الأرض تنتظر كسوفاً كلياً للشمس يوقف تغريد الطيور.. لن تراه سوى أمريكا!

المصدر الفجر . elfagr.org . اخبار الفضاء
قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة: إن الكرة الأرضية تشهد، الاثنين المقبل، كسوفاً كلياً للشمس مشاهَداً في سماء الولايات المتحدة الأمريكية فقط؛ حيث سيقطع مسار الكسوف البلاد من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي، وهذا الحدث لن يكون مشاهَداً بسماء السعودية أو الوطن العربي.

وأوضح: "كسوف الشمس الكلي يحدث عندما تصطف الشمس والقمر والأرض على خط واحد في حوالى كل 18 شهر تقريباً؛ حيث يعبر القمر مباشرة بين الأرض والشمس، وهذا حَدَثٌ نادرٌ نسبياً لأن مدار القمر حول الأرض مائل بالنسبة لمدار الأرض حول الشمس، وعندما يحدث أن تنتظم تلك الأجسام الثلاثة في خط واحد؛ فإن القمر يغطي قرص الشمس وجميع المناطق التي ستقع ضِمْن ظل القمر ستشهد كسوفاً كلياً". وفق صحيفة "سبق"

وأضاف: "وبرغم أن كسوف الشمس الكلي يتكرر؛ لكن هذا الكسوف يعتبر مميزاً؛ لأن ظل الكسوف سيقطع كامل أراضي الولايات المتحدة من الساحل الغربي لولاية أوريغون إلى الساحل الشرقي لولاية كارولينا الجنوبية، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها كسوف كلي للشمس يقطع البلاد من غربها إلى شرقها منذ 99 سنة".

وتابع: "سيكون مسار ظل الكسوف بعرض حوالى 110 كيلومترات وكل المناطق التي ستقع داخل ذلك المسار سوف ترصد الكسوف الكلي لمدة قصيرة من الوقت، وبشكل عام سيبدأ كسوف الشمس الجزئي فوق المحيط الهادي عند الساعة 6:46م بتوقيت السعودية (3:46م بتوقيت غرينتش)، عندما سيبدأ القمر بالتحرك أمام الشمس".

وبيّن: "سيبدأ الكسوف الكلي في الولايات المتحدة من الساحل الشرقي لولاية أوريغون عند الساعة 8:15 مساء بتوقيت السعودية (5:15 مساء بتوقيت غرينتش)، وبعد ذلك سيندفع مسار ظل الكسوف الكلي نحو الشرق قاطعاً ولايات: (أوريغون، إيداهو، وإيومنغ، نبراسكا، ميزوري، كنتاكي، تينيسي)، إلى أن يغادر على ساحل ولاية كارولاينا الجنوبية الساعة 9:47م بتوقيت السعودية (6:47م بتوقيت غرينتش)".

ونوّه "أبو زاهرة" بأنه بعد مغادرة ظل الكسوف الكلي للولايات المتحدة؛ سيتمر فوق المحيط الأطلسي؛ حيث سيكون آخر موقع يشهد الكسوف الكلي عند الساعة 11:02 مساء بتوقيت السعودية (8:02م بتوقيت غرينتش)، وبعد ذلك سيشهد آخر موقع الكسوفَ الجزئي عند الساعة 12:04 منتصف الليل بتوقيت السعودية (9:04م بتوقيت غرينتش) وتنتهي كامل مراحل الخسوف.

واستطرد: "سيعتمد طول مدة الكسوف على موقع الراصد؛ فإذا كان في مسار الكسوف الكلي فإن القمر سيستغرق حوالى ساعة ونصف قبل أن يغطيها بالكامل، ويستمر الكسوف في شكله الكلي بضع دقائق فقط، وبعد ذلك سوف يستغرق ساعة ونصفاً أخرى ليبتعد القمر تماماً عن قرص الشمس".

وواصل قائلاً: "أيضاً طول مدة الكسوف في شكله الكلي تعتمد على موقع الراصد داخل مسار ظل الكسوف؛ فكلما كان الراصد قريباً لمركز ظل الكسوف؛ فإن فترة الكسوف الكلي ستستمر فترة أطول، وفي هذا الكسوف أطول مدة ستكون جنوب مدينة كاربوندال بولاية الينوي؛ حيث يستمر الكسوف في شكله الكلي مدة دقيقتين و40 ثانية عند الساعة 9:25م بتوقيت السعودية (6:25م بتوقيت غرينتش).

واستدرك: "أما بالنسبة للقاطنين في الولايات المتحدة ولكن خارج مسار ظل الكسوف؛ فسوف يُرصد القمر وهو يغطي الشمس بِنِسَب متفاوتة في صورة كسوف جزئي، وخلال الكسوف يمكن للراصدين الواقعين في مسار ظل الكسوف فقط رؤية العديد من الظواهر الفريدة؛ حيث سيشاهدون ظاهرة خاتم "الألماس"؛ حيث يظهر ضوء الشمس ككتلة من طرف واحد للقمر متصل بحلقة من الضوء، وهو عبارة عن الغلاف الجوي للشمس يسطع حول القمر".

