اغتيال البراءة.. أحاديث الأطفال كشفت عن الجريمة البشعة

المصدر الأهرام اليومي . ahram.org.eg . أخبار الحوادث

ملحوظة .. حقوق الخبر محفوظة لموقع الأهرام اليومي و له فائق التحية و الاحترام


وها هي جريمة جديدة ضحيتها ملاك صغير من زهور الطفولة، يرحل ليزيح النقاب عن حلقة جديدة من قائمة طويلة مؤلمة في مسلسل اغتيال البراءة، لم يرتكب محمد جرما ليعاقب عليه كانت براءته ونقاؤه هما كل ما يملك وربما ذنبه الذي جعله يسقط مستسلما في يد ذئب جائع اعتاد التعامل مع من هم في مثل عمره دون أن يعرف أحدا.

استغل المجرم صغر سنه وثقته كجار له واستدرجه للزراعات لينقض عليه بشراسة ذئب وحتي لا يفتضح أمره قتله ثم تركه جثة هامدة وفر سريعا، ليعود للقرية مرتديا قناع الحمل الوديع متظاهرا بمشاركة أهل ضحيته لوعتهم، بل ويبحث معهم عنه.
قرية المحمدية بمركز منيا القمح لن تنسي صراخ  الأم المكلومة والدة الطفل محمد الذي  لم يتجاوز بعد الخامسة وهي تشكو غياب ابنها الصغير، وكان قبل دقائق من اختفائه يلعب أمام المنزل قبل أن تستدعي والده ويبدآن مع القرية كلها رحلة البحث عنه حتي فزع الجميع بالعثور عليه ملقي بين الأشجار وقد لفظ أنفاسه، واعتقد الناس أن الطفل قد سقط في أثناء محاولته تسلق الأشجار ولضعف جسده لم يتحمل السقوط. وبقلوب مؤمنة تقبلت الأسرة قضاء الله، وحمل الأب ابنه ليواريه الثري محتسبا إياه عند ربه دون أن يدري بخلده لحظة أن ابنه قتل غدرا.
لكن ما هي إلا أيام حتي بدأت خيوط الجريمة البشعة تتكشف، فالطفل محمد لم يكن يلهو كما ظنت القرية، لكنه كان فريسة لذئب لعين نال منه غرضه الدنيء ثم قتله، وبدأ الصغار يتفوهون بمكنون ما يدور في صدورهم وخشوا دوما البوح به، فبعض الأطفال من قرناء محمد ممن كانوا يلعبون معه، شاهدوا الذئب وهو يصطحب محمد وينزوي به خلف المنازل وبعدها عاد بمفرده بينما لم يعد صديقهم، بعد أن استغل علاقة الجيرة واطمئنان الصغير له واصطحبه من أمام بيته بعد أن تسلل في صمت وهو يلهو بمفرده مستغلا انشغال والدته في أعمال البيت وإعداد الطعام وغياب والده في عمله، ولأنه علي دراية بحال الصغير وثقل لسانه وتعثره في نطق الكلمات، أمعن  في استغلاله وانقض عليه ليفتك به ويتركه غير عابئ بمصير أو جزاء ومع تناقل الحديث وصل مسامع شقيق محمد الأكبر ليسرع بإخبار والديه بكل ما سمعه، فلم يتحمل الأب المسكين ما سمعه وهرع ليبلغ الشرطة بما علم به توا. عقب بلاغ والد الطفل، بدأ رجال الشرطة بمركز منيا القمح عملهم، ومن خلال فريق البحث الذي أمر به اللواء جمال عبد الباري مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن وقاده اللواء محمود أبو عمرة مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام بدأت ملامح الجريمة الخفية تبدأ في الظهور، فقد توصلت التحريات التي أشرف عليها اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام واللواء جرير مصطفى مساعد الوزير لأمن الشوقية، وقادها العقيد جاسر زايد رئيس فرع البحث بجنوب الشرقية، إلي أن مرتكب الحادث هو أحد جيران المجني عليه وهو حداد في السادسة عشرة من عمره وتم القبض عليه وإحالته للنيابة التي تولت التحقيق بإشراف المستشار المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية.

تعليقات

المشاركات الشائعة