عمرو حلمى وزير الصحة الأسبق: السيسى زعيم حقيقى وصباحى سيدعمه حال ترشحه.. البرادعى أسهل حاجة عنده الانسحاب.. ولا صوت يعلو على صوت محاربة الإرهاب.. إجراء الانتخابات النيابية أولا يسبب اقتتال بالشارع
حذر الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة الأسبق والمنسق العام للجنة التسيير بالتيار الشعبى، من خطورة أن يأتى رئيس لمصر، ملتحفا بالمنتمين لنظام مبارك وحاشيته، متمنيا أن يبتعد هؤلاء عن القرار السياسى وعن مؤسسة الرئاسة وما حولها، لرؤيتهم أنهم يحاولون اختراق الحياة السياسية خلال هذه الفترة، رافضا عودة "فلول" مبارك والإخوان، ليكون الرئيس القادم مدعوما بقوى الثورة والشارع.
وتحدث حلمى خلال حواره مع "اليوم السابع" عن الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، وحمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى وجماعة الإخوان والدستور والضجة التى أثيرت بعد الإعلان عن اكتشاف دواء جديد لمرضى فيروس سى، وغيرها من الملفات الشائكة فى الحوار التالى..
هل تلتزم القوى السياسية بدورها فى التعاون مع مؤسسات الدولة لمواجهة الإرهاب وإعادة الأمن للشارع والمواطن؟
فى أول ظهور للدكتور حازم الببلاوى بعد تشكيل الوزارة الذى أخذ وقت طويل لتسمية رئيس الوزراء، كان يُصرح بأنه لا اقتصاد بدون أمن، لذا أرسلنا له كتيار شعبى أن مفهوم الأمن ليس شرطة وجيشا فقط، بل يتمثل فى كل المجهودات الحكومية والمجتمعية، للمحافظة على لحمة الشعب التى ظهرت فى 30 يونيو، لذا فإنه من اليوم الأول مفهومنا للأمن فإن الحكومة والمجتمع لهما دور رئيسى وأساسى، وكنا نرغب من البداية أن تكون هناك قرارات للحكومة تسعى وبسرعة للمفهوم الكامل للعدالة الاجتماعية.
نحن نؤمن بأن الأمن يتحقق ليس بالجيش والشرطة ولكن بدور المجتمع، ولكن أغرقنا الرأى العام بقضية الأمن وابتعدنا عن السياسة، لذا أحمل الحكومة وأحزابنا والقوى الوطنية المسئولية، لأنهم لم يفعلوا الواجب لمواجهة اليمين المتأسلم الذى يجب أن نعترف أن أنصاره جزء من مجتمعنا وليسوا قادمين من الخارج وإلا كانت المواجهة للجيش والشرطة، ونعلم أن هناك ثلاث أنواع من أنصار اليمين المتأسلم أولهم من يفكر أن يلتحق ومتعاطف وهذا ما يجب أن نوضح له الرؤى، والثانى موجود فى التنظيم ويمكن الحوار مع والثالث لا يرغب فى التراجع على ما هو عليه ويعمل للعنف، لذا يجب التركيز على النوعيين الأولين، لأن مواجهة العقائدين تكون صعبة، لمنع سقوط آخرين فى هذا الفكر الضال المضلل وإنقاذ من يمكن إنقاذه منهم.
هل يعنى حديثك أن هناك احتمالية لحوار وتفاوض بين النظام القائم وجماعة الإخوان أم أن فرصة حدوث ذلك انعدمت؟
جلوس الإخوان على مائدة التفاوض أو الحوار موضوع انتهى أمره بعدما سالت الدماء ومن ناحية أخرى، الإخوان جماعة المفروض أنها دعوية ولكنها سياسية منذ نشأتها وشدت الحكومات للخلف ولجأت للعنف والقتل.
وهنا نشهد أنه بعد إقصائهم من الحياة السياسية فى الفترة من عام 54 حتى 67 كانت أروع فترة اصطف الشعب من أجل تعويض ما فاته ورفع معدل التنمية وحصلنا فيها على أعلى معدل للتنمية لم نحصل عليه فيما بعد، أى فى الفترة التى غاب فيها الإخوان وتنظيمهم من سرطنة المجتمع ونشر الفتن وتفتيته، واستمر الاصطفاف بعد 67 وحتى 73 وكان الشعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، الذى تسخر منه الجماعة، والحقيقة أن شعار المرحلة الحالية يجب أن يكون "لا صوت يعلو على صوت مواجهة الإرهاب".
وقبل 30 يونيو ظهر الحراك الشعبى فى الشارع ضد حكم الإخوان ونتج عنه "تمرد"، وإذا كنا نتحدث عن جماعة سياسية نظرا لوجود رئيس الجمهورية منهم، فعندما يطالب أكثرية من الشعب بتغيير النظام فيكون هناك أساليب سياسية ولا يمكن أن أنكر ما رايته رأى العين، وكان المفروض على قادة الإخوان أن يردوا ردا سياسيا، و"اللى كان اسمه رئيس جمهورية وقتها" كان يعلن أنه موافق على رغبة أكثرية الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وأنه سينزل للتنافس فيها أو أحد مرشحيهم وهذا هو السلوك الصحيح وكل من يشتغل فى الأمر يعرفه وليس معنى إقصائه من السلطة أن يلجا للعنف ومن هنا يصبح فى رقبة رئيس الجمهورية المعزول وقادة الإخوان أى دم أسيل وأى إصابة حدثت وأى ضرر للوطن منذ 30 يونيو وحتى الآن.
فإذا كانت هذه جماعة تدعى أنها دخلت فى بحر السياسية ومرسى قال "أنا لو عشرة اعترضوا عليا همشى"، وبعد هذا رفضوا الاستجابة لإرادة الشعب واستعانوا بالخارج لمواجهة إرادة الشعب الذى يكرهونه قبل أن يكرهوا الشرطة والجيش، وسلوكهم عدوانى وشايفين أن الشعب لا يستحق الحياة وهم أخطر من الجنس الأرى الذى دعا إليه هتلر.
أى مصالحة كانت ممكن تتم مع ناس من أول يوم لم ينتهجوا النهج السياسى وسلكوا سلوك فيه رفض تام وتهديد وتجمهر واحتلال مواقع فى المدن والتمركز فيها وإعلانها مناطق تابعة لهم، إن كان هناك خصومة سياسية يمكن أن تكون هناك مصالحة لكن مع من ينتهج العنف ويبيح إراقة الدم لا تصالح معه.
إعلان جماعة الإخوان "إرهابية" بمثابة نهايتها فى مصر أم ممكن أن تعود لممارسة السياسة مرة أخرى؟
ما زال قادة الإخوان جميعا وأعضاء كثيرون يتخذون العنف منهجا ويعتدون على المواطنين والمنشأت، إلا أن هناك أعضاء فى الجماعة غير ذلك وعلينا توعيتهم، ولكننى كنت أتمنى أن تُعلن الإخوان وجماعة أنصار بيت المقدس والتكفيرين باعترافهم نفسهم وكل قادتهم إنها إرهابية، الإخوان من وراء ستار يقتلون ولا يعترفون ويمنحوا الغطاء والتمويل.
رغم أن 30 يونيو كان مطلبها انتخابات رئاسية مبكرة، أصبحت القوى السياسية تسعى مع مؤسسة الرئاسة على تقديمها على الانتخابات البرلمانية.
هل حدث تفاوض بين القوى السياسية بعيدا عن ما طالبت به الجماهير فى 30 يونيو؟
بالفعل مطلب الشعب انتخابات رئاسية مبكرة وكان مطلبا شرعيا جدا، والإخوان عندما يتحدثون عن الشرعية هم مزورون، لأن الشرعية للشعب الذى انتخب ومن حقه أن يطرح الثقة فهناك فرق بين من انتخب ومن تم تعيينه، الشخص المنتخب فى أى وقت بعد يوم أو سنة يستطيع جموع الناخبين أن يطرحوا الثقة فيه، لأن أداءه خيب آمالهم وهذا ما يؤمن به الغرب، ولأنه لم يكن هناك مجلس يمثل الشعب فى هذا الوقت لطرح الثقة لذا كانت العودة للأصل وهو الشعب،30 يونيو تمت وفى 3 يوليو قال الفريق السيسى بيانا فى وجود القوى الوطنية أعلن فيه خارطة الطريق، ذكر فيه الانتخابات الرئاسية أولا، ثم خرج الإعلان الدستورى فى وجود رئيس جمهورية مؤقت وكان فيه الأول دستور ثم البرلمان ثم الرئاسية، وأرسلنا كتيار شعبى أن الرئاسية أفضل فى هذا الوقت لأنها من ناحية سنقطع الأمل لدى الإخوان والمتعاطفين معهم بوجود رئيس منتخب وهذا يحقق أكتر نوع من الترابط وفى الحقيقة لم يلتفت إلى هذا المطلب وقتها.
وكان لنا وجهة نظر أنه بدلا من القول إعداد دستور كامل كان يمكن أن نعمل دستورا انتقاليا يعمل خلال فترة رئاسية أولى تعمل خلالها لجنة على إعداد دستور "على نار هادئة"، يكون فيه مواد أساسية حاكمة، لأن إعداد دستور دائم فى ظروف بها توتر وكثير من المخاطر يكون مرهون بالوقت الضيق ولولا أن أعضاء الخمسين كانوا يمثلون الشعب تمثيلا حقيقيا، ولم يكن فيهم أحد غالب على أحد، إلا أنه كان هناك نوع من توتر فى الأجواء العامة وأخذت تعديلات الدستور طويل، "من نعم ربنا علينا ما حدث".
أما الحال الآن وباعتراف الجميع الأمن فى حالة توتر شديد والهجمات التى يقوم بها الإخوان والجماعات التكفيرية والجهاديين فى سيناء والوادى لا تحترم أى حرمة، ونشاهد ما يحدث الآن فى جامعة الأزهر من شباب مغرر بيهم، وأصبحت أجواء مسممة للغاية وأعتقد أن الكافة بدء يعتقد أن الانتخابات النيابية التى بها الفصائل المختلفة ومرشحين متعديين يجعل هناك اقتتال أكثر وبدء التفكير فى الأمر خلال الاجتماعات التى عقدها الرئيس مع القوى المجتمعية لإقرار الرئاسية أولا.
البعض يرى أن تعامل النظام القائم والقوى السياسية والشعبية مع جماعة الإخوان ليس عادلا وينتقده ويأتى فى مقدمة هؤلاء الدكتور محمد البرادعى، فما تقييمك لأدائه منذ 30 يونيو؟
لن أقول إن الدكتور البرادعى يبدى تعاطفا مع جماعة الإخوان، خاصة أنى أعرفه شخصيا من حواراتى التى تمت معه من قبل أن تُشكل جبهة الإنقاذ الوطنى، أذكر أنه بعد أحداث شارع محمد محمود الميدان طولب بالبرادعى رئيس وزراء ضمن ثلاثة أسماء ووقتها كنت فى الوزارة وتلقيت منه اتصالا ظل خلال أكثر من ساعة ونص: "كان بيقولى أد إيه أن الإخوان كذابين وهذا حتى اليوم"، وكانت توقعاتنا منه لا تبتعد عن ما قام به، لأنه لا يعرفنا جيدا، لذا كان لا يتحمل كثيرا من النقاشات فى اجتماعات الإنقاذ فهو قليل التحمل لأنه ابتعد عن مصر والمصريين سنين طويلة جداوللعلم عندما طُلب من جبهة الإنقاذ أن تفوض ثلاث شخصيات منها ليذهبوا فى يوم 3 يوليو ضمن القوى الوطنية، اكتفت بتفويض واحد وهو البرادعى ومنحناه التفويض وذهب بالفعل لكن لم يحدث أى اتصال بيننا وبينه بعدها وكنا نجتمع فى الجبهة مش عارفين قال إيه وهذه هى شخصيته ولولا خبرة زعماء الأحزاب وحنكة حمدين صباحى فى إدارة أمور جبهة الإنقاذ كانت تفككت منذ زمن طويل: "هما غطوا على سلوك البرادعى اللى كان محل انتقاد حتى فى الجبهة، لأن المركب كانت لازم تمشى وهى دى قدراته ودى طريقة تفكيره فمنطلبش منه أكتر من كده، وبلاش التوقعات الزيادة".
