«حرب كوكب القرود» صراع سياسة الإنسانية والحرب

المصدر الاهرام . اخبار السينما
فى حوارهما بغرفة قيادة المعسكر رد العميد على مطلب سيزار زعيم القردة إعطاءهم الأكل والماء حتى يتمكنوا من بناء الجدار الذى يريده لحمايته وكتبيته من قوات الشمال قائلا .. نحن طورناكم جينيا ، ووقفنا ضد الطبيعة لخدمتنا وتحقيق أغراضنا ، لكنكم أصبحتم خطرا علينا بعد انتشار فيروس تطوركم، وأصبحتم أذكى منا ، لذا كان القرار بالقضاء عليكم.
حوار يكشف مدى الأنانية، والعجرفة من القائد الأمريكى متسلحا بالقوة والهيمنة ، على العكس جاء حوار سيزار كاشفا لأبعاده الإنسانية ، ورغبته هو وقومه العيش بسلام وهدوء رغم القهر الذى يعيشونه لكن نزعة الإدارة السياسية الممثلة فى العميد باعتبارهم أصحاب اليد العليا كانت السبب فى اندلاع الحرب بين جيش نظامى انقسم لقوة شمالية تخطط لمهاجمة القوة الجنوبية التى تريد القضاء على القردة.

وكنتيجة لتعدد الرأى السياسى انقسم الجيش وهزمت قوات الجنوب بسبب التقليل من شأن القردة وذكائهم وعدم حساب قدرتهم على الوحدة والتكاتف مما جعلهم يستخدمون الحيلة وأبسط الأدوات لتحرير أنفسهم من قبضة العميد والخروج من المعسكر، وساعدهم على عملية الهروب هجوم قوات الشمال على المعسكر ، فظهرت على الشاشة وكأنها حرب أهلية انتصرت فيها القوات المهاجمة ، لكن الطبيعة التى وقفت أمريكا ضدها وسخرتها لخدمتها قررت حسم الأمر بانهيار جليدى سوى الجيشين بالأرض، نجا منه القردة لتمكنهم من تفاديه باللجوء إلى الشجر، ليبدأوا مرحلة اختيار المكان والاستقرار للعيش فى سلام.

ليوضح الفيلم أن ما قامت به الولايات المتحدة مع كثيرين من البشر المنتمين لأجناس مختلفة لخدمة أغراضها وتحقيق أهدافها، وكانت تعتقد أنهم فئة قليلة لا تملك الحيلة ، سيعيشون حياة جديدة، مثمرة على أنقاض الحرب الأهلية الأمريكية، وأكل السلطة لبعضها.

على المستوى الفنى جاء الفيلم مميزا فى إخراجه، وتصويره، ومونتاجه، فالثلاثة عناصر تكاملت لتخرج صورة عبرت عن مضمون كل فريق من الفريقين، ودعمتهم الموسيقى التى جاءت فى مشهد الحوار بين العميد وسيزار فى غرفة القيادة مزيجا بين التعبيرية الموضحة لانفعالات وطبيعة كل شخصية، وتصويرية مبينة الحالة العامة للمشهد، كذلك الأداء الصوتى كان مميزا لشخصيات القردة ودعمه تحريك وجوههم وانفعالاتهم باقتدار وحرفية متقنة وصلت للمشاهد بسهولة فتفاعل معها.. تمكن صناع الفيلم من إدخال عنصر الكوميديا من خلال شخصية القرد باد إيب ، التى بنيت لتكون الكوميديا فيها نابعة من تصرفاته، وأدائه الصوتي، وحركته، ليصل الفيلم فى نهايته بوضع المتفرج أمام حقيقة أن العجرفة والغرور الأمريكى سبب سقوط هذا البلد، وأنهم يريدون الحرب لا السلام بكسرهم للمعاهدة مع القردة وشن الحرب عليهم ويتأكد ذلك من الثلاث مقولات على أفيش الفيلم «من أجل الحرية» «من أجل الأسرة»، «من أجل الكوكب»،إنها حرب ليس فيها البقاء للأقوي، بل لذوى الصفات الأنسانية.

تعليقات

المشاركات الشائعة