تاريخ حظر التجوال في مصر

مع تزايد الوضع غير المستقر في ربوع مصر المحروسة .. اتجهت الحكومة الي فرض حظر التجوال علي الشارع المصري في محاولة لضبط الوضع الامني واستعادة السيطرة المفقودة.

حظر التجوال كان له تاريخ مع اضطرابات الشارع المصري منذ خمسينات القرن الماضي وصولا ليومنا هذا .. وقوبل بردود افعال مختلفة منذ القدم بين موافق ورافض ومتشكك من تاثيره وفائدته.

البعض اعتبر حظر التجوال مفيدا لتحقيق الامن بينما رأه اخرون بدون فائدة وذهبت مجموعة ثالثة الى الاعتقاد بان تاثيره الضار اكبر من نفعة.

معني كلمة حظر

التباين في استقبال الحظر وتفسيرة لم يقتصرعلى المواطن العادي وانما امتد للغة العربية الجميلة والتي اعطتنا معنيين متناقضين لكلمة الحظر فبينما في احد المعاني هو الشوك الذي يتاذي منه الناس الا انه في معني اخر يعني شجر "محتظي به" او محتمي به اي انة يعطي معني الحماية.

هذا التفسير المعجمي قد يكون الاكثر قربا لمعني الحظر فهو بالفعل قد يكون السبب في " وقف الحال" بالنسبة للعديد من العاملين في مهن خدمية غير مرتبطة بمواعيد الا انه وسيلة للحماية من خطر اكبر.

الرافضين للحظر من العاملين بالورديات الليلية والتي الغي عملهم بالكامل وتاثر دخلهم المادي جراء ذلك يطالبون بإنهاءه متعللين بان المظاهرات التى تخرج فى هذه الأيام سلمية للغاية، ولا تعتدى على المحلات أو على المنشآت، بعكس ما كان يحدث فى الأيام الماضية.

تاريخ الحظر

و للحظر تاريخ طويل في مصر جاء متماشيا مع تصاعد وتيرة اعمال العنف منذ عهد الملك فاروق.

طبق الحظر لاول مره في مصر في ال 26 من يناير 1952 في عهد الملك فاروق و ذلك بعد حريق القاهرة كإجراء مؤقت بعد ان التهمت النيران مئات المنشات المصرية في شوارع قاهرة المعز.

الحظر الثاني جاء في عهد الرئيس الراحل انور السادات بعد أحداث 18 و19 يناير 1977 بعد ما سمي بثورة الخبز و التي جاءت نتيجة قرار حكومي يقضي برفع أسعار سلع أساسية مثل الخبز والشاي والأرز والسكر واللحوم والمنسوجات، وغيرها من السلع الضرورية بنسبة تصل إلى الضعف، ليفرض السادات حظر التجوال من السادسة مساء وحتي السادسة صباحا على المدن للسيطرة على المظاهرات وأعمال التخريب التي استهدفت المباني الحكومية والمحال التجارية.

فُرض حظر التجوال سنة 1981 ليصبح الحظر الثالث في التاريخ المصري وجاء بعد حادث المنصة واطلاق الرصاص علي الرئيس الراحل انور السادات أثناء احتفاله بنصر أكتوبر،و ذلك للسيطرة على البلد.

الحظر الرابع جاء في ال 25 فبراير 1986، بعد مظاهرات جنود الامن المركزي و خروجهم للشارع وإحراق بعض المحال التجارية والفنادق في شارع الهرم و تم فرض حظر التجوال للقضاء على حالة الانفلات الأمني التي استمرت لأسبوع وسميت ب "انتفاضة الأمن المركزي" .

وكان التطبيق في تلك المرة الأطول زمنا ، حيث كان يطبق طوال اليوم في الشوارع الرئيسية مع بعض التساهل في المناطق السكنية الداخلية.

الحظر بعد ثورة يناير

و بعد ثورة يناير في 2011 بدات سلسلة من عمليات حظر التجوال بدات بعد احداث جمعة الغضب في 28 يناير 2011 و نزول الجيش للشوارع ، حيث تم فرض حظر التجوال الا ان الالاف لم يستجيبوا له رافضين الاستسلام .

تعاطف القوات المسلحة مع مطالب الشعب، حتى أن قوات الجيش كانت تتعاون مع اللجان الشعبية التي شكلها الأهاي في معظم مناطق مصر لتأمين منازلهم في ظل غياب الشرطة التام في تلك الفترة.

ليتوالي بعد ذلك العديد من قرارات حظر التجوال النسبية في مناطق صغيرة كامبابة في شهر مايو 2011 بسبب خلافات طائفية، و في منطقة وسط البلد في اكتوبر من نفس العام بعد احداث ماسبيرو وفي مايو من عام 2012 بمنطقة العباسية بمحيط وزارة الدفاع.

و بعد احداث ورسعيد في 2012 طبق الحظر في مدن القناة و رفضة الاهالي وتحدوة بالنزول في ساعات الحظر ولعب الكرة بالشوارع. الا ان الحظر النسبي اقتصر علي مناطق صغيرة لتحقيق الامن بها و لم يشعر بها المواطن المصري أما حظر التجوال الذي تشهدة حاليا 14 محافظة في ربوع مصر فجاء على خلفية تداعيات فض اعتصامات الاخوان بمنطقتي رابعة العدوية والنهضة و بدء اعمال العنف الرافضة للفض .

و يعد هذا الحظر الاكبر والاكثر قوة في تاريخ مصر الحديث حيث تطبقة الحكومة و الجيش بشكل كامل و يتم القاء القبض علي كل من يحاول اختراقة.

وفي معظم دول العالم تنتهي جميع الاعمال في الثامنة ليلا وتغلق جميع المحال ابوابها.. ويكاد الزائر لتلك البلاد يشعر بأنها تعيش في حظر تجوال ذاتي التطبيق.

حظر التجوال في مصر يبدء من 11 مساء و حتي السادسة صباحا وهو ما لا يعد حظرا بالمفهوم الاوروبي الا ان مصر كانت معروفة دائما بالسهر حتي وصفت القاهرة بالمدينة التي لا تنام و هو ما جعل القاهريون يعتبرونه شئ غريب وغير معتاد .

و ما بين بقاء الحظر من عدمة يظل الوضع الامني هو العامل الاكبر و الأم علي الساحة و كل السبل لتحقيقة مقبولة لدي المواطن العادي حتي ولو كان لا يستسيغوها.



المصدر ايجى نيوز



تعليقات

المشاركات الشائعة