم أن نشطاء الثورة، لا يتمتعون بقوة تكفى ليحكموا وحدهم، وكانت التحالفات ضرورية، وبدلاً من أن يقف الإخوان إما مع النظام القديم أو القوى الثورية، حاولوا أن يلعبوا بهم ضد بعضهم لبعض لكى يكسبوا وقتاً.
وخلص تقرير شاتام هاوس إلى القول بأن الإخوان تمت الإطاحة بهم ليس بسبب نفاقهم السياسى، ولكن لأنهم كانوا سيئين فيه وتم اصطيادهم لاحقا، لأنهم لم يفهموا أبدا أن مواطنيهم فضلوا أن يخاطروا بالتراجع إلى السلطوية العلمانية عن الانزلاق إلى فاشية دينية غير جيدة. 





المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة