كونى صديقة حميمة لابنتك المراهقة

تحدث فى سن المراهقة تغيرات نفسية واضحة تنعكس على سلوك البنات، وهى ناجمة عن التحولات الفسيولوجية والهرمونية، ولكن بعض الفتيات تمر بهذه التغيرات دون أن تشعر بتعقيداتها، والأخريات يتأثرن بها، وذلك وفقا لطبيعة كل فتاة.. وتبدأ هذه المرحلة من سن الثانية أو الثالثة عشرة وحتى سن الثامنة عشرة، أو تبدأ مبكرة عن تلك السن حسب الحالة الوراثية للأسرة والتغيرات المناخية.. فما الذى يجعل فتاة تمر تتأثر بهذه التغيرات وأخرى لا تتأثر بها.
البنت لسة صغيرة
يقول د. محمد سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس كلية الآداب جامعة عين شمس موضحا: إن الاضطرابات والانحرافات السلوكية فى سن المراهقة هى نتيجة للتربية العائلية الخاطئة والتوجيه السيئ، ورد فعل طبيعى لاعتبار البنت «حتى بعد بلوغها»مازالت «صغيرة»، وعدم الاعتراف بأنها قد كبرت وكونت شخصيتها.
وقد تحدث هذه الاضطرابات 
نتيجة للهوة بين الأجيال وعدم التفاهم بين الأهل والأبناء، لأن شباب اليوم يفكر بمنطق قد لا يفهمه الوالدان، ويعتقدون أن الكبار قد فشلوا فى تهيئة المجتمع المثالى المناسب لهم، وكل ما يفكرون فيه هو ثورة عارمة على التقاليد والنظم العائلية البالية والمخالفة لرأيهم، وهذا ما يدفعهم للاقتران بأصدقاء ذوى تأثيرسلبى على سلوكهم.
وقد تتخذ هذه الاضطرابات اتجاهاً عدوانياً، فنرى 
بعض الفتيات يكثرن من المشاجرة مع أشقائهن مع ميل واضح إلى رفضهن سلطة الآخرين عليهن.
ويشير الى أن أهم هذه التغيرات هى القلق وتبدل المزاج وعدم الشعور بالاطمئنان واليأس والاكتئاب، بالإضافة إلى نوبات من التصرفات التى تتسم بالرعونة تعقبها نوبات من الكسل والانزواء، كما تصاب بعض الفتيات بخجل وحياء شديدين إلى حد التلعثم واحمرار الوجه والبعض الآخر بالعناد وعدم الاستماع إلى نصائح من هم أكبر سناً، مما يؤدى إلى احتكاكات وصدامات معهم، وينصح الأم فى مثل هذه الحالة، بألا تلجأ إلى الشدة إطلاقا مع البنت طالما أن العناد لم يصل إلى درجة الانحراف وأن تجعل مراقبتها لتصرفات ابنتها مقترنة بالحنان بدلا من استخدام التوبيخ.
البنت حبيبة أمها
ويضيف: بعض الفتيات تمر فى فترة المراهقة بنوع من الصراعات الداخلية من أهمها الرغبة فى الاستقلال المادى والعاطفى ولكنها تفشل فى ذلك، لأنها تجد نفسها تحتاج إلى الأبوين للحصول على ذلك، بالإضافة الى اتساع مجال الخيال عندها مما يجعلها فى كثير من الأحوال لا ترضى بالظروف المعيشية المحيطة بها، وهذا أمر يجب على الأم تفهمه لأن الفتاة فى هذه الفترة خيالية، حالمة، كثيرا ما تستسلم لأحلام اليقظة، كمايجب عدم السخرية من خوفها من الكثير من الأشياء مثل الظلام وبعض الحيوانات لأن هذه المخاوف سرعان ما تزول تدريجيا، وينصح أستاذ علم النفس الأم للتغلب على هذه التغيرات النفسية التى تصيب المراهقة اتباع الآتى:.. اجعلى مراقبتك لتصرفات ابنتك تأخذ شكل الرعاية التى يظللها الحنان، وأعطها الفرصة لتميز بين الخطأ والصواب، وشجعيها على اتخاذ القرار بما تقدمينه لها من نصيحة مخلصة، وحاولى الاستماع لها حتى لو كنت تعلمين أنك لن توافقيها ما ستقصه عليك، ودعيها تكمل قصتها، وكونى لها صديقة منصتة والملاذ الآمن حين تحتاجك، وعامليها كشخص بالغ وارتقى بأسلوبك مع «حبيبة أمها» فلم تعد الصغيرة أم ضفائر، ولا كبيرة بما يكفى، احترمى رأيها وقيمى سلوكها بهدوء، فهى تأخذ منك خبراتها، وتعاملى معها وكأنك فى مثل سنها، حتى تحب التحدث إليك كصديقة تختلف عن باقى الصديقات، كونى لها المخلصة التى تنصح بمحبة وصدق، وإياك أن تقارنى بينها وبين فتاة أخرى، فلكل واحدة شخصيتها وقدراتها، ساعديها لتكون أفضل وليست شخصية باهتة من شخصية أخرى، شجعيها بحبك وحنانك، وأعطيها الإحساس بأنك تحبيها كما هى، عندئذ ستحاول أن تكون عند حسن ظنك.



المصدر الاهرام



تعليقات

المشاركات الشائعة