لكن هناك بعض الأصوات تلمح إلى أن البرادعى يفكر فى الترشح للرئاسة.. فما تعليقك؟
نذكر أنه عندما عاد إلى مصر وأعلن ترشحه للرئاسة ثم انسحب لم يكن أمامنا سببا واضحا لموقفه، لكن يجب التأكيد أن المقاتل لا ينسحب، إلا أنها طريقته وعندما كان اسمه مطروحا لمنصب رئيس الوزراء، كنا نرى أنه يصلح أكتر كمستشار سياسى لرئيس الجمهورية ورشحناه وبالفعل أخذ بهذا الرأى، وعندما تولى منصب مستشار الرئيس لم يعد يتصل بنا وبقواعده التى رشحته وهرب من المعركة عندما شعر بأول خطر يحدث، لا أستطيع إطلاقا أن أتهمه بالخيانة أو العمالة، لأن له وجهة نظر خاصة وصعب إقناعه بغيرها وغير متسق مع طبيعتنا أو مع الظروف التى نمر بها: "انسحابه سهل عليه فأسهل حاجة عنده الانسحاب وهذه قدراته".
هل تؤيد عودة البرادعى لمصر خلال الفترة الحالية ؟
غير مرحب بها على الإطلاق ودوره انتهى.
تناصر حمدين صباحى وتؤيد ترشحه لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات القادمة ورغم أن حظوظه ضعيفة فى الفوز حال ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى للمنصب!!
لست مجرد نصير لحمدين بل أنا مؤمن بقدراته وشهدت أنه إنسان متسقة أفعاله مع أقواله ومنهجه لم يتغير، صباحى به مواهب الزعيم منذ صغره، ولديه قدره على القيادة فهو بطبعه لديه قدرات قيادية وتمرس فى العمل السياسى خلال السنوات الماضية، فهو الآن سياسى محنك ولديه قدرات فائقة فى السيطرة على الجماهير وجعلها تجنح للسلم وليس للعنف، وأنه داع دائما للسلم أكثر من العنف، فهو يجمع أكثر مما يفرق، وقاد تنظيمات كثيرة منذ زمن طويل ويسعى إلى وجود تنظيم يسعى لتحقيق المطالب الوطنية، ولديه قدرات فى قيادات الجماهير، وهذا أمر مطلوب فى أى زعيم أو رئيس للجمهورية، ويجب التأكيد أن منصب رئيس الجمهورية سياسى بالدرجة الأولى.
لكن "صباحى" أعلن أن هناك موقفا مختلفا له حال ترشح "السيسى" للمنصب، وهذا ما يجعل موقفه غير واضح كما يرى البعض!!
حمدين صباحى لم يعلن أنه سيرشح نفسه لرئاسة الجمهورية بل قال إنه يرى أن الرئيس القادم يجب أن يكون معبرا عن ثورة يناير وموجتها الثانية فى 30 يونيو، وأنه أحد أبناء هذا الشعب من المؤمنين وهناك برنامج يحقق أهداف الثورة المعلنة "عيش حرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية أضيف لها استقلال وطنى فى 30 يونيو، ويرى أن القوى الوطنية لا بد أن تتفق على اسم مرشح وتدعمه رئيسا للجمهورية.
وماذا عن احتمالية ترشح "السيسى" للرئاسة؟
الفريق "السيسى" يلقى كل قبول منا جميعا فى كل مصر، فهو زعيم بمعنى الكلمة لما تحمله معنا خلال الفترة الماضية وحتى الآن، إذا هو يعتقد أنه يؤمن بهذا البرنامج وأراد أن يترشح فى انتخابات رئاسة الجمهورية عليه أن يعلن أن هذا البرنامج "برنامج الثورة" وهو برنامجه فنذهب لانتخابه، وإذا أختارت القوى الوطنية أحد لتمثيلها غير صباحى فسيدعم ذلك صباحى بنفسه وإن كان السيسى.
ويجب أن نؤكد أن صباحى قال إنه لا يمكن أن يكون عنصر تفريق، فهى ليست الأنا أو البحث عن رئاسة الجمهورية ويقول إنه مستعد للترشح إذا اختارته القوى الوطنية، وبهذا يكون رمى حجرا فى بحر السياسة الراكد، فمن غير اللائق أن ننشغل بالأمن وننسى السياسة ومن غير اللائق أن ننتظر جميعا "السيسى" حتى يحسم أمره فى هذا الشأن، فانتظار هذا الأمر ليس به نضج سياسى.
علينا أن نطرح هذا من الآن وعلى "السيسى" بكل ما نحمله له من حب وتقدير أن يحسم قراره، لأنه كان يجب أن يكون الحديث فى اسم رئيس الجمهورية هو حديث الشارع، إذا كانت الأحوال الأمنية أكثر استقرارا، وما يفعله صباحى يمكن أن نوضحه بأنه يعلن أنه آن الأوان أن يفكر الشارع فى هذا الأمر وهذه الحقيقية التى يجب أن نتحملها ولا يجب أن يجتزأ حديث صباحى.