وأشار إلى أن سطح القمر ليس أملس تماماً، ويمكن أيضاً رؤية تأثير ما يسمى "خرزات بيلي"؛ وذلك مباشرة قبل حدوث الكسوف الكلي بلحظات، وهو بسبب أن ضوء الشمس يندفع بين الجبال والأودية والتضاريس المختلفة على سطح القمر، وهذا يصنع خزرات من الضوء تتلألأ حول حافة القمر، وأخيراً يحدث كسوف الشمس الكلي عندما يتم رؤية الغلاف الجوي للشمس المعروف بتسمية "الكورونا" أو "الهالة"؛ فعين الراصد سريعاً سوف تتكيف مع مستوى الضوء المنخفض الجديد، ومع تكيف العين فإن هالة الشمس تصبح مرئية؛ هذه الهالة تتكون من غاز في غاية السخونة مشحون كهربائياً (البلازما) تبلغ حرارتها 2 مليون درجة مئوية، وتمتد ملايين الكيلومترات إلى الخارج نحو الفضاء".

وعن الهالة الشمسية، قال إنها ستظهر لتبرز وتكبر، وهذا فقط نوع من "الخداع البصري"؛ فالهالة الخارجية أَخْفَتُ من الهالة الداخلية، ومع تكيف العين مع الظلمة؛ فإنها تصبح أكثر حساسية؛ ولذلك يصبح الراصد قادراً على رؤية الأجزاء الخافتة من الهالة الخارجية؛ ولذلك يبدو أن حجمها يزداد.. وعلى الرغم من ذلك؛ فإن هذا التأثير البصري في غاية الروعة، وهو وقت مثالي لدراستها كمصدر للتوهجات الشمسية والجسيمات المشحونة التي تتدفق من الشمس، وحتى الآن فالمعلومات شحيحة عنها بسبب صعوبة رصدها في الأحوال العادية؛ ولكن كسوف الشمس الكلي يمنح فرصة لمراقبتها.

وأكد يقول: "وفي الوقت نفسه وعلى الأرض؛ سيلاحظ أن الطيور على سبيل المثال سوف توقف تغريدها خلال الكسوف الكلي لاعتقادها بحلول الليل، وأيضاً أزهار النهار تبدأ في إغلاق أوراقها والنحل يعود إلى مسكنه، وقد يشعر الناس بانخفاض طفيف في درجة الحرارة عندما يتم تغطية مصدر الحرارة الرئيسي "الشمس".

وعن مراقبة كسوف الشمس، قال: "يجب استخدام وسائل حماية للعين مثل نظارات خاصة بكسوف الشمس، والتي تمنع أكثر من 99.99% من ضوء الشمس والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، وهذه النظارات تجعل الشمس تظهر كقرص برتقالي أو أبيض في السماء؛ ولكن عند حدوث الكسوف الكلي يكون قرص الشمس مغطىً تماماً بالقمر، ويمكن النظر بالعين المجردة وحدها مباشرة؛ ولكن يجب التذكير بأن مدة الكسوف الكلي لا تستمر طويلاً".

واختتم: "علمياً يُستفاد من ظاهرة كسوف الشمس في عدة مجالات؛ حيث إنها استُخدمت في العام 1919 لإثبات صحة النظرية النسبية العامة لأينشتاين، والتي تنبأت بحدوث حيود للضوء عندما يعبُر بالقرب من الأجسام عالية الكتلة مثل الشمس، وتم تأكيد صحة النظرية؛ أما في السنوات الأخيرة فقد أصبح كسوف الشمس الكلي يخضع لدراسة الهالة الشمسية التي تبلغ درجة حرارتها ملايين الدرجات المئوية على عكس سطح الشمس البالغ 5500 درجة مئوية فقط، ولا يوجد تفسير لذلك حتى الآن؛ لذلك تُستغل هذه الظاهرة للقيام بتخطيط المجال المغناطيسي؛ في محاولة لفهم هذه الظاهرة ومحاولة معرفة السبب في قذف كميات ضخمة من البلازما إلى الفضاء عبر مقذوفات الكتل الإهليجية، والبحث في إمكانية التنبؤ بالتوهجات الشمسية والمسبب لها، إضافة لإجراء عدة اختبارات متعلقة بطبقة الآيونسفير وبالاتصالات اللاسكية وغيرها".

يُذكر أن هذا الكسوف الكلي للشمس سيتبعه كسوف كلي آخر العام المقبل 2019، وسوف يكون معظمه فوق المحيط الهادي والأجزاء الجنوبية لأمريكا الجنوبية؛ ولكن بعد سبع سنوات سيحدث كسوف كلي آخر في الولايات المتحدة في إبريل 2024، لن يقطع البلاد؛ ولكنه سيعبر المكسيك والأجزاء الشرقية للولايات المتحدة.

تعليقات

المشاركات الشائعة