السينما المصرية.. المرأة بين الإغراء والبلطجة

نادية الجندي وهيفاء وهبي

المصدر الوفد

على الرغم من أن المرأة نصف المجتمع وعماد الأسرة وشريكة الرجل في مشوار كفاحه من خلال وقوفها الدائم إلى جواره ومساندته مما يؤكد على قوتها وتحملها ومثابرتها في إنشاء أسرة سليمة.
فضلا عن ما تقوم به من عمل بناء فى المجتمع المصرى بتقلدها للعديد من المناصب الهامة والقيادية فى البلاد، إلى إلا أن السينما المصرية قد خذلتها  وتعاملت معها على أنها مجرد"جسد" وظيفته الأساسية الإغراء، فيما حصرت شخصية المرأة القوية  في تسليط الأضواء عليها كتجارة مخدرات أو جزارة في المذبح وغيرها من الأدوار التي لا تتناسب مع كفاحها ودورها  كمناضلة، وثائرة، وقاضية وطبيبة، وعالمة.وفى هذا الصدد قامت "بوابة الوفد" بمناقشة علماء النفس والاجتماع في تأثير إغفال دور المرأة المصرية الحقيقة في الدراما  والتلفزيون.وكانت البداية مع الدكتورة سامية خضر، أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس، التي استنكرت تقديم النساء بأدوار مخلة بالآداب في السينما المصرية، مثل فتيات الليل، وتاجرات المخدرات، والمعلمات، وغيرها، مضيفة إذا كان تقديم مثل هذه الأدوار بهدف توصيل رسالة هادفة ومفيدة، فأهلاً بها ولا مانع منها.
ورفضت خضر بشدة تقديم هذه الأدوار لمجرد الإغراء، مثل: مسلسل الحاج متولي، الذي لا يقدم إلا السيدات في داخل غرف النوم، وعلاقاتهم الزوجية، مضيفة أنه لا يصح أن يقوم كل شخص بتقديم المحتويات حسب أهوائه بحجة الحرية.
ووجهت أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس، رسالة شكر واحترام وتقدير للمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء على إقالته للدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، الذي سمح بإعادة إذاعة فيلم حلاوة روح للفنانة هيفاء وهبي مرة أخرى بزعم حرية الفن والإبداع والتعبير، بعد أن كان محلب قد وقف عرضه، فضلاً عن كونه لم يقدم أي عمل إيجابي كرئيس للوزراء إلا الحديث عن الحرية الوهمية.
وأضافت أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس، أنها كانت تشعر بكثير من الغضب والاحتقان عند سماع كلمة حرية متداولة فى مثل هذه الممارسات، مضيفة:" الحرية مسئولية" وليست تقديم السيدات العاهرات على شاشات التليفزيون وتصدير تجارة الرقيق للعالم العربى.
وتابعت أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس، أنها تحتقر السبكى بكل أدواره، مؤكدة على أنه مجرد تاجر رقيق، يصدر صورة سيئة عن السيدات المصريات للعالم العربي وكأنهم مجرد عاهرات، مؤكدة على أنها تحتقر أى عمل يسيء للشكل المرأة المصرية.وأكدت أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس، أن تقديم مثل هذه الأدوار يصيب روح المرأة المصرية بالإحباط والهزيمة، لافتة إلى أنها تحترم أى عمل فنى يقدم المرأة فى صورة إيجابية وبناءة.ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم حسين، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن السينما المصرية ظلمت المرأة القوية في حصر أدوارها في تجارة المخدرات، ودور المعلمات، وكبيرة العصابة، وما شابه ذلك من أدوار.وأضاف حسين، أن المرأة القوية ليست بالضرورة مفترية وشرسة وقاهرة للرجال، واستغلال أنوثتها في استغلال واستدراج الرجل، كأفلام نادية الجندي وغيرها.وأكد أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أنه ليس من الصحيح تركيز قوة المرأة فى تصوير وجود صراع دائم بينها وبين الرجل، فالسيدات المصريات فى الصعيد لهن كلمة نافذة ويجدن التحكم بالأمور وإمساك زمام ومقاليد البيوت، بالحكمة والوعي والرأي الصائب.وشدد على ضرورة وجود تنوع فى تقديم أدوار المرأة القوية وتصوير دور السيدات الناضجة الواعية التى تستطيع إدارة الأمور بحكمة وصواب وليس من خلال العنف والشراسة.


تعليقات

المشاركات الشائعة