وهل ترى أن القوى السياسية سوف تجمع على دعم "السيسى" حال ترشحه للرئاسة رغم انتمائه للمؤسسة العسكرية؟
إذا تم اتفاق الشعب على "السيسى" فالكل سوف يدعمه، وإذا أعلن أن برنامج الثورة برنامجه سندعمه ولابد أن نؤمن بتحقيق ما نصبوا إليه، فلابد أن تكون هناك شراكة حقيقية فى مصر بين القوى الوطنية والمؤسسة العسكرية، فالبلاد فى أمس الحاجة أن تكون المؤسسة العسكرية الوطنية مشاركة فى الحياة السياسية، لأنها فى مفترق طرق ونتمنى أن يكون رئيس الجمهورية القادم ملتحفا بالقوى الثورية وليس ملتحفا بمن أثبت أنهم إرهابيون وأفسدوا الحياة السياسية فى مصر قبل ثورة يناير من بعض المنتمين لنظام مبارك والحاشية الخاصة به فنتمنى أن يبتعد هؤلاء عن القرار السياسى وعن مؤسسة الرئاسة وما حولها ونرى أنهم يحاولون اختراق الحياة السياسية خلال هذه الفترة ولا يمكن عودتهم مرة أخرى.
هل يمكن لمصر بعد 25 يناير و30 يونيو أن تعود لحكم الفرد الواحد أو الحزب المسيطر على كافة الأمور؟
مصر الآن لا يجب أن تعود إلى حكم الفرد الوحد أو الحزب الواحد، ونتمنى أن تكون فى مصر ثلاث قمم رئيسية أولها مؤسسة الرئاسة ومؤسسة عسكرية والثالثة مجلس وزراء قوى قادم من برلمان قوى، حتى لا نعود إلى الفرد الواحد والرئيس شبه الإله، وبجانب ذلك تتحمل مصر قمم أصغر وهى متمثلة فى مؤسسات القضاء يكون رشيدا وإعلام يتخلص من مساوئه بميثاق شرف وجهاز شرطة وطنية.
وهذا حلم المفروض أن نحصل عليه كشعب بعد كل ما بذلناه من جهد وعرق وأرواح ونتمنى من السياسيين أن يدعوا الشعب إلى أنه آن الأوان أن يتحزب، لأن اللبنة الأساسية للديمقراطية هى الأحزاب، وكى نحمى بلدنا من حزب واحد حاكم أبدى، فلم نكن نحلم بأن الحزب الوطنى أيام مبارك يخسر انتخابات، لذا يجب أن يكون المستقبل بما يتمناه الشعب.
هل ترى أن الأحزاب والقوى السياسية تتواصل بشكل جيد مع الشارع؟
الأحزاب الآن عدد أعضائها قليل، ولا تستطيع أن تفعل أكثر مما تفعله ومن يرغب فى إقرار النظام الانتخابى "القائمة" يجب أن يدعو المواطن للمشاركة فى الأحزاب، لذا إن أقرت 80% فردى و20% قائمة كنظام انتخابى فى الانتخابات البرلمانية القادمة سنكون جاملنا الأحزاب.
"التيار الشعبى" أعلن أنه يسعى للتحول الى حزب سياسى، فماذا سيقدمه للمواطن مختلفا عن ما نراه فى الأحزاب المتواجدة حاليا على الساحة؟
التيار الشعبى أخذ قرارا بأن يتحول إلى حزب وفى سبيلنا لإعداد الوثائق المطلوبة الأول وفى لجنة التسيير عرفنا أن معظم الوثائق تم الانتهاء منها ويبقى أن تراجع، ما بين وثيقة تعبر عن الخط السياسى ولائحة تتميز عن اللوائح الموجودة وبرنامج يعبر عن الثورة وهذه الوثائق الثلاث تمت كتابتها فى صورة مسودة أولى وتم تشكيل مجموعات عمل، للوصول إلى الصورة النهائية ولن نعلن عن تأسيس الحزب إلا بالانتهاء من الوثائق.
