سرّ العمليات الإرهابية .. باعتراف شاب داعشي !


المصدر الاهرام - كتب أحمد مصطفى سلامة


لفت انتباهي مقطع فيديو على اليوتيوب؛ لأحد عناصر تنظيم داعش فى ليبيا قبيل استعداده لتنفيذ عملية انتحارية في مدينة بنغازي، يجلس في سيارة وتحيط به المتفجرات والصواريخ. ردد ذلك الإرهابي كلاماً وأكاذيب في غاية الخطورة، بالإضافة لمبايعته الداعشي أبا بكر البغدادي، وأن عمليته تلك استشهادية، و"الحور العين" في انتظاره بالجنة!!
أكاذيب وافتراءات رددها ذلك الإرهابي الانتحاري كالببغاء دون أن يعيها، يقف وراءها مجموعة تكفيريين غسلوا بها دماغه؛ لإقناعه بقبول العملية الإنتحارية، وأولها ما ادعاه بوصف النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ "القتّال". و"القتّال" على وزن "فعّال"، وهي صيغة مبالغة تدل على كثرة القتل، وكأن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لم يُبعث رحمة للعالمين، وإنما أرسل للقتل والتلذّذ بإراقة الدماء!
اقتنع ذلك الشاب الانتحاري بأنه سيحيا في الفردوس الأعلى.. وردد قوله تعالى: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ". ونسي أنه (وعْدٌ) لمن يقتل في سبيل الله، وليس لمن يفجر نفسه في إخوانه المسلمين. نسي هو ومشايخ السوء قوله تعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا". وعمّن بشّره بالحور العين فهو وهم وخداع، حيث إن هذا (الوعد الإلهي) يقتصر على "المتقين" دون غيرهم، وليس لمخالفي أوامر الله؛ بالانتحار وذبح الأبرياء وقتل المسلمين وتشويه صورة الدين.
أما عن سرّ العمليات الإرهابية والتي تستهدف قتل الأبرياء الذين لا ذنب لهم، فأفصح بكل بساطة بأنها للقضاء على المرتدين!! وكأنه تصور هو ومشايخه أن لهم الحق في محاسبة البشر، وتوزيعهم على الجنة والنار.. وتصنيف الناس لمسلمين وكفار ومرتدين!
إن مقطع الفيديو هذا يكشف لنا عن تلك العقلية الداعشية وفكرهم المنحرف، وكيفية استقطاب الشباب المنخدع بأكذوبة (الجهاد) وقتل المرتدين. لذلك يجب أن تنتبه الأجهزة المعنية في مصر والدول العربية إلى أن هناك شباباً يمثلون نواة حقيقية لـ(دعش) يعيشون بيننا ولا نعرفهم! كالغندور ويكن وغيرهما يقبعون خلف الشاشات.. ينشرون فكرهم بضغطة زر.
لذلك يجب التعامل مع هذا الانتشار بحرفية وذكاء كبيرين، وليس بالقمع والقبض عليهم -قبل وقوعهم لقمة سائغة في يد داعش- بل باحتوائهم وتقديم النصح لهم. وبالاستفادة من التجربة السعودية؛ من خلال برنامج (المناصحة) الذي قامت الحكومة السعودية بتطبيقه على من اعتنقوا الفكر التكفيري.





المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة