من "الشنطة فيها كتاب دين" إلى "رفع المصاحف"..لعبة أصبحت حيلة "إخوانية"

اتخذوا من الدين شعارا انتخابيا وقت حظرهم، فكان معهم "الإسلام هو الحل"، ليراهم البسطاء "ناس بتوع ربنا"، فتطورت حيلتهم في فراغ الشارع السياسي، فوصلوا لمقاعد تحت القبة الفسيحة مدعين الفضلية، ونحوا الدين بعيدا لغرض تكوين حزبهم فقالوا: "نحمل الخير لمصر".
رأوا المكاسب تأتي ولكن هناك رهبة من تشدد ديني وتعصب، فقرروا الاستمرار في حيلهم بالتمسح في المدنية للوصول لحكم بنهضة اعتبروها إرادة شعب، ولكن سرعان ما انقلبت الدائرة عليهم، فعادوا يتمسحون في الدين، والشريعة والشرعية، ووجهوا دعاتهم المتعصبين بفتاوى التكفير والتحريض، ضاقت بهم الأرض بما رحبت فخرجوا بنسائهم وأولادهم وبناتهم للشوارع يجعلون منهم دروعا بشرية، ويهربون في نقاب وسترة نسائية، شيطانهم أغواهم، فوسوس لهم بحمل كتاب الله في حرب تستنفر عواطف البسطاء للحنين للدين، وتورط خصمهم معهم في جرائمهم.
"الشنطة فيها كتاب دين"، أقرب مثال لما يفعله تنظيم "الإخوان" وأنصاره، حيلة طالب ماكر، يستفز مشاعر زملاؤه ليضربونه، وعندما يأتون على حقيبته وأغراضه، يحمي نفسه من بطشهم، بحجة "كتاب الدين"، ليكون التمسح بالدين شعارا وحجة في أوقات عصيبة، فهم يعتبرونه قشة ستنقذهم من الغرق، بمخاطبة المشاعر الدينية.
الدكتورة منال زكريا، أستاذ علم النفس، ترى في دعوة الإخوان لحمل المصاحف في 28 نوفمبر "لعب بالنار"، بقولها: "الشعب المصري لديه إعلاء للقيم الدينية، وارتباط قوي بالدين، ومن يحاول أن يخاطب فيه التدين، يدخل في منطقة حرجة، وإن لم يعقل خطابه فهي محاولة محفوفة بالمخاطر، فأي استغلال للدين بشكل خاطئ سينقلب عليه".
"المصري متدين ولكنه بسيط في تدينه"، هكذا ترى "زكريا"، الطبيعة المصرية التي تربت على الفطرة والبساطة في التدين، لا التشدد، فالدعوة لرفع المصحف ستكون ضد من يروج لها، لأنها سلوك لا يتوافق مع طبيعة الشعب المصري، الذي لا يقبل الاستخفاف بعقله، فالاستجابة ستكون عكسية، وليس كما يتوقع أصحابها.
"الشنطة فيها كتاب دين"، و"متكتبش بسم الله الرحمن الرحيم في الكراسة علشان هتترمي"، أمثلة لتدين بسيط بديهي عند الشعب، كما تقول دكتورة منال زكريا، ولكنه تحول لحيلة خبيثة بـ"رفع كتاب الله في تظاهرة، في محاولة لإهانة وتدنيس مقدس يحترمه الشعب".
المصدر الوطن

تعليقات

المشاركات الشائعة