وأيدلوجية حزب التيار ستكون ثورة 25 يناير وموجتها الثانية فى 30 يونيو ولا يجب أن نضحك على نفسنا فالشعب لم يحكم نفسه من 7 آلاف سنة وآن الأوان أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، برنامج الحزب ووثائقه سوف تعبر عن هذا، والرؤى الاقتصادية فهى اقتصادية اجتماعية، لا يمكن لحزب ينشأ بعد حركات هذا الشعب.
هل سيعلن عن الحزب قبل الانتخابات القادمة سواء رئاسية أو برلمانية؟
نعمل على تأسيسه فى النسق الطبيعى، بإعداد الوثائق أولا، ثم الإعلان عن الوكلاء المؤسسين وجمع التوكيلات وليس محدد له قبل الانتخابات أو بعدها "مش عنينا والله على الانتخابات".
أين جبهة الإنقاذ من الأحداث الجارية، وهل مع استمرارها أم حلها؟
جبهة الإنقاذ أدت ما عليها وتصدت للإخوان ووضعت تمرد فى الصدارة وحصلنا على ما حصلنا عليه: "الجبهة أو التيار أو التحالف دايما حاجات مؤقتة فى الممارسة النضالية للوطن وشأنها شأن حركة كفاية، حققت ما تريد وموجودة للمحافظة على اللحمة الوطنية والوقت القادم وقت تحالفات انتخابية ونحن نسعى إليها وهناك توامة بين التيار الشعبى وحزب الكرامة وهناك تحالف انتخابى قوى سيعلن عنه عما قريب.
لا يمكن إغفال أن الحديث مع عالم فى الطب ووزير صحة سابق، ما رأيك فى الضجة التى أثيرت حول الوصول إلى علاج لفيروس سى؟
هناك تعجل يؤدى إلى أذى بعض المواطنين ونحن كمتخصصين نتابع وجود علاجات مستحدثة منذ فترة طويلة ونتابع تطورها ونشأت علاجات مستحدثة أثبتت نجاحها فى النوع رقم 2 و3 الموجود فى أوروبا، ولم يثبت فعاليتها فى النوع رقم واحد الموجود فى أمريكا أو الرابع الموجود فى مصر، وما حدث منذ 7 أشهر أنه أعلن النجاح فى النوع رقم واحد وتم تسجيله يوم 7 ديسمبر، وبافتراض أن ما يصلح لرقم واحد يصلح لرقم أربعة، ولأن التجارب التى تمت على المرضى فى رقم أربعة محدودة عددا ونتائجا، لكن اعتمادا على نجاحه مع رقم واحد نقول إنه سينجح مع رقم أربعة.
لدينا أنواع مختلفة من المرضى فهناك مريض لم يأخذ أى دواء ضد الفيروس ولا يصلح معه الإنترفيرون الذى أثبت فاعلية تتجاوز 60% فى تحقيق الشفاء التام على للمريض الذى يليق لاستخدام هذا الدواء، لكن على المريض الذى يكتشف أنه مريض ويجده الأطباء أنه لائق لهذا الدواء فعليه ألا يتاخر بالحصول عليهلكن ما نشاهده الآن من الضجة أن كل الناس بتحجم عن العلاج أو حتى استكماله، لأن هناك دواءً جديدًا وهذا طبعا دعاية غير طبيعية وهناك نوع ثانى من المرضى لم يحصل على علاج قبل ذلك ولكن بالفحص الدقيق يكتشف أنه لا يليق بالعلاج بالأنترفيرون وهؤلاء عليهم انتظار الدواء الجديد، كى يضاف الى الأنترفيرون والأنتر فيين، حسب الحالة، وهناك نوع ثالث الذى حصل على علاج الأنترفيرون وتعافى، ولكن بعد أقل من 6 أشهر وجد أن هناك ارتدادا، وهناك النوع الرابع الذى حصل على الأنترفيرون وكان من اللائقين ولكن كان من نسبة الـ30% الذين لم يستجيبوا للعلاج وهذين النوعين لديهما أمل كبير بدخول الدواء الجديد.
متى سيجد المريض بفيروس سى الدواء الجديد فى مصر؟
ظهور أدوية جديدة ليس معناه طمس الماضى، لأنه ما زال صالحا، وأرجوا الانتظار، لأن المفاوضات التى ستؤدى الى تخفيض سعره ودخوله إلى مصر ستأخذ وقتا كحد أقصى سنة.
المصدر اليوم السابع
تعليقات
إرسال تعليق