مفاجأة مدوية فى حادث سيارة العريش المفخخة المصــابون: أبلغـنا الأمــن قبل الانفجــار بـ 6 ســــاعات

للأسبوع الثالث على التوالي، واصلت قوات الجيش الثانى الميداني، عملياتها العسكرية فى إطار حربها الموسعة للقضاء على الجماعات الارهابية والعناصر الإجرامية والهاربين من العدالة بشمال سيناء، وقامت فجر أمس بشن هجمات مكثفة على الأوكار والبؤر الإرهابية بمدن "العريش" و"رفح" و"الشيخ زويد"، لملاحقة وتصفية العناصر التكفيرية المسلحة والقبض على العناصر المشتبه بها، وفرض سيطرتها الأمنية على هذه المناطق بالتعاون مع الوحدات الخاصة من الأمن المركزي.وكشف مصدر أمنى بالمحافظة أن أجهزة الأمن تمكنت خلال المداهمات فجر أمس من قتل 3 عناصر تكفيرية بمنطقة الشيخ زويد، بعد أن رصدتهم طائرة الأباتشى وهم يستعدون لهجوم على أحد الأكمنة الأمنية بقذائف الـ "آر بى جي".وقال المصدر إن سيارة دفع رباعى يعتليها شخصان كانا يحملان أسلحة "آر بى جي"، حاولا إطلاق قذاقف على أحد الأكمنة الأمنية بمنطقة "حق الحصان" بسيناء وشاهدتهم طائرة الأباتشى وقامت بتدمير السيارة ومقل من كانوا فيها وهم ثلاثة من العناصر التكفيرية.
وأضاف المصدر أن اجهزة الأمن تمكنت أيضا خلال العمليات أمس، من تدمير مخزنيين كبيرين للذخائر والأسلحة جنوبى الشيخ زويد، كانت مخبأه فى انفاق تحت الأرض وبها كميات كبيرة من مادة "تى إن تي" شديدة الانفجار، كما تم تدمير 3 دراجات بخارية بدون لوحات معدنية وحرق 7 عشش بالصحراء يستخدمها الإرهابيون كمخازن للأسلحة وعقد الاجتماعات السرية بصحراء سيناء، وأيضا للاحتماء من حرارة الشمس بعدما اصبحوا مطاردين من قوات الأمن والأهالي.
وأكدت مصادر أمنية، أنه تم الانتهاء من إزالة أكثر من 80% من المنازل التى تم اخلالها على الحدود الشرقية بسيناء بمنطقة رفح فى إطار خطة الدولة لعمل منطقة عازلة تضمن القضاء على عمليات التهريب والتسلل الى المنطقة، وأضافت أن عمليات الازالة وتسوية الأرض ستنتهى بالكامل خلال الأسبوع المقبل ليتم السيطرة بالكامل على منطقة الانفاق وبالتالى إحكام القبضة على المتسللين من الجانب الاخر وأن هذا سيسهم بشكل كبير فى ضمان عدم وصول اى امدادات للعناصر التكفيرية بسيناء.
من ناحية أخرى كشفت روايات المصابين وشهود العيان فى حادث الانفجار الذى هز منطقة قسم ثالث العريش مساء أمس الأول وأسفر عن إصابة 9 من الأهالى بشظايا متفرقة عن مفاجآت خطيرة، أن شخص مجهول قام بوضع السيارة المفخخة بجوار أحد المطاعم الشهيرة وأنهم اشتبهوا فيها وأبلغوا أجهزة الأمن إلا أنها انفجرت قبل أن تصل القوات.
والتقت "الأهرام" المصابين والمواطنين المقيمن بجوار موقع التفجير والمصابين، وقال سعيد عمار أحد المصابين فى الانفجار، إنه يسكن فى الطابق الخامس من العمارة التى استهدفها التفجير، وقد ارتبت فى سيارة سوداء ماركة هيونداى فيرنا سوداء اللوان تقف بجوار العمارة منذ الصباح وخاصة إننا نعلم معظم سكان العمارة كما أن السيارة ليست مملوكة لأحد من السكان المجاورين، فقمت بالاتصال بالأمن حوالى الساعة الثالثة عصرا وأبلغتهم بوجود سيارة يشتبه فيها إلا أن أحد لم يجيبني، فقمت بالاتصال مرة أخرى ووعدونى بالحضور لكنهم لم يحضروا لمكان السيارة، وفى الساعة التاسعة والربع مساء سمعنا صوت انفجار هائل دمرت محتويات الشقة وجدرنها وأصبت أنا وزوجتى بشظايا متفرقة بالرقبة والصدر والأيدي. أما روضة اسماعيل إحدى المصابين بشظايا فى انحاء جسدها، فقالت إنها سمعت دوى انفجار ضخم تسبب فى سقوط جدران الشقة، التى تسكن بها وسقطت على الأرض من الإصابة ولم تفق إلا فى المستشفي. وأضاف حسن مصباح من سكان المنطقة، ارتبنا فى سيارة فيرنا سوداء اللوان، غريبة عن سيارات أهالى المنطقة، تقف بجوار إحدى البنايات، فأبلغنا الأمن أكثر من مرة لكنه لم يستجيب والساعة التاسعة سمع دوى انفجار هائل تصدعت فية منازلنا.
ورصدت "الأهرام"، الخسائر التى لحقت بموقع الانفجار، وهى تدمير سيارتين بجوار السيارة المفخخة، وتصدع عمارتين بالكامل، وسقوط زجاج 7 عمارات وكافتريا بالمنطقة.
وانتقل فريق من النيابة العامة لمعاينة موقع الانفجار برئاسة المستشار ناصر عبد التائب المحامى العام الأول لنيابات شمال سيناء والقناة، وأفادت المعاينة الأولية لموقع الحادث بأن السيارة كانت تحتوى على قرابة ربع طنا من المتفجرات من مادة "تى ان تي" شديدة الانفجار موصلة بدائرة كهربائية وبشريحة تليفون محمول وانها احدث حفرة بالارض بعمق 75سم.
وأكد مصدر مسئول لـ "الأهرام" أن هذه العملية تعد مؤشرا خطيرا على وجود تحول فى أفكار الإرهابين، يمثل نقلة نوعية فى استهداف المدنيين بالعريش لبث الرعب فى قلوبهم ، وأن تلك الجماعات تستهدف المجتمع بالكامل باعتبار أنهم يرونه مجتمعا كافرا وليس أجهزة الأمن فقط، وأضاف أن فرض حظر التجوال وقت الانفجار أدى الى تقليل حجم الخسائر.
يذكر أن الحادث أسفر عن إصابة ٩ أشخاص من بينهم، عاطف درغام 34 سنه استاذ بقسم اللغات فى جامعه سيناء جرح قطعى بالوجه إثر شظيه متطايرة، وجرح قطعى بالفخذ الأيسر وشظايا متفرقه بالجسم وجرح قطعى بالرأس، وأمورة فوزى أحمد 52 سنه موظفة بمدرسة الشويفات الابتدائية بانهيار عصبى وجرح سطحى بالرقبه، وروضه محمد سعيد 52 سنه ربة منزل بشظايا متفرقه بالجسم وجروح بأصابع اليد اليسري، وأنس حسام عطوة الشريف 13سنة بشظايا متفرقة بالجسم وكذاك شظيه بالعين اليمني.



المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة