مظاهرات"الخريف الأمريكى" تضرب 115 مدينة

.مناهضون لعنف الشرطة يدعون للاحتجاج على وقف ملاحقة شرطى أبيض قتل مواطنًا من أصل أفريقى..وحكام ولايات يطالبون الجيش بتأمين المنشآت بعد اقتحام بلطجية محلات تجارية


لم تعد سماء مدينة فيرجسون بولاية ميزورى الأمريكية ملبدة بسحب الخريف، فالمدينة ملبدة أيضًا بمخاوف اندلاع مظاهرات عارمة اليوم، على خلفية قرار هيئة المحلفين مساء أمس الأول بعدم ملاحقة الشرطى الأبيض دارين ويلسون، والذى يتهمه الأمريكيون من أصل أفريقى بقتل شاب أسود الصيف الماضى. وطالب مناهضون للعنصرية وعنف الشرطة، بالخروج للشوارع والميادين الرئيسية فى أكثر من ١١٥ مدينة، من بينها: نيويورك وبالتيمور وشيكاغو وأوكلاند، وسياتل وسان فرانسيسكو ولوس أنجليس والعاصمة واشنطن. وشهدت ليلة أمس، أحداث شغب واسعة، فى مدينة فيرجيسون، التى شهدت واقعة مقتل مايكل براون، انتهت بحرق أكثر من ١٢ مبنى ومركزا تجاريا. كما هاجم المتظاهرون، مركز شرطة المدينة، وحرقوا مجموعة من سيارات الشرطة، واقتحموا المحال التجارية وسرقوا محتوياتها. وفى مدن أخرى، اتسمت الاحتجاجات بالسلمية، باستثناء قيام مجموعات من المتظاهرين فى بعض المدن، بقطع الطرق الرئيسية، والاعتداء على رجال شرطة، كان من بينهم رئيس شرطة مدينة نيويورك. مما دفع الشرطة إلى اعتقال العشرات، كما استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وأعلن حاكم ولاية ميزورى، جاى نيكسون، عن استدعاء قوات الحرس الوطنى، وقوات شرطة إضافية من مختلف أنحاء الولاية للمشاركة فى عمليات تأمين مدينة فيرجيسون، والتعامل المباشر مع مثيرى الشغب. ويطالب العديد من السياسيون والنشطاء بمنعهم من التدخل، خوفا من إثارة غضب أهالى فيرجيسون، وزيادة حدة التوتر. وذلك بسبب طبيعة وحدات الحرس الوطنى، فهى قوات ذات طابع عسكرى، تتبع الجيش الأمريكى مباشرة، يمكن لحكام الولايات طلب المساعدة منها خلال حالات الطوارئ والكوارث الكبرى. وأعلنت أسرة الشاب القتيل، الثلاثاء، رفضها لقرار هيئة المحلفين، بتبرئة ضابط الشرطة، ووصفت القرار بأنه “معيب وغير عادل”، مؤكدة أنها مستمرة فى عملية التصعيد القانونى ضد الشرطى ويلسون. وشددت على ضرورة ضبط النفس والتزام المتظاهرين بالسلمية. لكن فيديو تم تسريبه لوسائل الإعلام الأمريكية، يظهر والدة مايكل براون وسط حشد من المتظاهرين لحظة إعلان القرار، تنهار باكية، ثم إلى جوارها زوجها يصرخ بغضب داعيا المتظاهرين إلى حرق المدينة. وقال مسئولون بالبيت الأبيض، إن الفريق الرئاسى يبحث مدى إمكانية سفر الرئيس باراك أوباما إلى فيرجيسون، فى محاولة منه لاحتواء حالة الغضب الشعبى، بين الأمريكيين السود. وفى كلمة له مساء أمس، طالب الرئيس أوباما الجميع بالتزام الهدوء، وعدم اللجوء إلى العنف داعيا المتظاهرين إلى التعبير عن رأيهم بشكل سلمى، مشددا على ضرورة التزام الشرطة “بضبط النفس” فى تعاملها مع الاحتجاجات. وقال أوباما، إن الولايات المتحدة بلد قائم على احترام القانون. لكنه أشار أيضا إلى أن بلاده لازالت تعانى من التبعات السيئة لإرث التمييز العنصرى ضد السود، وأضاف: “ما حدث ليس مشكلة لمدينة فيرجيسون ولكن مشكلة لأمريكا كلها”. معتبرا أن المشكلة الأكبر هى عدم الثقة بين الشرطة وأصحاب البشرة الملونة. مؤكدا على أن الحل لن يكون “برمى الزجاجات وتحطيم السيارات”.



المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة