"أنصار بيت المقدس" الاسم الحركى لميليشيات خيرت الشاطر المسلحة .. امتداد جديد للتنظيم السري للإخوان.. ونائب المرشد مولها بـ 15 مليون دولار لشراء أسلحة.. والشرطة والجيش والتجمعات السكانية أهم الأهداف

حسن البنا أسس "التنظيم الخاص" لقتال اليهود والإنجليز.. وتحول لأداة ردع وانتقام من الدولة المصرية
اغتيال "الخازندار والنقراشي" أشهر عمليات التنظيم قديما .. وتفجيرات سيناء والقاهرة الأشهر حاليا
يبدو أن التنظيم السري لجماعة الإخوان الإرهابية بدأ يستعيد تاريخه الأسود في معاداة النظام، وسياسة الانتقام التي انتهجها الرعيل الأول من الجماعة، تحت مسمى "أنصار بيت المقدس"، تلك الجماعة التي ارتكبت في فترة وجيزة جرائم عديدة بحق مصر والمصريين راح ضحيتها العشرات من المدنيين والشرطيين.
المفاجأة أن جماعة "أنصار بيت المقدس" ، حسب معلومات مؤكدة ، ما هي إلا ميليشيات لرجل الأعمال المهندس خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد الجماعة، فبحسب القيادى الجهادى، محمد الظواهرى شقيق زعيم تنظيم القاعدة، الذي اعترف أمام النيابة بأنه تلقى 15 مليون دولار من الشاطر، قبل القبض عليه بيوم واحد لشراء أسلحة للجماعات الجهادية فى سيناء، وأنه سلم هذه الأموال إلى الدكتور رمزى موافى المعروف بطبيب بن لادن والذى أرسله أيمن الظواهرى، والذى أكد أنه تم بالفعل شراء أسلحة من ليبيا واليمن لتدريب الجماعات الجهادية.
وكشف الظواهري في اعترافاته أن أنصار بيت المقدس هى حلقة الوصل بين الإخوان والقاعدة وتنفذ تعليمات جماعة الإخوان والقاعدة معاولتنظيم الإخوان تاريخ أسود مليئ بالدماء، الذي تأسس عام 1940، حيث شهدت مصر سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات كانت معظمها رد من الجماعة على سياسيات الحكومة ضدها، أراد حسن البنا مؤسس الإخوان أن يكون هذا التنظيم للتصدي لليهود والإنجليز حيث كانت قناعته أن الإنجليز بتواطئهم مع اليهود لن يتركوا مصر ولا فلسطين، ومع شعوره بضعف الحكومات العربية وهزال الجيش المصري في هذا الوقت كان هذا حافزًا آخر لتكوين "النظام الخاص".
وكانت من أبجديات الانضمام للتنظيم أن يمر الفرد الذي يريد الانضمام للتنظيم بـ7 مراحل تشتمل على اختبارات صعبة للتأكد من جدارته والالتزام بأهداف الجماعة.
نسب إلى التنظيم العديد من العمليات العسكرية والاغتيالات ومنها إلقاء قنبلة على النادي البريطاني في ليلة عيد الميلاد1945، ونسف شركة الإعلانات الشرقية الخاصة باليهود آنذاك في 12 نوفمبر 1948، والمشاركة في معارك محدودة في حرب فلسطين.
وتمكن البوليس السياسي عام 1948من كشف التنظيم في قضية عرفت بـ "السيارة الجيب" ، حيث عثر البوليس على سيارة جيب بها جميع أسرار النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين.
غير أن تنظم الإخوان الخاص تحول من قتال اليهود والإنجليز – كما زعم البنا بداية تأسيسه-، إلى قتال الدولة المصرية نفسها والنظام بعد معاداة الحكومة للجماعة بسبب استفحال عملياتها، ففي ٢٢ نوفمبر ١٩٤٧، كان قد أدان القاضي المستشار أحمد الخازندار، بعض شباب الإخوان في عدة قضايا لاعتدائهم على جنود بريطانيين في الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة، وفي العام 1948 كان الخازندار مكلف بالنظر في قضية كبرى تورط فيها جماعة الإخوان المسلمين عرفت وقتها باسم "تفجير سينما مترو"، وبدأت الجماعة تزداد كرها للرجل، وبات الانتقام هو الحل، إلى أن سنحت الفرصة صباح يوم ٢٢ مارس من نفس العام، وأثناء توجه الخازندار إلى عمله أغتيل اغتيل الخازندار أمام منزله فى حلوان، على أيدي شابين من الإخوان هما:"محمود زينهم وحسن عبد الحافظ سكرتير حسن البنا".واستدعى حسن البنا المرشد العام للإخوان، وقتها للتحقيق معه بشأن الحادث ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة، إلا أن مذكرات الدكتور عبد العزيز كامل، عضو النظام الخاص بالإخوان المسلمين، أدانت الجماعة بعد ذلك، حيث قال كامل، :"بدا البنا متوترا وعصبيا خلال اجتماع له مع أعضاء النظام الخاص في اليوم التالى لاغتيال النقراشي، كما بدا كذلك أيضا عبد الرحمن السندي مسئول الجهاز الخاص للجماعة، وقال السندي لـ"البنا": "يا مولانا أنت لما قلت على الخازندار :"لو ربنا يخلصنا منه"، اعتبرنا كلامك أمرًا، فرد البنا قائلاً:"إن كلماتى هذه لا تزيد على الأمنيات ولم تصل إلى حد الأمر، ولم أكلف أحداً بتنفيذ ذلك".
واقعة أخرى تكشف إصرار الجماعة على استخدام سياسة الانتقام، ففي ديسمبر عام 1948، قرر رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقتها محمود فهمي النقراشي باشا حل جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن تورطت الجماعة في أعمال عنف كثيرة.
بدأ شبح الانتقام يلوح من جديد في أفق الإخوان فكانت ساعة الصفر صباح يوم 28 من نفس الشهر الذي صدر فيه قرار الحل، دخل ضابط بوليس برتبة ملازم أول صالة وزارة الداخلية في الطابق الأول فأدي له حراس الوزارة التحية العسكرية، انتظر قليلا حتى وصول النقراشي باشا وما أن اتجه نحو الأسانسير أدى له هذا الضابط التحية العسكرية فرد عليه مبتسما وعندما أوشك النقراشي على دخول الأسانسير أطلق عليه الضابط ثلاث رصاصات في ظهره فسقط قتيلا، تبين بعد ذلك أن الضابط مزيف وأنه طالب بكلية الطب البيطري وينتمى لجماعة الإخوان المسلمين يدعى عبد الحميد أحمد حسن، واعترف بقتل النقراشي قائلاً:"أيوه قتلته واعترف بكده لأنه حل جمعية الإخوان المسلمين وهي جمعية دينية ومن يحلها يهدم الدين..قتلته لأني أتزعم شعبة الإخوان منذ كنت تلميذا في مدرسة فؤاد الأول الثانوية".
في العام 1949 أدرك المستشار القاضي حسن إسماعيل الهضيبي المرشد الثاني للجماعة خطورة التنظيم السري فرأى ضرورة حله ولكن بشكل تدريجي إلا أن التنظيم ظل مستمرا ومقصورا على عدد من أعضاء الجماعة لم يقدر أحدا أعدادهم.





المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة